توقيت القاهرة المحلي 07:53:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أوروبا جادة؟

  مصر اليوم -

هل أوروبا جادة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تشهد الساحة الدبلوماسية فى الأشهر الأخيرة تحولات متسارعة بشأن قضية الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أعلنت عدة دول أوروبية وغربية نيتها اتخاذ خطوة رسمية بهذا الاتجاه خلال سبتمبر 2025، تزامناً مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه التحركات، التى توصف إسرائيلياً بأنها «تسونامى سياسى».. لكن، هل أوروبا جادة فى الاعتراف بدولة فلسطينية، أم أن الأمر لا يعدو كونه ضغطاً رمزياً على حكومة نتنياهو؟.

الضغط الشعبى والإعلامى من العوامل المهمة، صور المجاعة والدمار فى غزة وتغطيات الإعلام الغربى عززت من ضغوط الرأى العام الأوروبى، التظاهرات الشعبية والمسيرات المتكررة فى العواصم الأوروبية جعلت من الصعب على الحكومات تجاهل المطالب الشعبية بالتحرك. أيضا أصبح هناك إدراك لفشل المسارات التقليدية. المجتمع الدولى عجز عن فرض وقف إطلاق نار أو إطلاق عملية سياسية حقيقية، ما دفع الأوروبيين إلى التفكير بخطوات رمزية ذات أثر سياسى مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

القلق الأوروبى من احتمال إقدام حكومة نتنياهو على ضم الضفة أو غزة بالكامل، وهو ما يقوض أى تسوية مستقبلية، وهو ما جعل الاعتراف وسيلة للحفاظ على «أفق سياسى» للحل.

هناك تباين فى مواقف الدول الأوروبية، هذا التباين يعكس أن الاعتراف لن يكون موقفاً موحداً للاتحاد الأوروبى، بل خطوات فردية من دول مختلفة، فيما ستبقى دول مثل ألمانيا والمجر والتشيك معارضة لأى قرار جماعى.

القلق الإسرائيلى بدا واضحاً فى خطاب نتنياهو الذى اعتبر الاعتراف «عقاباً للضحية»، وحذّر من أن الدولة الفلسطينية ستكون «تهديداً أمنياً لأوروبا نفسها». الإعلام الإسرائيلى وصف الخطوة بأنها «إذلال سياسى»، ورأى محللون أن الاعتراف سيؤثر بشكل أكبر على صورة إسرائيل الدولية أكثر مما سيغير واقع الفلسطينيين اليومى.

هناك مردود سياسى بالتأكيد لمثل هذه الخطوة، لكن يجب ألا نغالى فى قدرته على التغيير. تحويل التمثيل الفلسطينى من بعثات دبلوماسية إلى مستوى السفراء يمنح السلطة الفلسطينية وزناً أكبر فى المحافل الدولية. كما يفرض على الدول المعترفة مراجعة علاقاتها واتفاقاتها مع إسرائيل، بما قد يفتح الباب أمام مقاطعة منتجات المستوطنات. وسيكون هذا أيضا دلالة استقلالية أوروبية نسبية عن واشنطن. ورغم ما سبق، يظل الاعتراف خطوة رمزية فى غياب خطة واضحة لتنفيذ حل الدولتين على الأرض. فالدول الأوروبية لا تعتزم إرسال قوات أو استقبال لاجئين أو ممارسة ضغوط اقتصادية واسعة، بل تكتفى باعتراف سياسى وإجراءات دبلوماسية.

يمكن القول إن أوروبا جادة نسبياً فى الاعتراف بدولة فلسطينية، ليس بالضرورة بدافع التضامن الخالص مع الفلسطينيين، وإنما كأداة ضغط على إسرائيل ومحاولة لحماية أفق حل الدولتين من الانهيار. الاعتراف المتوقع فى سبتمبر المقبل سيشكل محطة مهمة فى مسار القضية الفلسطينية، لكنه سيبقى محدود الأثر ما لم يقترن بخطوات عملية: وقف الحرب، رفع الحصار، إطلاق عملية تفاوضية حقيقية، وربما فرض عقوبات أو ضغوط اقتصادية على إسرائيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أوروبا جادة هل أوروبا جادة



GMT 07:16 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

«حزب الله» خسر الحرب ويريد الربح في السياسة!

GMT 07:13 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

رياح الكرة الإفريقية من شرقية إلى «غربية شمالية»

GMT 07:07 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

المتحف المصرى بالتحرير.. هل غابت شمسه؟

GMT 07:03 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

«الست»

GMT 07:01 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

«الانتقالي» فتح عشَّ الانفصاليين

GMT 06:56 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

عذابات الملياردير الرقمي!

GMT 06:52 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

صهيونيّتان وإسرائيلان؟!

GMT 06:49 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

عن توقيت المعارك

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 03:13 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء
  مصر اليوم - النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء

GMT 16:37 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
  مصر اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 16:37 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

صندوق النقد يحث الصين على إصلاحات هيكلية عاجلة لتعزيز النمو

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 10:52 2020 الخميس ,19 آذار/ مارس

منة عرفة تكشف حقيقة ارتباطها بـ علي غزلان

GMT 22:21 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

مصر تشارك في قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا

GMT 20:12 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مجسم "الهنتيكة" في أسيوط لغز محيِّر لم يعلم سره أحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt