توقيت القاهرة المحلي 16:47:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

بضع ملاحظات عن السلاح بوصفه شريك إسرائيل في قتلنا

  مصر اليوم -

بضع ملاحظات عن السلاح بوصفه شريك إسرائيل في قتلنا

بقلم:حازم صاغية

جاءت الضربة الإسرائيليّة التي أودت برئيس حكومة الحوثيّين ومعظم وزرائه لتؤكّد ما سبق أن أكّدته تصفية القادة العسكريّين والعلماء الإيرانيّين، وقبلهم قادة «حزب الله» و«حركة حماس» وكبار كوادرهم الأمنيّين والعسكريّين. فهذا السلاح، على عمومه، ليس لهذه الحرب، وأغلب الظنّ أنّه لم يعد ينفع لأيّ غرض آخر باستثناء قدرته على شنّ الحرب علينا أو استدعائها إلينا، أي إيذاء أصحابه وإيذاء البلدان والشعوب التي يصدر عنها.

قول العكس بات هراء محضاً يعاكس الواقع والمصالح الوطنيّة ويستخفّ بالعقل. فـ«حزب الله» مثلاً يقول إنّ الإسرائيليّين لولا سلاحه لوصلوا إلى بيروت، وهم لو وصلوا إلى بيروت لقال إنّهم لولا سلاحه لوصلوا إلى طرابلس، وهذا علماً بأنّهم وصلوا فعلاً إلى بيروت حيث قتلوا الأمين العامّ وباقي قيادات الحزب، ولا تزال مُسيّراتهم تعربد في سماء العاصمة.

هنا بضع ملاحظات لا تخلو من بساطة ومن جلافة تمليهما جلافة هذا السلاح وجلافة الأزمنة الراهنة التي تسبّب بها:

فأوّلاً، هناك التفوّق العسكريّ الإسرائيليّ الهائل، والذي يقيم خلفه تفوّق أعرض تنظيميّ وتعليميّ وثقافيّ... كائناً ما كان الرأي في ذلك، وكائنة ما كانت أسباب الكراهية له والمخاوف المشروعة منه، أو الجرح النرجسيّ الذي يصيبنا حين نقرّ بتخلّفنا في أدوات القوّة عن الإسرائيليّين.

وثانياً، هناك وظيفة هذا السلاح الذي يواجه الإسرائيليّين، وهي وظيفة تزيد في إضعافه وتعطيل طاقته. ذاك أنّها تتراوح بين حروب أهليّة وهيمنة على السكّان المُغايرين من أبناء الوطن أو، في الحالة الإيرانيّة، الهيمنة على الجوار الإقليميّ.

وثالثاً، بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب التي استجرّتها، انعدمَ كلّ توازن في تبادل الموت وتوازن الخسائر. وها هو النموذج الحوثيّ يقدّم آخر البراهين وأسطعها، إذ يُقضى على طاقم حاكم مقابل ساعة من تعطيل مطار بن غوريون أو من إنزال مئات آلاف الإسرائيليّين إلى الملاجئ. وهذا معطوف، بطبيعة الحال، على الأكلاف الإنسانيّة، لا سيّما في غزّة، وعلى الأكلاف المادّيّة في جميع المناطق المحاربة.

ورابعاً، بسبب الخلفيّة الأهليّة التي تتحكّم بالسياسة في البلدان المعنيّة، وهي خلفيّة نزاعيّة دينيّاً أو طائفيّاً أو إثنيّاً، فكلّ إطالة للحرب، وقد حُسم أمرها فعليّاً، وكلّ تسبّب بمزيد من الكوارث، يوسّعان رقعة الرافضين للعيش المشترك مع هذا السلاح وحامليه، وبالتالي يقدّمان للدولة العبريّة هدايا ثمينة أخرى أهمّها الإمعان في تصديع النسائج الوطنيّة في المنطقة بلداً بلداً. أكثر من هذا، قد تندفع جماعات سكّانيّة عريضة تعتبر نفسها ضحيّة حرب سيقت إليها مغلوبةً على أمرها، إلى التعاطف مع الوحشيّة الإسرائيليّة بوصفها ما يوفّر الحماية والخلاص الجذريّ من حالة الحرب.

وخامساً، كلّ تمسّك بهذا السلاح وكلّ تأخّر في طيّ صفحة الحرب تالياً، وكلّ تمادٍ في تكبّد الأكلاف المتعاظمة، تُضعف الموقع التفاوضيّ، لا للقوى المحاربة وحدها بل لبلدانها أيضاً. فالإسرائيليّون، ومن ورائهم الأميركيّون، يتصرّفون فعليّاً مع القوى التي تقيم على الضفّة المقابلة تصرّف منتصر لا يقبل أقلّ من الاعتراف بالهزيمة والاستسلام للسلام في صيغته الإسرائيليّة. وكلّما طالت الحرب تزايدت شروطهم وتزايدت معها جرعة الإذلال التي تنطوي عليها.

وسادساً، يقود تزايد الإضعاف الذي يُحدثه تواصل الحرب إلى مزيد من تدخّل القوى الأجنبيّة ومزيد من امتناع السيادة في دول المشرق، وهذا في ظلّ أوضاع دوليّة تستبعد فكرة عقد مؤتمر دوليّ للنظر في أمور المنطقة وتبتّها بالتي هي أحسن.

وسابعاً، ليس هناك من أفق سياسيّ أو عسكريّ يمكن التعويل عليه وعلى تمكّنه من إحراز شروط أفضل في ظلّ استمرار السلاح. فمحاولات إيران في طلب «الحوار» لا تلقى استجابة، فيما الدول الكبرى غير الغربيّة كروسيا والصين ضعيفة التأثير إن لم تكن عديمته.

وثامناً، صحيح أنّ إسرائيل تلقّت وتتلقّى صفعات معنويّة كبرى، لكنّ هذه لن تُترجم إلى موازين عسكريّة، فيما ترجمتها إلى معادلات سياسيّة يستغرق وقتاً وجهداً ومواظبة.

وتاسعاً، كلّ المعطيات توجب على المحاربين طيّ صفحة هذه الحرب بأسرع وقت ممكن. فأيّ ثمن يُدفع لطيّها يبقى أقلّ كثيراً من ثمن استمرارها الذي تجعله الردود الإسرائيليّة المسعورة من عيار فلكيّ. وهذا، على عكس ما يقول السخفاء، ليس ترويجاً للهزيمة لكنّه محاولة لوقفها عند حدّ، وليس احتفالاً بـ«العصر الإسرائيليّ» بل محاولة عقلانيّة لضبط آلامه ومراراته، وهي كبيرة جدّاً، وإن لم نعترف بالهزيمة فإنّ إذلالها ومهاناتها وما تحمله من خضوع لـ«العصر الإسرائيليّ» سوف تتعاظم.

وعاشراً، وبالنسبة إلى الشرف والكرامة العزيزين على ألسنة الممانعين، هناك تعبير استخدمه إمبراطور اليابان ومثقّفوها بعد هزيمة بلدهم في الحرب العالميّة الثانية: «تحمّل ما لا يُحتمل». هذا كلام شرف وكرامة يُستحسن بمسلّحينا قوله بدل مهزلة الحديث عن السلاح والمقاومة، وأن ينكبّوا قليلاً على النفس لفهم السبب الذي آل بنا إلى ما نحن فيه وقد يقودنا إلى ما لا قيامة بعده.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بضع ملاحظات عن السلاح بوصفه شريك إسرائيل في قتلنا بضع ملاحظات عن السلاح بوصفه شريك إسرائيل في قتلنا



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt