توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنهم يحلمون بعودة المسيح!

  مصر اليوم -

إنهم يحلمون بعودة المسيح

بقلم:أسامة غريب

لا شىء يسعد الظالم قدر اكتفاء المظلومين بالدعاء عليه، ولا شىء يسعد إسرائيل قدر اكتفاء المجتمعين فى مؤتمرات القمة العربية بالشجب والإدانة وتكرار بيانات كان باستطاعتهم إلقاؤها دون أن يتركوا أماكنهم. ومن عجب أن مصر وحدها تقريبًا هى التى تحدثت عن إسرائيل باعتبارها عدوًا، أما الآخرون فقد قاموا بتلاوة موضوعات إنشاء لا فائدة منها. واليوم بعد انتهاء المؤتمر مباشرة يقوم العدو بتنفيذ الجريمة الكبرى التى تتضمن التدمير الشامل من الجو لكل الأبنية التى مازالت قائمة فى غزة، ودفع السكان الجوعى نحو الحدود المصرية قسرًا.

كان بعض المتفائلين يحلمون بأن يسفر المؤتمر عن تشكيل قوة دفاعية عربية تقف فى وجه الإجرام الإسرائيلى، ولم أكن من هؤلاء المتفائلين لأنى أعلم أن قوة كهذه لابد وأن يكون قوامها الأساسى مصريًا وقيادتها مصرية، ويؤسفنى أن أقول إن بعض العرب يتحسسون من الوجود المصرى أكثر مما يخشون جيش العدو، وبعض أسباب هذا التوجس أن وجود الجنود المصريين كقوة حماية قد يكون من شأنه أن يحجم الضغوط الاقتصادية التى يمارسها البعض ضد مصر مستغلين الضائقة المالية!.

بعض الإخوة العرب قد يطلبون الحماية الأمريكية والحماية التركية والإيرانية والإسرائيلية، أما الحماية المصرية فلا يريدونها إلا فى الإطار الرث الذى يفعلونه مع قوات الدعم السريع بقيادة تاجر الإبل حميدتى، الذى يقوم بتوريد الأنفار ليموتوا ويقبض هو الثمن!. الوضع الحالى فى غاية الخطورة والأمريكان منحوا نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ جريمة العصر ضد الفلسطينيين ومحو قطاع غزة من الوجود مع تصدير المشكلة لمصر.

قد يقول قائل إن رد الفعل الهادئ من السادة الذين اجتمعوا فى الدوحة من زعماء العرب والمسلمين يعود إلى أنهم رأوا قطر نفسها تضبط رد الفعل ولا تندفع فى إدانة الفاعل الأصلى الأمريكى الذى يضع الخطط ثم يلقى بها إلى البلطجى الإسرائيلى ليقوم بالتنفيذ، لهذا لم يشأ المجتمعون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، خاصة وقد رأوا أن التمثيل الخليجى فى المؤتمر لم يكن على المستوى المأمول بالنسبة لكارثة حلت بالخليج.

ومع ما فى هذا الرأى من الوجاهة الظاهرية إلا أنه فى الأوقات المفصلية من التاريخ، كالتى نعيشها الآن، لا ينبغى أن تكون ردود الأفعال محكومة بالأنانية والتربص، لكن هذا هو وقت المبادرة والارتفاع فوق الصغائر لتدارك النتائج الكارثية المنتظرة، والتى لن يفلت منها أحد، والذين يتصورون أن تقديم المزيد من الخضوع يكفل الحصول على الأمان لن يجلبوا لأنفسهم سوى الخطر المقرون بالهوان.

خريطة إسرائيل الكبرى أصبحت منشورة ولم تعد خفية، وبالتالى لا يجوز إنكارها أو التعامل معها على أنها إشاعة، بمعنى أن نتنياهو قام بالإعلان عن أنه ينوى احتلال أراضٍ تخص سبع دول عربية وسيضمها إلى مملكته التوراتية فى حماية أمريكا وتواطؤ أوروبا. لم يعد هذا الجنون أحلامًا وإنما رغبة حارقة لدى مئات الملايين فى الغرب ممن يرغبون فى إقامة مملكة الرب التى ستسرع من عودة المسيح!.

إنهم يحلمون بعودة المسيح مع أنه لو عاد سيصلبونه من جديد!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنهم يحلمون بعودة المسيح إنهم يحلمون بعودة المسيح



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt