توقيت القاهرة المحلي 12:07:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

فطيرة ماكرون وقهوة شيراك

  مصر اليوم -

فطيرة ماكرون وقهوة شيراك

بقلم : فؤاد مطر

أضفى الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في زيارته التفقدية - التهنوية للبنان، على الأجواء التي يعيشها الوطن الحائر في أمره، بعض الشيء، مسحة من البهجة تُسجَّل له؛ بالامتنان من جانب الأطياف اللبنانية التي أتعبتْها أشهر العدوان الإسرائيلي على ضاحية العاصمة وبعض مناطقها الإدارية، فضلاً عن التعامل الهمجي مع مناطق الجنوب وبعلبك والبقاع، ودفع لبنانيون أثماناً باهظة نتيجة ذلك.

ولقد أعادت جولة ماكرون التي اقتصرت، مع الأسف، على منطقة بعينها، وكان مأمولاً أن يضيف مناطق أُخرى انتكبها العدوان الإسرائيلي، وعوَّض عن ذلك الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش الذي زار لبنان، ورأى بالعين المجردة ما اقترفته الهمجية الإسرائيلية. ولا يؤاخذ الرئيس الفرنسي على شمله زيارة منطقة سبق أن زارها في زمن تدمير مرفأ بيروت؛ ذلك أن موجبات الأمن الاستثنائي للرؤساء عموماً، وبالذات مثل الرئيس الفرنسي جاك شيراك من قبل توجب الحيطة إلى أقصى درجاتها، عِلْماً بأن ماكرون اختلط مع اللبنانيين السعداء بحضوره بينهم، ولعله في ذلك تجاوز المحظورات الأمنية بفعل سعادته بالمرحبين به، وهم بالمئات من النساء والرجال وموظفي المقاهي والمطاعم في شارع «الجميزة» الذي زاره من قبل مواسياً بكارثة المرفأ.

ولم يقتصر التجاوز التقليدي للموجبات الأمنية على أن يختلط بالناس ويلتقط الصور معهم على نحو ما يحدث مع نجوم السينما، وإنما عدا احتساء القهوة أكل فطيرة من السبانخ أخَذَها من صينية عامرة من إعداد المحل المختص بإعداد مناقيش الصعتر والفطائر على أنواعها وتحملها امرأة لبنانية. وزيادة في التوضيح، فإن جماعة أمن الرؤساء دائمو الخشية من أن يكون هذا الطعام أو تلك الوجبة أو حتى هذه الفطيرة التي أكلها الرئيس ينبغي أن تخضع لرقابة أمنية. لكن عفوية الرئيس ماكرون تجاوزت كل هذه الاحتمالات وأكل الفطيرة مبتهجاً وألحقها بكوب من القهوة، وهو يواصل محادثاته مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلَّف نواف سلام.

هذه اللفتة من جانب ماكرون تذكِّرنا بمثيلة لها، يوم زار الرئيس الراحل جاك شيراك لبنان مؤازراً، بالمثل الماكروني، للرئيس الراحل رفيق الحريري، وكيف أن شيراك احتسى فنجان قهوة في مقهى يطل على مبنى مجلس النواب اللبناني، وتبادل التحايا مع صحافيين جالسين في المقهى، ومن دون أن يضفي رجال الأمن بعض الحذر والتهيب على الجالسين، مستمتعاً بأنه بات يحتسي كوب القهوة في مقهى يقع في الحي التجاري من العاصمة، الذي حوَّله الرئيس رفيق الحريري من ركام إلى حي يتباهى لبنان برونق معالمه. ثم لا يقتصر الأمر على تناول كوب القهوة، وإنما قام الرئيس الفرنسي، برفقة صديقه رفيق الحريري، بجولة في شارع من الحي، وكأنما يتمشى وهو رئيس لبلدية باريس قبل الترؤس مع زوجته في شارع «الشانزليزيه» سعيديْن بما هي عليه مظاهر البهجة في نفوس الملايين الذين يسوحون في فرنسا، متمنياً وهو يجول مع صديقه الحريري أن يرى ذات يوم بيروت، وكأنما هي قطعة من باريس. ولكن الصراعات اللبنانية من جهة، والتدخل السياسي والأمني من جانب الجار السوري الذي لا ينسى مرارة إخراجه من «لبنانه»، وكذلك الجمهورية الإيرانية المتعاملة مع «لبنانها» على أنه حدودها على المتوسط. ثم يأتي العدوان الذي دمرت فيه إسرائيل نتنياهو ألوف الأبنية والمؤسسات، وقتلت المئات من الآمنين في بيوتهم والعاملين في متاجرهم ومؤسساتهم.

لكن الآن، وفي ضوء السعي الفرنسي - الدولي لمؤازرة لبنان ومساعدته الذي أُعلن عن أن الرئيس ماكرون سيأخذه على عاتقه، عاقداً لهذا الغرض مؤتمراً يؤمل منه الإثمار المنشود، فإن منسوب الطمأنينة اللبنانية زاد بعض الشيء. ونقول ذلك على أساس أن العون العربي متمثلاً بشكل خاص فيما يمكن توقُّع حدوثه من جانب الدول الخليجية الشقيقة، ومن دون أي موجب لمؤتمر، كفيل بإنعاش الأحوال اللبنانية، مع ملاحظة أن هذا العون بات يسير الحدوث في ضوء الصفحة الجديدة التي سجل فيها الرئيس الجديد العماد عون والرئيس المأمول منه تشكيلة وزارية ضميرية نواف سلام؛ ما يؤشر إلى أن لبنان على موعد مع إعادة النظر جذرياً في أمور كثيرة كانت تشكِّل الانزعاج والعتب لدى أطراف كثيرة منها بدرجة خاصة السعودية.

وإذا كانت إسرائيل و«حماس» أمكنهما الاتفاق على فتح صفحة جديدة، وإن غير مباشرة، فإن لبنان «الحماسي» مطالَب بأن يأخذ ذلك في الاعتبار، أي يساند «حماس» التي أبرمت اتفاقاً مع إسرائيل بمثل مساندته لها عندما كانت في حالة حرب إسرائيلية عليها رداً على أسرى إسرائيليين لديها. وهو بهذه المساندة يسهل الطريق أمام اعتماد رؤية جديدة للصراع العربي - الإسرائيلي غير تلك التي يراها «الحرس الثوري الإيراني».

ومثل هكذا تعديل في الرؤية لا بد منه، في ظل الظروف الدولية المتغيرة، وفي ضوء الضربة الموجعة نفسياً وعسكرياً لإسرائيل المتمثلة بإجبار حكومتها على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع طرف تراه العدو الذي لا بد من سحقه. وعندما سيصار إلى قوننة الاتفاق أممياً، فإنه يصبح مثل سائر القرارات الموجب الالتزام بها للصراع العربي - الإسرائيلي، الذي لا ينهيه، وعلى خير النهايات، سوى الأخذ بصيغة الدولتيْن حلاً يرضي المنكوب الفلسطيني ويضع الناكب الإسرائيلي على طريق الهداية، وهذا يكون من خلال قرار أممي لا يلقى بالذات «فيتو» من جانب أميركا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فطيرة ماكرون وقهوة شيراك فطيرة ماكرون وقهوة شيراك



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt