توقيت القاهرة المحلي 16:47:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بين قرار دولى وحل مؤجَّل

  مصر اليوم -

ما بين قرار دولى وحل مؤجَّل

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يبدو أن واشنطن قررت نقل خطة ترامب ذات العشرين نقطة من مستوى التفاهمات الثنائية والإقليمية إلى مستوى الإلزام الدولى عبر مجلس الأمن. الدعوة الأمريكية، ومعها دول عربية وإسلامية أساسية فى مقدمتها مصر ومعها قطر والسعودية وتركيا والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، لتبنّى مشروع قرار يدعم الخطة ويُفوِّض تشكيل «قوة استقرار دولية» ليست مجرد خطوة إجرائية، بل محاولة لرسم الإطار الحاكم لمرحلة ما بعد الحرب فى غزة، وربما لمستقبل القضية الفلسطينية برمّتها.

لكن السؤال الجوهرى يبقى: هل نحن أمام بداية مسار نحو دولة فلسطينية، أم أمام نسخة متقدمة من «إدارة الأزمة» وتجميد الصراع تحت سقف أمنى جديد؟

المسودة الأمريكية الأخيرة تجعل من خطة ترامب المرجعية السياسية والقانونية للمرحلة المقبلة. فهى ترحّب بإنشاء «مجلس السلام» كهيئة حاكمة انتقالية للقطاع حتى نهاية ٢٠٢٧، وتمنح الدول الراغبة تفويضاً لتشكيل «قوة استقرار دولية مؤقتة» تعمل بالتنسيق مع إسرائيل ومصر والشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً، بهدف تأمين الحدود، ونزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية، وتأمين الممرات الإنسانية، وحماية المدنيين، ومساندة إعادة الإعمار. الجديد فى هذه المسودة أمران أساسيان. إدخال صياغة تتحدث صراحة عن «إمكانية إقامة دولة فلسطينية فى المستقبل» حال تنفيذ السلطة الفلسطينية الإصلاحات المطلوبة، وبدء إعادة إعمار غزة، بما «قد يهيئ الظروف لمسار موثوق نحو تقرير المصير وإقامة الدولة». والثانى هو التعهّد بأن تطلق الولايات المتحدة «حواراً بين الإسرائيليين والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسى لتعايش سلمى ومزدهر»، ما يعيد، نظرياً، فكرة التسوية السياسية إلى الطاولة بعد سنوات من إدارة الملف باعتباره أزمة أمنية فقط.

ايضا يجرى البناء على الدور الأوروبى، خصوصاً مقترح الاتحاد الأوروبى تدريب نحو ٣٠٠٠ شرطى فلسطينى من غزة، توطئة لتأهيل جهاز شرطة قوامه ١٣ ألف عنصر، وتوسيع مهمة بعثة المراقبة الأوروبية فى رفح لتشمل معابر أخرى. هذه التفاصيل تجعل الخطة شبكة متداخلة من أدوار أميركية وأوروبية وعربية ودولية، لا مجرد مبادرة أمريكية منفردة.

العقبة الأولى جاءت سريعاً من موسكو التى قدّمت مسودة قرار منافس يستلهم المشروع الأمريكى، مع إسقاط عنصرين جوهريين. «مجلس السلام» الذى يُفترض أن يقوده ترامب عملياً، وحرية تشكيل قوة استقرار دولية خارج إطار الأمم المتحدة.

المسودة الروسية تطلب من الأمين العام تقديم «خيارات» لقوة دولية، أى تعيد مركز الثقل إلى المنظمة الدولية، وتحدّ من مساحة الحركة المنفردة للبيت الأبيض. هذا يعنى أن معركة القرار لن

تكون فقط بين «نعم» و«لا»، بل بين رؤيتين. رؤية أميركية تريد تفويضاً واسعاً سياسياً وأمنياً لخطة جاهزة من ٢٠ نقطة، ورؤية روسية (وربما صينية ضمنياً) تريد قراراً أكثر توازناً وأقل التزاماً بتفاصيل الخطة الأمريكية. النتيجة المرجّحة هى مفاوضات مكثفة على تعديلات فى النص، لتفادى «فيتو» متبادل، والوصول إلى صيغة وسط تُبقى روح المشروع الأمريكى، لكن تضيف إشارات أو قيوداً تُطمئن موسكو وبكين وبعض الأعضاء المتحفظين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين قرار دولى وحل مؤجَّل ما بين قرار دولى وحل مؤجَّل



GMT 15:29 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

المشهد من موسكو

GMT 15:28 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

طارق السويدان وزمان «الإخوان»

GMT 15:19 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

لبنان دولة للضيوف لا لأهلها

GMT 15:17 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الفلسطينيون... مأزق السلاح والسياسة

GMT 15:15 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أم كلثوم و«الست» منى زكي!

GMT 15:12 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

«أم كلثوم» فى «البحر الأحمر»!!

GMT 15:08 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

هذا ليس من شأنك

GMT 15:06 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

جائزة الفيفا فى النفاق

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:20 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن رغبته في اتفاق يضمن خلو جنوب سوريا من السلاح
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن رغبته في اتفاق يضمن خلو جنوب سوريا من السلاح
  مصر اليوم - قوات الدعم السريع تسيطر على منطقة هجليج النفطية وغرب كردفان

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt