توقيت القاهرة المحلي 17:59:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة الاتحاد غير العادلة

  مصر اليوم -

معركة الاتحاد غير العادلة

بقلم - حسن المستكاوي

** الرياضة هى أجمل وأكثر نشاط إنسانى تسمو فيها القيم، وراية العدالة، فيفوز الأفضل والأسرع والأقوى، وسوف تظل ميادين كرة القدم ساحات معارك نظيفة تعلو فيها راية العدالة أيضا. وتلك هى القاعدة بنسبة قد تتجاوز 80% ولو راجعت فى التاريخ نتائج الفرق العظيمة والأقوى ستجدها فائزة غالبا، إلا أن فى كرة القدم أحيانا تغيب العدالة، فيفوز الفريق الذى دافع أو لم يمتلك الكرة كثيرا ولم يصنع الفرص.. وكان ذلك هو حال ريال مدريد أمام مانشستر سيتى.. وما جرى من ردو فعل يجسد فكرة : «يحيا الفائز وويل للمهزوم».!

** فاز ريال مدريد بركلات الترجيح 4/3. وأصبح أنشيلوتى هو البطل المنتصر، وجوارديولا هو الخصم المهزوم. نعم دافع ريال مدريد ببراعة وتنظيم وقوة وصلابة وبطريقة مدهشة كما قال جوارديولا، وفاز بركلات الحظ والرعب.

دافع الريال بعد هدفه الأول المبكر، وأخذ السيتى يهاجم وينقض ويحاول طوال المباراة. باستثناء فترات خرج خلالها ريال مدريد من «شرنقة الدفاع» عبر مهارات بيلينجهام وخيسوس ورودريجو وفارفيردى لكن الكرة كانت معظم الوقت مع السيتى وبواسطة فريق يضم كله لاعبين من أصحاب المهارات العالية. مهارات السيطرة على الكرة والمراوغة والتحرك والسرعة واللياقة والضغط وتقارب الخطوط والمسافات. والقدرة على صناعة المساحات فى أضيق المساحات، والقدرة على تبادل الكرة والمراكز فى مساحات تبدو مستحيلة. هكذا فعل دى بروين، وجيريليتش، وسيلفا، وفودين، ورودرى ثم دوكو، وألفاريز، وستونز، ولم يكن اللعب فرديا استنادا على المهارات، وإنما هم أفراد يلعبون بجماعية بتلك المهارات.

** لا يوجد فى الكوكب الآن فريق يصنع المساحات فى أضيق المساحات. مثل السيتى، وقد فعل ذلك أمام الريال الجبار المنظم، الذى دافع كثيرا، وهاجم قليلا. وهو فريق يعرف كيف يفوز بمباريات وببطولات، ولا أعنى هنا الفوز بركلات الترجيح، فليس الانتصار فيها سوى لعبة أعصاب قبل أن تكون لعبة مهارة. وليست قدرة مدرب كما تعامل الكثير من الناس مع فوز الريال على السيتى بتلك الركلات. ومن الممكن أن يدافع ريال مدريد، ويدافع غيره من الفرق الكبيرة فى المباريات الحاسمة، ثم يفوز بالهجوم المضاد، وبالتكتيك الذى يضيق المساحات أمام المنافس، لكن فى تلك المباراة تحديدا كان مانشستر سيتى هو الأقرب إلى الفوز لكنه لم يفز.

** أثناء المباراة كنت أتساءل: ماذا يمكن أن يفعل السيتى كى يفوز بهذا اللقاء؟ الفريق يفعل كل شىء، ويلعب ويتلاعب بالريال فى منطقته، فهل من العدل أن ينتهى اللقاء بفوز ريال مدريد؟ ** كل دور من أدوار الذهاب والعودة هو عبارة عن مباراة مدتها 180 دقيقة. وقد تعادل الفريقان فى مدريد 3/3. وكما قال جوارديولا أن فريقه دفع ثمن هدفين دخلا مرماه على ملعب الريال. وفى ملعب الاتحاد فعلنا كل شىء لكننا خسرنا فى النهاية بركلات الترجيح. لست نادما ولا ألوم اللاعبين، وأهنئ الريال بالفوز.

** لقد عشنا 120 دقيقة من الصراع النظيف. ومن النضال بشراسة دون إيذاء، وبمنافسة تحكمها الروح الرياضية، ففى الدقيقة 110، وفى وسط المعركة سقط دانيال كارفخال، وتوقف اللعب حتى خرج مصابا، وبينما يوشك السيتى على بدء هجمة إذا بلاعبيه يمنحون الكرة إلى حارس مرمى الريال ليبدأ هجوما. إن الروح الرياضية ليس لها موعد كى تظهر، وليس لها موقف كى تطل، وليس لها أى ارتباط بنتيجة كى تطلع. والأصل هو أن الروح الرياضية مبدأ أخلاقى لا يخضع لتفسير أو وجهة نظر.

** لقد أصبح كلاسيكو الأرض هو مباراة مانشستر سيتى وريال مدريد، وليس برشلونة وريال مدريد. وأصبح السيتى فريقا له شعبية عالمية، تخطت حدود الجزيرة البريطانية. وهكذا عملت إدارة مجموعة السيتى بالاستعانة بجوارديولا من أجل تحقيق هذا الهدف. لكن أيتها الكرة كم أنت محيرة؟ فاز الريال وخسر السيتى. فعلا فى كرة القدم بعض عدم العدل. وهناك أندية.. وهناك ريال مدريد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الاتحاد غير العادلة معركة الاتحاد غير العادلة



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon