توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صعوبات في مواجهة المشروع الأمريكي

  مصر اليوم -

صعوبات في مواجهة المشروع الأمريكي

بقلم : عبد اللطيف المناوي

نظرياً، يمكن للولايات المتحدة أن تمرّر قراراً حتى لو امتنعت روسيا أو الصين عن التصويت، ما دامتا لا تستخدمان حق النقض. لكن إدخال قوة دولية إلى ساحة شديدة الحساسية مثل غزة من دون غطاء واسع فى مجلس الأمن سيُضعف شرعيتها ويصعّب عملها ميدانياً، ولذلك ستسعى واشنطن على الأرجح إلى أقل قدر ممكن من المعارضة العلنية وأكثر قدر ممكن من «القبول الصامت».

حتى لو تم اعتماد القرار، فإن تطبيقه على الأرض سيكون معركة أخرى تماماً. فهناك ثلاثة مستويات رئيسية للتعقيد: المستوى الفلسطينى الداخلى. القرار يتحدث عن إصلاحات فى السلطة الفلسطينية، وعن شرطة فلسطينية تُدرَّب وتنتشر، وعن لجنة تكنوقراط لإدارة الشؤون المدنية، لكنه لا يجيب بوضوح عن سؤال: من يحكم غزة سياسياً؟ هل تعود السلطة بشكل كامل، أم تُدار عبر مجلس السلام وهيئات انتقالية، أم ينشأ نموذج هجين بين الطرفين؟

الأهم أن الخطة تفترض واقعياً تحييد حماس عسكرياً على الأقل، عبر نزع سلاحها أو تجميده وتفكيك أنفاقها. هذا الافتراض يصطدم بموقف حماس المعلن الرافض الاستسلام أو تسليم السلاح، وبخبرة حركة تعتبر نفسها «قوة مقاومة» لا «ميليشيا محلية» يمكن استيعابها أمنياً فى إطار محلى. النموذج المقترح فى أنفاق رفح – إخراج المقاتلين مع سلاح مسلَّم ونقلهم خارج القطاع أو إلى مناطقه غير الخاضعة للاحتلال – إذا لم ينجح بسلاسة، سيبعث برسالة سلبية حول إمكانية تعميمه على بقية القطاع.

على المستوى الإسرائيلى، هناك تداخل واضح بين الحسابات السياسية لنتنياهو وحكومته اليمينية، وبين الحسابات المهنية للمؤسسة الأمنية. اليمين المتطرف يضغط لمنع أى مظهر من مظاهر «الانتصار السياسى» لحماس، ويطالب بإبقاء اليد الإسرائيلية الثقيلة على غزة، ويرفض مبدأ الانسحاب الكامل أو التخلى عن «الخط الأصفر» الذى قسّم القطاع إلى «غزة جديدة» شرقاً تُعاد إعمارها، و«غزة قديمة» غرباً تبقى تحت السيطرة العسكرية.

فى المقابل، تشعر المؤسسة الأمنية – بحسب ما نُشر – بأنها مستبعدة من بعض تفاصيل التخطيط الأمريكى، وأن واشنطن تسعى إلى تثبيت واقع تقسيم فعلى للقطاع، مع تحميل إسرائيل مسؤولية إنسانية وأمنية عن «غزة القديمة» من دون توفير قوة دولية مستعدة للعمل فى تلك المنطقة. هذه الهوة بين الاعتبارات السياسية والعسكرية داخل إسرائيل قد تؤدى إلى عرقلة التنفيذ، أو إلى تطبيق انتقائى للقرار بما يحفظ لإسرائيل حرية المناورة الميدانية، حتى لو تناقض ذلك مع روح الخطة.

اما على المستوى الدولى – الإقليمى، فإن القوة الدولية المقترحة (قرابة ٢٠ ألف جندى وفق تقديرات أولية) تحتاج إلى دول تقبل بالمخاطرة بإرسال قوات إلى منطقة عالية التوتر، بقواعد اشتباك واضحة، وتفويض سياسى لا لبس فيه. الحديث عن مساهمات محتملة من بعض الدول لا يعنى أن القرار النهائى اتُّخذ. فكل دولة ستوازن بين مكاسب المشاركة (نفوذ، دور إقليمى، علاقات مع واشنطن) ومخاطر الانجرار إلى مواجهات مسلحة أو تحمل كلفة بشرية وسياسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعوبات في مواجهة المشروع الأمريكي صعوبات في مواجهة المشروع الأمريكي



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt