توقيت القاهرة المحلي 14:09:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العهد الأموي كما قرأه الريحاني

  مصر اليوم -

العهد الأموي كما قرأه الريحاني

بقلم:مشاري الذايدي

كتابٌ، سبق التَّنويهُ عنه هنا، جديرٌ بالقراءة أكثر من مرّة، رغم أّنَّه صدر قبل نحو قرنٍ، تحديداً عام 1928م، وعنوانه «النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان».

مؤلف الكتاب هو الأديب والمؤرخ والصحافي والسياسي... والفيلسوف الرائع أمين الريحاني صاحب كتاب «ملوك العرب» وغيرها من تُحَف «صاحب الفريكة».

تناول هوية وطبيعة سوريا وأحوال السياسة فيها، ومواقف الغزاة والأهالي، من قبل الإسلام إلى لحظته هو، أي الريحاني.

اليوم، اُستعيدت المدائح والمذامّ، حول الأمويين، بعد طرد نظام الأسدين. فما رأي الريحاني حول سوريا والأموية؟ نُلمُّ بومضات منه، يقول: «قامت في الشام على أثر الفتح العربي دولة عربية مجيدة، مجيدة في ثلاثة أمور لا غير؛ أي في فتوحاتها، وفي ترفها، وفي تعزيزها اللغة العربية، وما سوى ذلك، فالمؤرخون في الكلام عليها اثنان: متحيِّز ومتحامل».

ما رأيك يا ريحاني؟ يجيب: «أمّا كاتب هذه النبذة، فلا ناقة له في الفيحاء ولا جمل في النجف».

حسناً، ماذا عن معاوية. هذا وصف الريحاني: «أوَّل الخلفاء الأمويين معاوية، وهو ولا ريب من كبار مَن أسَّسوا مُلكاً في العالم، وهو الأموي الوحيد الذي استطاع أن يعدل في العصبيات، فلم يؤثر واحدة على أخرى، إلا أنَّ له زلَّات».

ماذا عن المؤسس الثاني للدولة الأموية، عبد الملك؟

يقول: «وعبد الملك بن مروان هو أول من قيَّد حرية الكلام في حضرة الخلفاء، فلم يعُد العرب في عهده وبعده يراجعون الخليفة كما كانت عادتهم — وكما هي عادتهم اليوم في نجد وفي اليمن — ويعترضون عليه. لو كان في عهد عبد الملك صحافة لما تمتعت يوماً واحداً بالحرية، التي هي كنزها وكنز الحقيقة الأكبر».

ثم يُوجز الرأي عن مراتب خلفاء بني أميّة، فيقول: «معاوية في الدرجة الأولى، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم الوليد بن عبد الملك، وأخوه هشام... أربعة من أربعة عشر».

هذا عرضٌ وجيزٌ للفصل الثامن من الكتاب، ولفتني فيه إشارته الذكيّة، والخبيرة - فهو من زار «ملوك العرب» - إلى أريحية الحكم العربي الأصيل، في علاقتهم مع الحُكام من بني جلدتهم، وحرية القول، كما خبرها الريحاني شخصياً.

كما توسّط الريحاني بين الغُلاة والجُفاة حول الأمويين، وهذا الغلّو وهذا الجفاء، موجودان لليوم، بل زادا اليوم، ليس بين الشيعة والسنّة فقط، بل بين تيارات داخل الثقافة العربية جمعاء.

والوسط، والموضوعية، خير الأمور، فخير الأمور أوسطها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العهد الأموي كما قرأه الريحاني العهد الأموي كما قرأه الريحاني



GMT 12:20 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

«ساحر الكرملين».. كيف يدمر الزعماء من صنعوهم؟!

GMT 12:11 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

المجتمع والحرب

GMT 12:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل يرحل؟

GMT 12:07 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

حلم الشيخة بدور القاسمي

GMT 12:04 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

رؤية الرئيس السادات!

GMT 11:37 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الخريطة

GMT 11:32 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

رؤية مصر 2025 مجددًا!

GMT 11:30 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الثورة والفورة والفتنة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في جنوبي لبنان
  مصر اليوم - غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في جنوبي لبنان

GMT 14:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب
  مصر اليوم - دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 10:53 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:04 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 10:50 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 11:18 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 02:42 2025 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لأجمل بدلات للرجل الأنيق في خزانته

GMT 08:28 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 01:23 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

فيرستابن يحسم سباق كندا ويعزز صدارته للفورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt