توقيت القاهرة المحلي 01:59:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ذكريات رمضانية

  مصر اليوم -

ذكريات رمضانية

ماردريت عازر

عشت فى حى شبرا، هذا الحى العريق الذى يجمع عراقة المصريين وأصالة أولاد البلد ويجمع كل أطياف المجتمع وطوائفه. فهو حى به كل طبقات المجتمع المصرى من أبنائه الكادحين الذين يحصلون على قوت يومهم يوماً بيوم ويجمع بين تجار كبار لقطع غيار السيارات والخضار والفاكهة والغلال، وتجار الذهب والمحلات التجارية الكبيرة وتغلب عليه الطبقة الوسطى التى تعتبر عماد المجتمع فى كل بلدان العالم وهى طبقة المتعلمين والموظفين الذين يحملون آمال البسطاء فى التقدم وتحسين مستواهم الاجتماعى ويرون فى التعليم كل طموحاتهم وطموحات الأغنياء فى تحقيق مشروعاتهم بعقول وطموحات هذه الطبقة.

كنت صغيرة وكنت أحيا ليالى رمضان فى هذا الحى بين الأهل والأصدقاء دون تفرقة بين من منهم مسيحى ومن منهم مسلم، فجميعنا يشترى فانوس رمضان، وكلنا يشترى مستلزمات شهر رمضان من ياميش وبلح وكنافة وقطايف، ونتبادل الأطباق قبل الفطار. جميعنا يصوم ونفطر عند أذان المغرب، الكل يسهر ويتسحر، ننتظر المسحراتى وهو يطرق على طبلة وينادى على المنازل حتى يستيقظ الناس وتتسحر قبل مدفع الإمساك. ونلعب معاً، أولاد وبنات، على مصابيح الشوارع جميعنا، أولاد وبنات، نزين الشوارع ونجمع من عم جرجس وعم محمد المال لشراء المصابيح والزينة لتزيين الشوارع لكى نلعب معاً ونفس هذه الزينة ندخرها لعيد السيدة العذراء. هذا الحى مع كل الأحداث التى مرت فى مصر وموجات الإرهاب كان له طبيعة مختلفة فلا تجد فى هذا الحى أحداثاً طائفية ولا اعتداءات على أى من دور العبادة، هذا الحى تجسيد حقيقى للحفاظ على الهوية المصرية؛ فحينما يسألك أحد: انت من حى إيه؟ وتقول له إنك من شبرا، سواء كنت مسلماً أو مسيحياً، تجده يعلم أنك إنسان وسطى عندك تصالح مع النفس ولك ثقافة جميلة هى التعايش وتقبل الآخر بكل المعانى. وهذا الكلام ليس مديحاً فى حى أعشقه وأتشرف بأننى من أبنائه، ولكننى أتذكر ليالى رمضان وما كانت عليه أحياؤنا وأهلنا من ترابط وحب وعادات ميزتنا وجعلتنا نسيجاً واحداً نفرح ونتألم معاً ونحيا أعضاء فى جسد واحد. وكل من يعرفنى يعلم أننى أعشق تقاليد هذا الشهر وروحانياته. فهذا الشهر لا تجد أحداً جائعاً رغم الصيام، فالجميع يأكل فى نفس التوقيت والغنى يتبارى فى خدمة الفقير فى موائد الرحمن وتوزيع شنط رمضان. ويجمع الأهل والأصدقاء ويشعرون أن مصر لكل المصريين والحفاظ على هذه التقاليد والعادات والحب الذى يظهر دون أى رياء بمحبة خالصة نحترم فيها مشاعر وأحاسيس بعضنا البعض دون أى عبء. ودون ظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولا حملة هنفضحكم، لأنه لا يمكن تنفيذ فرض الله إجباراً بالعنف ونزع صفة من صفات الله عز وجل، وهى الحساب، وهذا ما رفضه المجتمع المصرى. ومن هنا أقول إن المصريين سبيكة مختلفة وتركيبة خاصة جداً مهما طرأت علينا عادات غريبة سوف يلفظها المجتمع كما يلفظ الجسد أى جسم غريب عنه وسوف تعود لنا طبيعتنا إذا اهتممنا بثلاثة أشياء: ترسيخ مبدأ المواطنة، وهذا بالتعليم واهتمام الإعلام بهذه القضية بشكل حقيقى وليس فى تقبيل اللحى. وتطوير الخطاب الدينى. والقضاء على المحسوبية، وتغليب مبدأ الكفاءة بغض النظر عن أى اعتبار آخر. ودون وضع استراتيجية لتعميم كل هذه المفاهيم سوف نصبح محلك سر. فقد تغلبنا على كل الأزمات والمحن والإرهاب وكل ما تعرضنا له من مؤامرات بفضل أصالة المواطن المصرى الذى يعشق الحفاظ على هويته وعاداته وتقاليده، فإذا لم نبدأ من أمس كل هذا سوف نجده يندثر ويصعب علينا إرجاع هذه الهوية أرجو أن نبدأ ونحيا حياة المصريين الجميلة التى تربينا عليها ونعشقها ونورثها لأبنائنا. تحيا مصر لكل المصريين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات رمضانية ذكريات رمضانية



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt