توقيت القاهرة المحلي 18:45:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى فم كل إخوانى!

  مصر اليوم -

فى فم كل إخوانى

سليمان جودة

أدعوك، قبل أن تطالع مواد دستور ما بعد الإخوان، الذى سيجرى الاستفتاء عليه يومى 14 و15 يناير المقبل، أن تقرأ الديباجة، أو المقدمة التى تمهد له، والتى تحمل توقيع عمرو موسى، وهو توقيع موجود على كل حال، فوق كل صفحة من صفحاته، تأكيداً على أن هذه التى بين يديك.. والتى تحمل توقيع الرجل، هى النسخة الأصلية، لا المزورة، التى يحاول بها الإخوان، كعادتهم دائماً، التشويش على كل شىء جيد فى البلد. فى هذه المقدمة، التى أدعوك لقراءاتها مرتين، مرة قبل قراءة مواد الدستور إجمالاً، ومرة بعد الفراغ من قراءتها، لأنك عندئذ، سوف تكتشف أن فى المقدمة ثلاث كلمات لا رابع لها، هى بمثابة المادة 248 فى الدستور، إذا ما عرفنا أن مواده 247 مادة لا غير. الكلمات الثلاث هى: «ثورة 25 يناير - 30 يونيو» وكما ترى، فإن «موسى» بشكل خاص، ثم أعضاء لجنة الخمسين، بشكل عام، لما أرادوا أن يتكلموا عن 25 يناير 2011، ثم عن 30 يونيو 2013 - لم يشاءوا أن يفرقوا بينهما، كما يروج الإخوان ويشيعون فى كل وقت، وإنما رأت «الخمسين» أن ما حدث فى 30 يونيو جاء مكملاً بطبعه لما كان قد جرى فى 25 يناير، وأنهما شىء واحد، وأن اعتراف الجماعة الإخوانية، بالأولى، وإنكار الثانية من جانبهم، كإخوان، إنما يعبر عن مرض أكثر من تعبيره عن أى شىء آخر عندهم. كانوا، ولايزالون، يتمسحون فى 25 يناير، ويتمحكون وهم يتكلمون عنها، لسبب مفهوم وواضح، هو أنها كحدث، قد فتحت أمامهم الطريق، للسطو على ما لم يشاركوا فيه، إلا متأخرين جداً، فحصلوا، عن غير حق، على شىء ليسوا هم أصحابه، ولذلك، فإن وضع التاريخين فى مقدمة الدستور، تحت عنوان واحد، وفى جملة واحدة، إنما ينهى أولاً الجدل حول ما إذا كانت إحداهما ثورة، والثانية لم تكن كذلك، ثم إنه، ثانياً، وهذا هو الأهم، يقطع الطريق على كل إخوانى صفيق، يكذب على الله، وعلى الناس، ويقول بأن «الخمسين» والذين معها، ينكرون 25 يناير. هذا بالطبع لم يحدث، وإنما هى دعاية إخوانية ساقطة، ومكشوفة كالعادة، وتشير إلى أن المصلحة الإخوانية المجردة، هى التى تحكم موقفهم فى الحالتين.. فـ25 يناير ثورة فى نظرهم، لأنها قدمت لهم الحكم فى غفلة من الزمن، و30 يونيو ليست ثورة، لأنها نزعت عنهم حكما لم يكونوا أهلا له أبداً، ولأنهم كانوا فى الحقيقة، أصغر من مسؤولياته بكثير. هى، إذن، ثورة واحدة، وإذا شئنا الدقة قلنا إنه «فعل» واحد، وإن ما جاء فى 30 يونيو، وكان مفاجئاً للعالم كله، كان فى الأصل لاسترداد ما أراد الإخوان أن يبتلعوه، بعد أن سرقوه، ثم تبين، لسوء حظهم، أن ما سرقوه فى 25 يناير، أكبر من قدرتهم على الابتلاع، وعلى الهضم. الكلمات الثلاث، هى المادة غير المكتوبة فى الدستور، وهى معاً كذلك، تمثل المادة رقم 248، فإذا شئنا أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح، قلنا إنها - أقصد الكلمات الثلاث - هى المادة رقم واحد فيه، لأنها تضع حجراً فى فم كل إخوانى، وتدعوك فى الوقت ذاته، لأن تقول له «نعم» بأعلى صوت، فى يومى التصويت. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى فم كل إخوانى فى فم كل إخوانى



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 03:11 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

الدولة

GMT 03:08 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

مسألة الديمقراطية وسياسات التثوير

GMT 03:06 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

معركة خطرة وشيكة في السودان

GMT 04:22 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

تسريحة الشعر المبلل في المنزل في 5 خطوات فقط

GMT 23:38 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

اختطاف مدرعة وضابط أمن مركزي في قنا

GMT 15:51 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

حلاوة المولد .. طريقة عمل البندقية

GMT 02:18 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

غاريث ساوثغيت يؤكد إصابة نجم "توتنهام" هاري كين

GMT 00:41 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

تعليق محمود كهربا بعد مشاركته الأولى مع الأهلي المصري

GMT 10:33 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد زوجها رامي رضوان

GMT 21:35 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ابتكارات يوسف الجسمي التي أطلقها بفاشن فورورد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon