توقيت القاهرة المحلي 09:58:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر الفترة الانتقالية

  مصر اليوم -

مخاطر الفترة الانتقالية

عماد الدين أديب

يقولون فى علم السياسة إنه يتوقع من صانع القرار دائماً أن يتحرك وفق نظرية الاحتمالات المختلفة. وقد اتفق أساتذة علم المستقبليات على أن أى حدث زمنى حالى يمكن رسم صورته المقبلة من خلال 3 احتمالات: الأول هو الاحتمال الأفضل للتحقق، والثانى هو الاحتمال الأسوأ للتحقق، أما الثالث فهو احتمال استمرار ما هو قائم. ويقول البروفيسور «هرمان كان» أستاذ علم المستقبليات الشهير: إن أى محاولة لرؤية مستقبل الواقع الحالى دون إخضاع هذا الواقع للاحتمالات الثلاثة، جميعها تؤدى إلى خلل فادح فى التحليل. وأخطر ما فى الزمن الحالى الذى نحياه أننا نعيش تحت ظرف تاريخى دقيق وحساس، وهو «الزمن المؤقت» أو «الفترة الانتقالية»، وفى تلك الفترة تتصارع مشاعر الجماهير ما بين ارتفاع سقف الأحلام بشكل غير واقعى، أو انتظار ما لا يجىء أبداً، والشعور باليأس القاتل والمدمر. ويتابع الناس أحوال البلاد فى شغف وترقب ومحاولة تلقف أى ظاهرة أو بادرة أو تطور يأخذهم إلى «الأمل المفرط» أو «اليأس المدمر». كل ذلك قائم على الانطباعات والمشاعر وحدهما دون الارتكاز على وقائع ودلائل موضوعية يمكن البناء عليها. وأخطر ما فى المرحلة الانتقالية هو ببساطة فشلها فى الانتقال الإيجابى من نقطة سلبية إلى نقطة أكثر إيجابية. أخطر ما فى فترتنا الانتقالية الحالية هو سقوط حلم ثورة 30 يونيو ورغبة الجماهير الخارجة فى إقامة دولة مدنية عصرية حرة بعيدة عن الاستبداد، فى ظل نظام يحترم الحريات العامة والخاصة ويدعم العدالة الاجتماعية. وتراهن جماعة الإخوان وأنصارها بقوة على فشل المرحلة الانتقالية تحت تأثير عمليات الترويع والإرهاب وتعطيل كل أوجه الحياة الطبيعية، والتعطيل والتجميد لكل إمكانيات التقدم والتطور فى حياة الناس. غالبية الشعب المصرى تراهن الآن على نجاح الفترة الانتقالية فى انتخابات برلمانية وأخرى رئاسية ودستور جديد وبناء مؤسسات لدولة عصرية مدنية، وأقلية من الشعب المصرى تراهن على فشل المرحلة الانتقالية والعودة إلى مرحلة «الإخوان هى الحل». وما بين الرهانين تعيش مصر حالة صراع فيه شد وجذب ما بين طرفين قسّما الوطن إلى حالة انقسام رأسى وأفقى غير مسبوقة فى تاريخ مصر. لذلك كله يصبح التحدى كيف يمكن أن تنجح الفترة الانتقالية بأقل فاتورة خسائر ممكنة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر الفترة الانتقالية مخاطر الفترة الانتقالية



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

GMT 02:53 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

عودة الاحتلال الكامل

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

رفح آخر أوراق «حماس»

GMT 02:47 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

... عن «الاستعمار» بوصفه «خطيئة أصليّة»

GMT 02:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

الهدنة الحائرة

GMT 02:43 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حرب غير مبررة!

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

رسائل غير قابلة للتداول!!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon