توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا توني بلير؟

  مصر اليوم -

لماذا توني بلير

بقلم : عبد اللطيف المناوي

اعتدت منذ سنوات أن ألتقى تونى بلير فى أى فرصة متاحة. كانت لقاءاتنا دائمًا تدور حول شؤون المنطقة وتعقيداتها. فى صباح أمس كان موعدنا فى لندن، بعد ساعات قليلة من إعلان دونالد ترامب عن «مجلس السلام» الذى سيشارك بلير فى إدارته ضمن المشروع الأمريكى الخاص بغزة. توقعت أن يُلغى اللقاء بسبب هذه التطورات التى استحوذت على اهتمام الإعلام الدولى، لكنه حضر كعادته، وكان النقاش بطبيعة الحال منصبًا على المشروع الجديد الذى يُنظر إليه كفرصة لا ينبغى أن تضيع.

إعلان عودته إلى الشرق الأوسط كوسيط لإعادة إعمار غزة أثار مزيجًا من الأمل والاستهجان. فهو شخصية استثنائية فى السياسة الدولية، واسمه لا يخلو من إثارة الانقسام والجدل. ومع ذلك، فإن إقصاءه السريع قد يحرم المنطقة من ميزات يملكها دون غيره. فلديه تاريخ طويل مع مشروع حل الدولتين؛ فقد كان من أبرز الداعمين للمفاوضات خلال فترة رئاسته للحكومة البريطانية، ومنذ مغادرته المنصب لم يتوقف عن بناء شبكة علاقات واسعة فى العالم العربى. وهو يعرف جيدًا طبيعة الأرض واللاعبين وقواعد لغة الدبلوماسية. أيضًا مازال يحظى بثقة واشنطن، الطرف الذى لا يمكن تجاوزه فى أى عملية سلام. كثيرون ينظرون إلى بلير باعتباره شخصية معروفة بثباتها وقدرتها على البقاء منخرطة فى الملفات الشائكة.

فى المقابل، لا تبدو هناك بدائل كثيرة. فغزة اليوم مدمرة، سكانها فى حالة يأس، ومستقبلها السياسى غامض. الخطاب العربى يبدو عاليًا فى العلن، لكنه يدرك فى العمق أن الإعمار مهدد بالهدر إن لم تكن هناك آلية إشراف دولى. هنا يبرز دور بلير الذى يمكن أن يوفر هذا الإشراف ويضمن بقاء واشنطن مهتمة بالملف. إسرائيل بدورها تجد فيه شخصية قادرة على مناقشة القضايا الأمنية بجدية مع الإبقاء على أفق للسلام. أما المجتمع الدولى فيرى فى وجوده ضمانة للاستمرارية بدل أن يكون مجرد مبعوث جديد سرعان ما يُنسى.

المنطق الذى تستند إليه الخطة الأمريكية يقوم على مبدأ «غزة لأهل غزة»، مع عودة تدريجية للسلطة الفلسطينية، وصولًا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كهدف نهائى. المعضلة الأساسية تتمثل فى موقف حركة حماس، إذ يظل قبولها أو رفضها للترتيبات الجديدة عاملًا حاسمًا. وفى المقابل، تجد إسرائيل نفسها أمام خيارين: إما الاستمرار فى السيطرة على مليونى إنسان وما يعنيه ذلك من عزلة دولية وإقليمية، أو الانخراط فى مسار يفتح الباب أمام استقرار القطاع ويعيد إحياء مشروع الدولة الفلسطينية ويعزز فرص التطبيع فى المنطقة.

إن رفض بلير بشكل كامل سيكون خطأً. سجله مثير للجدل واسمه لا يخلو من الانقسام، لكنه يظل صاحب مهارات فريدة. وفى لحظة تصلب إسرائيلى، وتخبط فلسطينى، وتردد عربى، يبقى واحدًا من القلائل القادرين على وصل النقاط. الخيار ليس بين مبعوث مثالى وبلير، بل بين شلل كامل واحتمال التقدم. ولهذا، ورغم الشكوك، قد يكون تونى بلير الرجل المناسب لغزة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا توني بلير لماذا توني بلير



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt