توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تساؤلات عن الانتخابات.. ورسالة مهمة من الرئيس السيسي

  مصر اليوم -

تساؤلات عن الانتخابات ورسالة مهمة من الرئيس السيسي

بقلم:صلاح الغزالي حرب

إجراء الانتخابات البرلمانية فى مصر ليس حديث العهد، حيث أجرت مصر هذه الانتخابات فى عهود مبكرة من التاريخ، ومن أوائل هذه الانتخابات تلك التى أجراها نابليون بونابرت أثناء تواجد الحملة الفرنسية فى مصر، حيث جعل المصريين يشاركون فى انتخاب من ينوب عنهم فى رئاسة الشياخات والقرى والمراكز والأقسام.. وتكمن أهمية المشاركة الانتخابية فى أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابى فى العملية الانتخابية، وكلما كان المواطن يمتلك ثقافة انتخابية كان خياره أنجح.. وقد اعتادت الأوطان التى تعمل على ترسيخ المبادئ الديمقراطية أن تحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية لضمان تعزيز الديمقراطية النابعة من اختيار الشعب لممثليه، كما أن عدم المشاركة تعكس عدم ثقة الشعب فى العملية الانتخابية.. وتتيح الانتخابات الفرصة للمواطنين للمشاركة الفعالة فى صنع مستقبلهم السياسى والاقتصادى.. وباختصار فإن الانتخاب هو حق أساسى من حقوق الإنسان باعتباره وسيلة للتأثير على القرارات الحكومية واختيار الممثلين المناسبين، كما أنه يعزز من شرعية العملية الديمقراطية وتقويتها.

وماذا عن نوعية الانتخابات الأخيرة فى مصر، والخاصة بمجلسى النواب والشيوخ؟.. هناك تساؤلات مشروعة تنتظر التفسير:

1- نصف مقاعد المجلس مخصصة للمعينين فى قائمة واحدة لا ينافسها أحد، وهناك 10٪ إضافية من الذين سوف يتم تعيينهم بقرار جمهورى، وضمن القائمة الموحدة تحالف تتصدره أحزاب مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية، وهو ما يعنى أن نصف مقاعد البرلمان تقريبًا محسومة قبل التصويت!! فأين هنا فرصة الاختيار أمام الناخب؟ وهل أصبحت الوطنية حكرًا على البعض؟ وقد تناثرت الشائعات عن دفع كل مشترك فى هذه القوائم ملايين من الجنيهات للحزب لدخوله القائمة، ولم تتحرك هذه الأحزاب لنفى وتفسير هذه الأقوال.. وقد وُصفت هذه الأحزاب بأنها أحزاب الموالاة.. وفى مقاله المتميز فى «المصرى اليوم» قال الكاتب القدير حلمى النمنم بخصوص هذه العبارة، التى وصفها بالمصطلح المفخخ (هذا الوصف لا يحمل معنى التأييد السياسى فقط، ولكنه يعنى التأييد المطلق، وهو ليس نقيضه المعارضة بل المروق.. ولا يليق بنا أن نستعمل تلك الكلمة

البغيضة سياسيًا.. فبيننا المؤيد للحكومة والمعارض لها، فلا مكان ولا معنى لمصطلح مثل الموالاة).

2- النظام الفردى تقلص فيه عدد المرشحين بنسبة 46٪ مقارنة بعام 2020 بعد تقسيمه إلى قطاعات كبيرة، مما أدى إلى صعوبة المرور على كل هذه القطاعات، وفوجئنا بانتشار لافتات المرشحين الضخمة فى أنحاء البلاد، وللأسف لم نتعرف على غالبيتهم، وقد اعترضت نقابة المهندسين على وجود لفظ المهندس عند بعضهم وهم ليسوا مهندسين مسجلين بالنقابة!! وقد وصف الصحفى القدير الأستاذ محمد السيد صالح هذا الأمر بأنها لوحات ضخمة تنير وتتزين بشعارات وصور المرشحين شبه المجهولين الأثرياء جدًا على ما يبدو فى مشهد عبثى واستعراض مبالغ فيه، وقال إنه فوجئ بأنه مسموح بالترشح للحاصلين على شهادة محو الأمية!! وتساءل: كيف سيتفاعل من على شاكلته تحت قبة البرلمان !؟ وللأسف فإننى رأيت بنفسى فى إحدى مناطق الجيزة كيف يتم إرسال كراتين بعض الأغذية ومئات الجنيهات لمحدودى الدخل بعد الانتخاب.

3- وفقًا للمادة 250 من الدستور يتشكل مجلس الشيوخ من عدد من الأعضاء يحدده القانون على ألا يقل عن 180 عضوًا على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 10٪ من إجمالى المقاعد، ويعين رئيس الجمهورية ثلث الأعضاء، ومن أهم صلاحياته الاقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور، ومشروع الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومعاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات، التى تتعلق بحقوق السيادة وغيرها من المهام.. ومن شروط عضو مجلس الشيوخ أن يكون مصرى الجنسية، ولا يقل عمره عن 35 عامًا، وحاصلًا على مؤهل جامعى أو ما يعادله على الأقل!! وأتصور أن هذا المجلس- مجلس الشيوخ- يجب ألا يتقدم إليه إلا القامات الكبيرة فى كل التخصصات العلمية والسياسية والاجتماعية، خاصة فى هذه الفترة الصعبة التى تمر بها مصر، وتكون عونًا للحكومة على أداء واجبها.

ثانيًا.. رسالة مهمة من الرئيس السيسى

سعدنا جميعًا بهذه الرسالة من الرئيس السيسى إلى الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن الأحداث التى جرت فيها منافسة بين المرشحين الفرديين وطلب من الهيئة أن تتخذ القرارات التى تُرضى الله سبحانه وتعالى، وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية ولا تتردد فى اتخاذ القرار الصحيح عند تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقية، سواء بالإلغاء الكامل لهذه المرحلة من الانتخابات أو إلغائها جزئيًا فى دائرة أو أكثر على أن تجرى الانتخابات الخاصة بها لاحقًا.. وقد استجابت سريعًا الهيئة بإبطال الانتخابات فى 19 دائرة من أصل 70 فى المرحلة الأولى بسبب مخالفات جسيمة، مثل التزوير والتأثير بالمال السياسى فى 7 محافظات.. وقد أعلن نادى قضاة مصر عدم مشاركة القضاة وأعضاء النيابة العامة فى الإشراف على هذه الانتخابات.

وتثور هنا أسئلة مهمة تحتاج إلى إجابات واضحة بخصوص المخالفات:

1- فى الانتخابات الفردية.. نطالب بمعرفة وظيفة وتاريخ كل من قام باستخدام المال وكراتين الغذاء من أجل الحصول على منصب النائب، ومصدر هذه الأموال المنفقة على الانتخاب.

2- نطالب بإعادة مناقشة المشروع المقدم من النائب عبدالهادى القصبى وأكثر من 10 أعضاء فى مجلس النواب، والذى أدى إلى الموافقة على القوائم المغلقة، والتى فى الحقيقة تساهم فى تبديد الحياة الحزبية وإغلاق المجال السياسى بتصعيدها إلى البرلمان طابورًا من النواب بلا خبرة ولا مهارة سياسية ولا استقلال فى الرأى ولا القدرة على التقييم الموضوعى للقضايا والملفات، وكأن دورهم محصور فى تأييد أو رفض ما يُطلب منهم فى حين أن القائمة النسبية تحقق تمثيلًا عادلًا ومتوازنًا، وتشجع على خلق أحزاب سياسية قوية وحيوية من أجل وجود مجلس نيابى يستطيع ضبط أداء السلطة التنفيذية ومحاسبتها على سياستها حتى إذا أدى الأمر إلى إلغاء الانتخابات كما جاء فى رسالة الرئيس السيسى..

الشكر والتقدير للرئيس السيسى على فتح هذه الملفات ونحن على أبواب مصرنا الجديدة، ويبقى أن نفتح المجال واسعًا على إنشاء أحزاب حقيقية بغير عوائق تساهم فى توسيع نطاق الحرية واحترام الرأى، فمصر تستحق..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات عن الانتخابات ورسالة مهمة من الرئيس السيسي تساؤلات عن الانتخابات ورسالة مهمة من الرئيس السيسي



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt