توقيت القاهرة المحلي 13:03:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حظ أفضل وراحة بال

  مصر اليوم -

حظ أفضل وراحة بال

بقلم:سمير عطا الله

بُعيد الغروب بقليل شعرت بوخزة مؤلمة في ظاهر اليد اليمنى ما بين السبابة والإبهام. التفت إلى مصدر الألم فوجدت بعوضة ضخمة تتلذذ بامتصاص دمي فنهرتها. طارت ثم عادت وحطت على مدرّج العروق البارزة، ما بين الإبهام والسبابة. هذه المرة هويت عليها بقبضة اليد اليسرى، لكنها كانت قد أحدثت العقصة الأخرى والمزيد من الألم.

لسبب عند معشر البعوض وليس عندي، تكأكأت عليّ ذلك المساء جميع أنواع البعوض والبراغيت والبرغش ملحاحة مثل نباح الكلاب الخائفة من عتم الليل، وتسلل الذئاب المخادعة. خطر لي وأنا في تلك الحالة اليائسة كم يتشابه البعوض وبعض البشر. فئة تلازمك طوال حياتك. كائنات صغيرة لا تُرى، لكنها تطن في أذنيك في صوت مزعج وتنتقم من ضآلة حجمها بقوة لدغها، وتمضي حياتها توزع الألم والسموم والطنين. لا أحد يهتم لوجودها فتحاول أن تثبت هذا الوجود بما أوتيت من قدرة على الإزعاج. مرة بالطنين ومرة بالوخز. لا دور آخر ولا طاقة أخرى. لها أجنحة مثل الطيور والفراشات، لكنها أجنحة بشعة وأزيز مقزز.

أمضيت عمري أخاف البرغش وأحاول تفاديه. لكنه ينبت من حولي دائماً في صور مختلفة وأحجام متفاوتة وسمّ مركّز. وبدل أن أخوض معركة مُثخناً بجروح الحقد والحسد والتلوث كنت أهرب. وإذ أتأمل حصاد العمر أتساءل: كيف يمكن لطبقة كاملة من البشر أن تمضي حياتها بين سم لا يقتل، وطنين فارغ؟ ما هذه القدرة الهائلة على أن يكون الإنسان مملوءاً بالترهات والعقم واللاشيء واللاأحد؟ أحياناً قليلة جداً (جداً) أتساءل: أين هم هؤلاء السادة؟ ماذا يفعلون؟ كيف ينظرون إلى مجانيات الضغينة والنميمة؟ وإلى حياة بأكملها كل شيء فيها، أن لا شيء فيها سوى الحسد والتجني.

أحاول أن أعثر على فائدة واحدة أفادها الفاشلون من حقدهم على النجاح. من حياة ليس فيها سوى الجناية الصغيرة، والهموم الصغيرة، والعوم فوق بحر لا ينضب من الثرثرة والهراء، بكثير من الألم الحقيقي. استعرضت تلك الصفوف الطويلة وتمنيت حياةً أفضل لأولادهم وأحفادهم وألّا يرتعوا كل ذلك الخواء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظ أفضل وراحة بال حظ أفضل وراحة بال



GMT 12:50 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

النشامى يُدخلون الفرح إلى قلوب الأردنيين

GMT 07:51 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

«إيزي» عم توم

GMT 07:49 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

يَا مَنْ يَعِزُّ عَلَيْنَا أَنْ نُفَارِقَهُمْ!

GMT 07:48 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المحاور والجبهات الغائبة

GMT 07:46 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

ساركوزي ومانديلا ودراما السياسة

GMT 07:45 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... اختبار الدولة لا اختبار السلطة

GMT 07:44 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المخاوف الأوروبية والهواجس الروسية

GMT 07:43 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

الدلالات غير السياسية للتجربة السورية

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 17:50 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بتروجيت يحفز لاعبيه بالمكافآت قبل مواجهة الزمالك

GMT 10:06 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يصعد بأكثر من 2% مع اقبال المتعاملين على المغامرة

GMT 02:00 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل انفجار كاد يودي بحياة أسرة كاملة في البدرشين

GMT 11:34 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حمدوك يُؤكِّد مساعدات الأشقاء تُساعد على حل الأزمة المالية

GMT 20:02 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

ما الذي يجب أن تحويه صيدلية المنزل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt