توقيت القاهرة المحلي 10:07:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هبوب مؤقت

  مصر اليوم -

هبوب مؤقت

بقلم:سمير عطا الله

الرجل نفسه. الموضوع نفسه. جميع الأشياء تقريباً نفسها. لكن المؤسف أن العالم الثالث هو نفسه أيضاً. الرجل هو صديقي. تاجر لبناني يمارس عمله بنجاح بين بيروت وإسطنبول، كلما ألتقيه أسأله طبعاً عن الأحوال، والجواب دائماً «تمام التمام». يقول في سعادة ظاهرة. كيف الحياة في إسطنبول؟ خوش حياة، يجيب في سرعة.

هل من مضايقات؟ أبداً. هل يتكلم الأتراك اللغة الإنجليزية بصورة عامة؟ للأسف، لا. ويسارع إلى تبرير هذا النقص: الأتراك مثل جميع الشعوب الإمبراطورية، يعتزون بلغتهم. مثلهم مثل الألمان، أو الفرنسيين. لذلك، يصرون على التحدث بالتركية حتى لو أتقنوا لغة أخرى. إنهم لا ينسون أيام الاتحاد السوفياتي كانت التركية اللغة الثانية في الإمبراطورية. وكان التركي يتحدّث بلغته في إسطنبول، وفي طشقند. أو باكو.

التاجر اللبناني نفسه، ونلتقي مصادفة: ماذا يجري في إسطنبول يا رجل؟ يجيب في شيء من القلق «أمراض العالم الثالث». فجأة ومرة واحدة المعارضة في السجن، والناس في الشوارع، وساحة «تقسيم» تفيض دفعة تلو أخرى. لا وسطية في الطباع الإمبراطورية. والرئيس رجب طيب إردوغان لا يعرف سوى أن يكون إمبراطوراً. وخصمه رئيس بلدية إسطنبول، نسي هذا الشرط. في هذه المدينة التي كان إردوغان، ذات يوم، مؤذنها، وأحد بسطائها، ثم أصبح سلطان البلاد، ليس مسموحاً «تحدّي الباب العالي».

للسلطة ألقابها وأبوابها. «الباب العالي» و«الصدر الأعظم». ومن يبلغ لقباً في هذه المراتب فإلى اليوم الأخير. السلطان يكون سلطاناً، وله تكون السلطنة، والرجاء أن تبلّغوا وتتبلغوا، والحاضر يعلم الغائب.

هذه عادة لا يليق البحث فيها، والجدل يعكّر المزاج، والتوتر يقسّم ساحات الإمبراطورية، كما يعكّر الملاحة في البوسفور. ويا «حضرتلري» رئيس البلدية، ألم تتعلّم الدروس السابقة من ساحة «تقسيم»؟ وكيف تحتشد حشودها في سرعة البرق؟

التاجر اللبناني يزداد قلقاً. حتى الأمس كان الازدهار يملأ المدينة، والناس جماعات خلف السلطان. لكن علّة الأتراك السياسة، لا تعرف متى تهب رياحها. ففي هذا الباب، لا تزال أحكام وعادات العالم الثالث نافذة وسارية المفعول، أفندم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هبوب مؤقت هبوب مؤقت



GMT 10:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

فشلنا في امتحان الجاهزية والاستعداد

GMT 10:05 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السَّنة الفارطة... الإعصار دونالد

GMT 10:04 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

عن اقتصاد السّوق واقتصاديات السُّوء

GMT 10:02 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

القدية غربَ الرياض تُلقي التَّحية الأولى

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

هل ثمّة حياة بعد الدولة الأمّة ذات الحكم المركزي؟

GMT 09:59 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والطرب... فيلم «الست»

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

عامٌ «ترمبي» يرحل وآخرُ يُقبل

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

غداً عامٌ جديد

GMT 08:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
  مصر اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
  مصر اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 09:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان
  مصر اليوم - ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع امني بين مصر واسرائيل حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

وصفات طبيعية للعناية بالشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt