توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا نعود إلى نقطة الصفر

  مصر اليوم -

حتى لا نعود إلى نقطة الصفر

بقلم : عبد اللطيف المناوي

غزة اليوم تقف عند مفترق حاسم، إذ دخلت مرحلة «الهدنة المؤقتة» التى قد تتحول إلى اختبار شامل لمشروعية اتفاقٍ مستدام. فالمرحلة الأولى، التى تركزت على تبادل الأسرى وإدخال المساعدات، انتهت أو تقترب من نهايتها، بينما لم تنطلق المرحلة الثانية بشكل منظم، ما يخلق فراغًا زمنيًا خطيرًا قد يعيد خلط الأوراق. ويزيد من تعقيد المشهد تعدد الوسطاء، وهو ما يمنح زخمًا دوليًا داعمًا، لكنه فى الوقت نفسه يثير تساؤلات حقيقية حول من يمسك بخيوط القرار فى غزة، ومن يتولى القيادة التنفيذية، ومن يفرض الأمن ويضمن حكم غزة فى اليوم التالى للحرب.

فى هذا السياق، تتحول المرحلة الثانية إلى اختبار لقدرة الأطراف على الانتقال من «إدارة اتفاق» إلى «إعادة صياغة الواقع»، فالسؤال الأهم لم يعد عن وقف إطلاق النار، بل عن قدرة الجميع على بناء نموذج جديد لـ«ما بعد الحرب». نجاح هذه المرحلة لن يتوقف على الالتزام بالنصوص، بل على توافر الإرادة السياسية، والقدرة على تحويل البنود إلى خطوات عملية.

يبقى الدور المصرى مركزيًا فى هذا المشهد، إذ تمثل القاهرة الوسيط الإقليمى الأقدر على الموازنة بين الأبعاد الأمنية والإنسانية، وهى تدرك أن استقرار غزة هو استقرار لسيناء والمنطقة بأكملها. لكن نجاح مصر فى مهمتها يرتبط بمدى استعداد الفلسطينيين لتوحيد القيادة، وبقدرة حماس على قبول تحولات بنيوية حقيقية لا تقتصر على تبديلات شكلية، فغياب القيادة المركزية أو استمرار الانقسام يعنى ببساطة العودة إلى المربع الأول.

ولإنجاح المرحلة المقبلة، هناك مجموعة من العوامل لا يمكن تجاهلها، أولها إطلاق عملية سياسية جديدة لحكم غزة تقوم على شراكة فعلية مع السلطة الفلسطينية أو هيئة وطنية جامعة، ضمن جدول زمنى واضح.

ثانيها تفعيل الحضور الدولى من خلال آلية مراقبة متعددة الجنسيات تضمن تنفيذ الاتفاق وتحمى الالتزامات من الانهيار.

ثالثها دمج مسار الإعمار والتنمية بالمسار السياسى، بحيث يرى سكان غزة نتائج ملموسة، مثل الكهرباء، البنية التحتية، إعادة بناء سريعة، ومؤشرات واقعية على عودة الحياة.

أما على الجانب الإسرائيلى، فعليه تقديم ضمانات أو آليات تتيح انسحابًا تدريجيًا آمناً.

المرحلة الثانية لا ينبغى أن تكون مجرد «تعويم» للواقع القائم أو إعادة إنتاجه، بل فرصة لتأسيس واقع جديد يقوم على توازن المصالح، فإما أن تُسجل هذه المرحلة كنقطة انطلاق نحو تحويل غزة إلى نموذج للاستقرار والتنمية، أو تتحول إلى مأزق جديد يعيد الدمار ويترك الفلسطينيين أسرى دائرة انتقام لا تنتهى.

الفرصة ما زالت قائمة، لكنها لا تنتظر طويلًا. فنجاح الاتفاق لا يُقاس بالتوقيع عليه، بل بترجمته إلى واقع، وبقدرة الأطراف على بناء الثقة وتقديم تنازلات متبادلة. المرحلة الثانية من اتفاق غزة ليست مجرد هدنة جديدة، بل لحظة فارقة بين سلام يُبنى على الإدراك المشترك للمصالح، أو فوضى تُعيد الجميع إلى نقطة الصفر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا نعود إلى نقطة الصفر حتى لا نعود إلى نقطة الصفر



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt