توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تفاوض إيران؟

  مصر اليوم -

لماذا تفاوض إيران

بقلم:أسامة غريب

إيران على علم بالمؤامرة التى تحاك ضدها والتى يشارك فيها الغرب بالمفهوم الواسع الذى يشمل اليابان وكوريا واستراليا، وهى بلاد تقع فى الشرق ومع ذلك فتبعيتها وشرورها وقسوتها غربية الملامح!. وهم فى طهران باتوا يدركون أن المفاوضات ليس الهدف منها الوصول إلى نتائج، ولكن الهدف هو التخدير والتخلى عن اليقظة حتى يكون للهجوم بالطائرات أثرا مفاجئ كبير. لقد كان الإيرانيون يأملون بعد أن امتصوا الضربة الإسرائيلية فى يونيو الماضى أن يتمكنوا من محاكمة رافائيل جروسى الذى يلعب دور المخلب وينقل لأجهزة الاستخبارات الغربية كل ما يراه مفتشوه الجواسيس فى إيران، ولكن دواعى الحصافة السياسية جعلتهم يجلسون معه فى القاهرة ويوقعون معه اتفاقًا لاستئناف الوكالة الدولية للطاقة النووية عملها فى إيران. كان جروسى يوقع معهم الاتفاق وهو يعلم أن مشغليه سيعيدون العقوبات ضد إيران ولن يسمحوا لاتفاق القاهرة أن يتم تفعيله ولو ليوم واحد!.

السؤال هنا: لماذا تمضى طهران فى المسار التفاوضى رغم أن أبوابه تغلق فى وجهها بابًا وراء باب؟ لماذا تجالس وفودًا تعلم أنهم يمثلون فى مسرحية، وأن أحدًا من أعضاء هذه الوفود لا يعنى أى كلمة يقولها أو يخطها قلمه؟ أعتقد أن الساسة فى إيران يفعلون ذلك لسببين، أحدهما داخلى والآخر خارجى. السبب الداخلى هو أنها تفعل ذلك أمام جمهورها من المواطنين الإيرانيين حتى لا يظنوا أن حكومتهم تسعى للصدام مع الأعداء الأقوياء دون أن تعطى للدبلوماسية فرصة تُجنب الوطن ويلات الحرب وتخفف عن المواطن صعوبة الحياة. وأعتقد أن الاستمرار فى المفاوضات والبحث عن أى حل سلمى يحفظ للوطن كرامته قد جعل الشعب الإيرانى يلتف حول السلطة الحاكمة وينظر بعين التقدير للجهود السلمية التى تسعى إليها. أما السبب الثانى فهو أن تثبت للعالم كله حسن نيتها، خصوصًا أن الآلة الإعلامية الغربية إلى جانب الأدوات الإعلامية التابعة للعرب قد نجحت فى شيطنة إيران وتصويرها فى المخيلة كدولة راعية للإرهاب، بصرف النظر عن أنها أكثر مَن يقاسى جرائم الدول الراعية للإرهاب بحق!. التفاوض إذًا رغم المعرفة المسبقة أنه لا يجدى من حيث التوصل إلى اتفاق، يفيد من ناحية شد عصب الداعمين وتحييد المترددين والعمل على إخراس المعادين فى الداخل والخارج. ولا ننسى أن العقوبات الأممية التى فُرضت على إيران فى السابق قد استجاب الجميع إلى تطبيقها بمن فيهم الروس والصيينيون. اليوم بعد أن تغيرت الحالة الدولية وأدركت روسيا والصين أن سلاح العقوبات هو عصا غليظة فى يد الغرب لإخضاع الجميع فإن المأمول ألا تستجيبا لحصار إيران وأن تقوما بتنفيذ ما سبق وأعلنه المسؤولون فى موسكو وبكين من أن آلية الزناد أو سناب باك غير ملزمة ولن يتم الالتفات إليها. هذا هو السبب فى قبول إيران للمفاوضات تحت كل الظروف، ولو أن هذا لن يوقف العدوان القادم فى الطريق، وإن كان يمكن أن يخفف من أثره ويساعد على الصمود فى وجهه ورد ضرباته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تفاوض إيران لماذا تفاوض إيران



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt