توقيت القاهرة المحلي 18:58:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية

  مصر اليوم -

ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية

بقلم - منار الشوربجي

سواء نجحت أو فشلت إدارات الجامعات الأمريكية فى قمع احتجاجات الطلاب فيها، فإن الأثر الأهم على الإطلاق لتلك الاحتجاجات قد تحقق بالفعل، فلأول مرة، يدخل لوبى إسرائيل فى الولايات المتحدة فى مواجهة مفتوحة داخل أمريكا نفسها وضد أمريكيين لقمع حرياتهم!، فواحد من أهم مصادر القوة التى طالما تمتع بها لوبى إسرائيل هو أن الأمريكيين عادة ما لا ينتبهون لما تفعله بلادهم فى الخارج، ولا يكترثون بما يحدث خارج مدينتهم. وهو ما يجعل الجماعات المنظمة الساعية للتأثير فى صنع السياسة الخارجية أكثر قوة، فتلك المنظمات مكونة من مواطنين أمريكيين هم وحدهم الذين يهتمون بتلك القضية، الأمر الذى يجعل دورهم محوريًّا فى صنع السياسة تجاهها، إذ تدور اللعبة برمتها بينهم وبين صناع القرار، فى غيبة شبه كاملة للرأى العام الأمريكى، فإذا تمكنت تلك المنظمات من امتلاك مصادر القوة الأخرى التى لابد أن تمتلكها أى من جماعات الضغط، كالإنفاق الضخم فى الحملات الانتخابية وعلى تشكيل الخطاب العام والإعلامى والتصويت ككتلة واحدة، صارت تلك الجماعة بالغة التأثير.

وينطبق هذا كله على لوبى إسرائيل، فحتى المواطن الأمريكى الذى يتابع سياسة بلاده الخارجية، بما فيها سياستها تجاه منطقتنا، فإن علاقته الإيجابية بمواطنيه من الصهاينة الأمريكيين، (ليسوا كلهم يهودًا، بالمناسبة، مثلهم فى ذلك مثل لوبى إسرائيل نفسه)، تجعله على استعداد للتخلى له عما يتعلق بتلك القضية طالما أنها تهمه لهذه الدرجة. لذلك كله، فإن مَن يتابع عن كثب أداء لوبى إسرائيل يرى بوضوح حرصه الشديد على عدم الإفصاح عن كل ما يقوم به، اللهم إلا فى حالات محدودة من باب التباهى بنتيجة عمله لتخويف مَن يهمه الأمر، ولكن دون الإفصاح عما يستخدمه من تكتيكات لتحقيق تلك النتيجة. وهو يفعل ذلك داخل واشنطن، لا خارجها فى الولايات وبين الناس. بعبارة أخرى، فإن العاملين بالسياسة بأمريكا يعرفون جيدًا قوة لوبى إسرائيل، ويحسبون له ألف حساب. أما غالبية المواطنين العاديين، باستثناءات قليلة للغاية، فلا يعلمون أصلًا بوجوده ولا بحجم تأثيره. وحتى حين يعلمون، فإن الأمر لا يهمهم لأن الإعلام قد تكفّل أصلًا بتشكيل رؤاهم لتصبح إيجابية تجاه إسرائيل.

ومن هنا، فإن الجديد بعد طوفان الأقصى لم يكن فقط أن الشباب عمومًا، لا فقط شباب الجامعات، باتوا يتلقون معلوماتهم بالصوت والصورة من خلال وسائل تلتف بالكامل حول الإعلام الأمريكى، الذى يشكل لوبى إسرائيل مواقفه، وإنما أن هؤلاء الشباب انتفضوا لأجل فلسطين فى طول البلاد وعرضها، بما استحال معه على ذلك الإعلام أن يتجاهل تغطية ما يحدث، كما كان يفعل من قبل. ومن هنا، صار القاصى والدانى من الأمريكيين العاديين يرون بأعينهم مَن الذى وراء قمع شبابهم ومعاملتهم بتلك القسوة.

بعبارة أخرى، فإن أهم ما فقدته إسرائيل هذه المرة لم يكن مجرد فضح جرائمها ونقلها بالصوت والصورة لأجيال ستشكل المستقبل، وإنما أنها اضطرت أنصارها الأمريكيين اضطرارًا إلى خوض مواجهة لأول مرة داخل أمريكا بالاشتباك مع شباب أمريكيين ليسوا كلهم من أصول عربية ومسلمة. ولو أن أى زعيم أجنبى آخر حرض صراحة على الطلاب الأمريكيين، ودعا إلى قمعهم، كما فعل نتنياهو، لقامت الدنيا، ولم تقعد بين السياسيين فى واشنطن. لكن ما حدث كان أن ردد أغلبهم ما قاله نتنياهو حرفيًّا!. السؤال الأهم إذًا: لأى مدى سيغضب الأمريكيون العاديون لقمع طلاب الجامعات من جانب لوبى مكون من أمريكيين يدافعون عن إسرائيل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية



GMT 03:16 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مفجرة ثورة الطلبة

GMT 03:15 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مجدى يعقوب.. الإنسان أولًا

GMT 03:12 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (10)

GMT 03:08 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شعار حماية المدنيين

الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:56 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار النفط تنخفض 1% مع استئناف شركات أمريكية الإنتاج

GMT 04:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 03:35 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

كايلي جريئة خلال الاحتفال برأس السنة

GMT 08:30 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"أودي" تطلق سيارة "Q8" بقدراتها الجديدة

GMT 18:39 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

عرضًا من اليابان بإقامة لقاءً وديًا مع منتخب مصر

GMT 07:14 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

عدادات كهرباء ذكية في مصر تُشحن بالهاتف المحمول

GMT 06:40 2020 الإثنين ,03 آب / أغسطس

الأرصاد تفجر مفاجأة عن طقس رابع أيام العيد

GMT 01:03 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في المغرب إلى 0.4% في حزيران

GMT 02:36 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

هاميلتون يوضح سباق بريطانيا سيكون غريبا للغاية

GMT 17:03 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

المطربة بوسي ضحية برنامج رامز جلال الليلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon