توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستحواذ والهدف!

  مصر اليوم -

الاستحواذ والهدف

بقلم : عبد المنعم سعيد

معذرة إذا كنت أستخدم بعضًا من اللغة الكروية السائدة هذه الأيام؛ ليس فقط لأن فريقنا القومى الأول يخوض الآن نهائيات الكأس الأفريقية فى المغرب، ولأن فريقنا القومى الثانى خاض مباريات كأس العرب فى قطر وخرج من الأدوار الأولى. اللغة مناسبة لدى الشارع بقدر ما هى متكررة لدى النخبة، وكلاهما يجمعه اهتمام مشترك بضرورة الفوز بالكأس هذه المرة بعد مرور 15عامًا على فقدانها.

مازلت أذكر هذا الفوز الأخير عام 2010 عندما دعيت إلى القصر الجمهورى لحضور حفل استقبال أقامه الرئيس مبارك لفريق كرة القدم بعد فوزه بالكأس لثالث مرة. كنت مندهشا فلم تكن دعوتى إلى القصر الجمهورى من الزيارات المتكررة، والمفاجأة لم يكن هناك من حضور للمدنيين من غير أهل الرياضة إلا أنا والأستاذ حسن المستكاوى.

أذكر أن اللاعب محمد المحمدي وقف معى معبرًا عن دهشته فى أن يكون داخل القصر الجمهورى وهى وقفة لم يكن يحلم بها ولا يعلم ماذا يقول الناس فى قريته عن واحد منهم يلقى التكريم الكبير. تكفل الأستاذ المستكاوى بتقديم الجمع من أصحاب المناصب فى اتحاد كرة القدم، والكابتن حسن شحاتة المدرب، واللاعب زيدان الذى كانت له وسائله الخاصة فى التعبير عن نشوة الفوز والترحيب بلقاء الرئيس فى القصر الجمهورى. كان هناك نوع آخر من اللاعبين الذين وجدوا فى المقام فرصة إما للحصول على منافع أو للحصول على نصيب من الثروة أو الاعتزاز باتخاذ أوضاع مرحة فى الصور.

مضى على الحدث والذكرى عقد ونصف وظلت اللغة الكروية شائعة بعد أن ارتفع شأن الاستوديوهات التحليلية، وزاد اهتمام المذيعين باللعبة واللاعبين واستضافتهم. فى ذلك وجدت تعبيرات شائعة قبل المباريات الحرجة مثل أن إحراز هدف مبكر سوف يحدث ارتباكًا وخللًا لدى الخصم؛ وأنه لابد من التوازن بين الهجوم والدفاع، وفى كل الأوقات كانت المباراة مصيرية وتقوم بإسعاد أهل مصر أو تكون سببا فى تعاستهم.

ما لفت نظرى بقوة خلال المباريات الأخيرة كان العلاقة المفقودة بين الاستحواذ وتسجيل الهدف؛ ففى مباريات كأس العرب الثلاث كان فريقنا مستحوذًا على الكرة فى أكثر من ٦٠٪ من الوقت ولكننا تعادلنا فى مباراتين وخسرنا الثالثة؛ وفى مباراة زيمبابوى بلغ الاستحواذ ٧١٪ ومع ذلك فزنا بفارق هدف واحد أحرزه العظيم محمد صلاح فى الدقيقة ٩١ من المباراة.

فصل العلاقة بين الاستحواذ والتهديف يمكن تفسيره بنقصان التركيز لدى اللاعبين؛ ولكنها أحيانا كثيرًا ما تسبب الارتباك فى الحياة العامة حينما يكون «الاستحواذ» ترجمة على بث الخضرة فى الصحراء المصرية، وإصلاح الريف المصرى، بالإضافة إلى الاقتصاد الحقيقى ممثلًا فى الزراعة والصناعة والخدمات؛ ومع ذلك فإنه لدى العامة والنخبة شعور بعدم الرضا؛ والمبالغون مصممون على السخط. الفرضية هنا تقوم على أن التنمية لا تعنى بالضرورة السعادة للمصريين لأنه لا تزيد ما فى جيوبهم من مال أو يجعلهم يحصلون على ما يتمنون وببساطة لا تحقق الهدف. عجبى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستحواذ والهدف الاستحواذ والهدف



GMT 08:11 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

المبالغة في التحذيرات “مثل قلتها”

GMT 08:09 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

حقّاً أهرام

GMT 08:08 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

أمامَ محكمة الرُّبعِ الأول

GMT 08:07 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

مِثال علاء عبد الفتاح

GMT 08:06 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لبنان ومخاطر الإدارة المجتزأة

GMT 08:05 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لقاء فلوريدا غير مسموحٍ له بالفشل

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحكاية ليست «الملحد»

GMT 08:02 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

فى متحف الشمع!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt