توقيت القاهرة المحلي 14:43:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة

  مصر اليوم -

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أمس، تحدثنا عن صدمة الضربة الإسرائيلية فى الدوحة، وكيف أصابت قلب الوساطة وأضعفت فرص الوصول إلى وقف إطلاق النار. اليوم، نكمل المشهد من زاوية أخرى، وهى زاوية التداعيات الإقليمية والسياسية التى قد تفتح الباب أمام تصعيد أوسع.

العملية لم تقتصر على ضرب منزل قيادى لحماس أو توجيه رسالة ردعية للحركة، بل اخترقت شبكة معقدة من العلاقات التى نسجتها الدوحة طوال الأشهر الماضية مع واشنطن وتل أبيب، فالعاصمة التى اعتُبرت محمية سياسيًا لاحتضان قنوات التفاوض، تحولت فجأة إلى ساحة مواجهة. هذا التطور يحرج قطر ويجبرها على إعادة تقييم دورها، لكنه أيضًا يضع الولايات المتحدة فى موقف حرج، خصوصًا إذا ثبت أن العملية نُفذت بعلمها أو بتنسيق معها. بيان البيت الأبيض الذى وصف الحادثة بأنها «فرصة للسلام» بدا أشبه بمحاولة لترميم صورةٍ متصدعة أكثر منه تعبيرًا عن أفق سياسى حقيقى.

إقليميًا، ستعيد دول مثل تركيا وإيران حسابات الردع. فالأولى ذُكرت أصلًا كساحة محتملة للاستهداف، والثانية ترى فى الضربة استمرارًا لمسار تقويض أدوارها الإقليمية. أما العواصم العربية الأخرى، التى حاولت موازنة دقيقة بين التعاطف مع غزة والحفاظ على جسور مع واشنطن وتل أبيب، فهى اليوم فى مأزق مضاعف. فالعملية تُظهر أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة من العربدة لا مثيل لها، ربما عبر التاريخ العبرى كله. تظهر كذلك أن القانون الدولى يزداد تآكلًا أمام منطق البلطجة الذى تمارسه تل أبيب.

فى داخل إسرائيل، قالوا إن العملية هى بمثابة نجاح تكتيكى يمنح نتنياهو دفعة سياسية إلى الأمام. لكن هذا المكسب قصير المدى يقابله ثمن استراتيجى باهظ. إذ إن توسع ساحات الضرب يرفع احتمالات الانزلاق إلى مواجهات أوسع، ويقوّض ما تبقى من مسارات دبلوماسية. نتنياهو يريد فرض معادلة خطرة على الجميع، وهى مكاسب فورية مقابل خسائر (أو فرص لخسائر) طويلة المدى، ورسالة كذلك بأن لا خطوط حمراء تمنع الاستهداف.

النتيجة المتوقعة فى المدى المنظور هى تراجع فرص أى صفقة رهائن أو وقفٍ لإطلاق النار. إن حدث تفاوض، فسيكون بعد أسابيع فى ظروف أكثر عدائية وأقل ثقة.

بالتأكيد الدوحة ستعيد حساباتها. واشنطن ستسعى لترميم قنوات التواصل والوساطة.. وتل أبيب -أو بالأحرى نتنياهو- سيحاول أن يفوز.

ما جرى لم يقرّب نهاية الحرب بل عمّق مأزقها. فقد ثبّتت إسرائيل منطق القوة، وأضعفت آخر الخيوط التى أمكن عبرها نسج حلول وسط. ومع كل ضربة تتلاشى فكرة الوساطة، وتتعاظم احتمالات أن تنزلق المنطقة مجددًا إلى حافة هاوية بلا قاع.

بين كل ما يحدث، يبقى قطاع غزة يدفع ثمن هذه الحلقة الجديدة من التصعيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة صدمة الضربة والأزمة الوشيكة



GMT 14:31 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الحرب والسلام

GMT 14:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

صرخة من مارينا

GMT 13:32 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

على هامش «الدهشة»!

GMT 13:26 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح.. عندما تصبح الأزمة امتحانًا للوفاء

GMT 13:23 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

أصول المسألة الفكرية

GMT 13:20 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

نعم..التعليم.. التعليم !

GMT 13:18 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

كينز .. وفريدمان

GMT 13:14 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

النحاس باشا فى قسم الشرطة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:20 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن رغبته في اتفاق يضمن خلو جنوب سوريا من السلاح
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن رغبته في اتفاق يضمن خلو جنوب سوريا من السلاح

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt