توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كُتّاب من بنها

  مصر اليوم -

كُتّاب من بنها

بقلم:أسامة غريب

عندما قامت إسرائيل فى الثامن من أبريل عام ١٩٧٠ بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية فقتلت ٣٠ طفلًا وأصابت ٥٠ آخرين فإن الميديا العربية كلها كانت مع الضحايا قلبًا وقالبًا، ولم تكتب صحيفة أو تذيع قناة عربية أن مصر هى السبب فيما تفعله إسرائيل من تدمير مدرسة الأطفال وقصف مصنع أبوزعبل وضرب قناطر نجع حمادى وكلها أهداف مدنية، لأنها هى التى استفزت إسرائيل عندما أغلقت مضيق تيران فدفعت إسرائيل إلى الحرب. لم تقف دولة عربية فى العلن إلى جانب العدو، لكن وسائل الإعلام العربية كانت للحق على نفس موجة الجماهير. ما الذى حدث وجعل بعض الإعلام يتخلى عن الأخ العربى ويجاهر بتبنى وجهة نظر العدو ويحمّل المقاومة مسؤولية جرائم إسرائيل؟.

إن ما يخصنى فى هذا الموضوع هو مصر وليس أى بلد آخر، فهناك بلاد تحالفت مع إسرائيل فى العلن وصارت تساهم فى المجهود الحربى الإسرائيلى. أنا أتكلم عن مصر، ومواقفها لنصرة الفلسطينيين ليست فى حاجة إلى إيضاح، فلماذا يقف الإعلام هذا الموقف الباهت بالنسبة لقضايا العدوان على غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن؟. عندى رأى أرجو أن يتسع له صدر صحيفتنا وهو أن الموقف الرسمى لا يدفع ولا يشجع الكتاب والصحفيين على ممالأة إسرائيل وتبنى وجهات نظرها، ذلك أننى شخصيًا كتبت منذ بداية العدوان الحالى مئات الأعمدة والمقالات التى حملت تأييداً لوجهة نظر المقاومة وتفنيداً للآراء الأخرى دون أن يتم منع مقال واحد أو أن تصلنى حتى ملحوظة. أقول هذا لأثبت أن الكتابة المؤيدة للمقاومين والفاضحة للمتعاونين مع إسرائيل كما يحدث فى لبنان الآن مثلاً ليست ممنوعة ولا مرفوضة من جانب السلطة.

نخلص من هذا إلى أن السادة الكتاب يحجمون من تلقاء أنفسهم عن مساندة المستضعفين والضحايا أصحاب الحق، والسبب فيما أعتقد هو أن بعض الإعلام العربى الثرى سواء صحفا أو محطات تليفزيونية تتبنى موقفاً معاديًا للفلسطينيين وللمقاومين فى لبنان وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على كتاب الأعمدة والمقالات عندنا لأن بعض هؤلاء يعملون فى الميديا العربية سواء بالكتابة أو الإعداد أو الاستضافة، والبعض الآخر يأمل أن ينوبه من الحب جانب فى المستقبل فيحجم عن إبداء مواقف صادقة قد تضايق أصحاب المال وتمنع توظيفهم إذا ما تهوروا وعبروا عن أنفسهم بحرية!. هذا غير الطامعين فى الجوائز التى صارت وسيلة إخضاع وكسب ولاء!. لهذا فإنه من فضل ربنا أن وسائل الإعلام العربية هذه لم يكن لها وجود أيام حربنا ضد العدوان الإسرائيلى وإلا لوجدنا من يلوم أطفال مدرسة بحر البقر، أو يصمت ولا يعلق على المجزرة متظاهرًا أنه من بنها!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كُتّاب من بنها كُتّاب من بنها



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt