توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن فوضى الشارع المصرى.. لماذا لا نعترف بالفشل؟

  مصر اليوم -

عن فوضى الشارع المصرى لماذا لا نعترف بالفشل

بقلم:صلاح الغزالي حرب

فى الوقت الذى نفخر فيه بالإنجازات الهائلة التى تمت فى زمن قياسى ومنها تحديث البنية الأساسية والطرق والكبارى وإنشاء المدن الجديدة والعاصمة الإدارية مع إطلاق مشروع حياة كريمة لتنمية الريف المصرى والقضاء على العشوائيات وغيرها من المنجزات إلا أننا فشلنا فشلا ذريعا فى إدارة الشارع المصرى بعد أن تركنا الأمر لوزارة الداخلية وحدها فى هذه المهمة الصعبة.. فى حين أنه فى معظم الدول المتقدمة لا نكاد نرى رجل الشرطة إلا وقت الاحتياج لها وأنا أشفق على وزارة الداخلية التى يبذل رجالها كل جهودهم من أجل السيطرة على الشارع المصرى بلا فائدة والسبب واضح وهو أن ذلك يتطلب تعاون الداخلية والنقل والهندسة والإدارات المحلية مع كل محافظ كما أن هناك أسبابا كثيرة لهذه المشكلة ومنها الزيادة السكانية والسيارات وسلوكيات القيادة وانتشار وسائل النقل غير الرسمية ومشاكل هندسية فى الطرق مثل التقاطعات التى تفتقر للإشارات الضوئية والتخطيط العشوائى لفتحات الالتفات التى تساهم فى حدوث الاختناقات المرورية بالإضافة إلى الأعطال المفاجئة وأعمال الإصلاح وحوادث الطرق أو هطول الأمطار.. والمطلوب على وجه السرعة إنشاء كيان مؤسسى أو جهة تضم ممثلين عن كل الجهات المعنية والخبراء لوضع استراتيجية قومية واضحة لمواجهة مشاكل المرور فى كل محافظة.

وفى دراسة هامة لمؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية التابعة للحكومة الألمانية ذكرت أن الازدحام المرورى المستمر من أكبر المشكلات التى تعانيها مصر والذى يكلف الحكومة ما يقرب من 8 مليارات دولار سنويا بسبب التأخير وفقر الإنتاجية وتكاليف الوقود الزائدة وكذلك مشكلة التلوث الناتج عن وسائل النقل فالهواء الملوث فى القاهرة يعتبر من الأسوأ فى العالم كما أن الاعتماد الكبير على السيارات الخاصة التى تعمل بالوقود الأحفورى يساهم فى زيادة الانبعاثات الكربونية.. كما تحدثت الدراسة عن الميكرو باصات وهى وسيلة النقل الأكثر استخداما فى مصر ومعظمها لا يلتزم بالقواعد المرورية وعدم تقديم خدمات ملائمة للمواطنين وكذلك الحال مع سيارات التو كتوك الذى يشكل خطرا كبيرا على السلامة خاصة فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

وقد قدمت الدراسة بعض الحلول ومن أهمها تحسين وتوسيع وسائل النقل العامة مثل الحافلات والمترو الذى يجب أن يكون جزءا من استراتيجية أوسع تشمل مدنا أخرى خارج القاهرة الكبرى وكذلك بناء خطوط جديدة للحافلات السريعة والتى تتمتع بمواصفات عالية من النظافة والأمان والدقة فى المواعيد لجذب المستخدمين بعيدا عن السيارات الخاصة والوسائل غير الرسمية كما طالبت الدراسة بإعادة تصميم الشوارع لتشمل مسارات مخصصة للمشاة والدراجات لتحسين الصحة العامة ونوهت بضرورة تشجيع استخدام السيارات الكهربائية مع تقديم حوافز للمواطنين لشراء هذه السيارات مثل الإعفاءات الضريبية أو توفير تمويل بأسعار فائدة مخفضة كما أشارت إلى أهمية استخدام التكنولوجيا الذكية مثل التحكم المرورى التى تعتمد على البيانات فى ضبط الإشارات الضوئية وكذلك استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتوفير معلومات حية عن حركة المرور وأوقات الوصول للحافلات والمترو مما يجعل النقل العام خيارا أكثر جاذبية للمواطنين...

أتمنى أن تكون الحكومة على علم بما جاء فى الدراسة الألمانية وأطالب بتكوين جهة مسؤولة عن أحوال المرور فى كل محافظة من محافظات مصر تحت قيادة محافظ المدينة.. وتبقى بعض الملاحظات..

1-لابد من الاعتراف بأن الحكومة قد فشلت فى التحكم فى سير الميكرو باصات التى أصبحت تعيث فى الأرض فسادا ولا تليق بمصر الجديدة وكذلك الحال فى سيارات التوكتوك التى لا تعترف بأى قانون للمرور وعلى سبيل المثال فان مدينة القاهرة الجديدة تم احتلالها بهذه المركبات وما يتبع ذلك من عادم السيارات والحوادث والسرعات القاتلة ولم ينجح المسؤول فى السيطرة عليها بعد أن احتلت أماكن كثيرة فى شارع السبعين أكبر شوارع المدينة.. وعلى الجانب الأخر وفى شارع الدقى بالجيزة أصبحت هذه المركبات تحتل بداية ونهاية كوبرى الدقى وما ينتج عن ذلك من ضوضاء وخلل شديد فى المرور فى غيبة غير مفهومة لرجال المرور وقد فشل محافظ الجيزة فى التحكم فى هذه المهزلة والأمر يحتاج إلى إدارة تتولى هذه المركبات فى كل محافظة بعد فحص دقيق لكل سائقى هذه المركبات وتحديد مسارات كل سيارة وأماكن الوقوف المناسبة ونزول الركاب.. وكذلك الحال مع التو كتوك الذى يمكن استخدامه فى بعض الشوارع الضيقة ولكنه لا يخضع لأى قانون وقد يقوده الأطفال ويحتاج إلى رقابة مشددة من الإدارات المحلية والداخلية..

2-على مجلس النواب أن يراجعوا العقوبات على المخالفات المرورية كما هو الحال فى كل الدول المتقدمة وخاصة بعد توسيع الشوارع والميادين الذى قامت به وزارة النقل والتى للأسف الشديد زادت من مخالفات السرعة وعدم احترام السرعة المخصصة ويبدو هذا جليا فى طريق القاهرة الإسكندرية وغيرها من الطرق الجديدة التى أصبحت مرتعا لسرعات مجنونة وحوادث كثيرة والمطلوب زيادة أعداد الرادارات وعربات الشرطة مع سحب الرخص لمدة 6 شهور مع الالتحاق بمراكز تعليم القيادة الأمنة ومضاعفة العقوبات المادية وفى حالات المرور المعاكس يجب سحب الرخصة مع عقوبة 5 آلاف جنيه وسحب الرخصة عند التكرار.. ويجب أن تعود عقوبة الكلاكسات الممنوعة فى الدول المتحضرة ودفع غرامة كبيرة للمخالفين وهو ما ينتشر بين الميكرو باصات..

3-الإسراع فى إجراء انتخابات المحليات التى لها دور كبير فى السيطرة على الشوارع بعد إشراك الشباب المؤهلين علميا وسياسيا فى هذه الانتخابات والمساهمة فى تقليل الحوادث التى أصبحت خطرا شديدا على المواطنين..

4-الاهتمام بوضع أماكن عبور المشاة لمنع الحوادث فى أماكن يحددها مهندسو الطرق مع تحديد عقوبات مالية على المخالفين..

نحن فى حاجة ماسة إلى إعادة الاحترام للشارع المصرى وهو من أهم مظاهر تحضرنا ومصر تستحق.. فهل من مجيب؟!

ملحوظة.. سعدنا جميعا بالجهد الرائع من محافظى القاهرة والجيزة عند افتتاح اكبر متحف قومى فى العالم ونتمنى أن تستمر هذه الهمة باستمرار.. فنحن أيضا نستحق..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن فوضى الشارع المصرى لماذا لا نعترف بالفشل عن فوضى الشارع المصرى لماذا لا نعترف بالفشل



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt