توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا يكون فجرًا كاذبًا

  مصر اليوم -

حتى لا يكون فجرًا كاذبًا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يبدو أن الشرق الأوسط يعيش مجدداً لحظة فاصلة، حيث تتقاطع رهانات السياسة والميدان عند نقطة هشة بين الأمل والانفجار. فبعد أن خمدت المدافع فى غزة، لا يزال دخان الحرب يملأ الأفق، وتبقى التساؤلات الكبرى معلّقة، هل نحن أمام فجر حقيقى لسلام طال انتظاره، أم أمام فجر كاذب سرعان ما يتبعه ليل جديد من الدم والدمار؟

تقارير صحفية كشفت عن تصاعد الاتصالات بين القاهرة والدوحة وواشنطن، بعد انتهاكات إسرائيلية متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار وتأخير فتح معبر رفح. تحذّر مصر من أن هذه «المبالغات الإسرائيلية» قد تعيد إشعال دوامة العنف، فى وقتٍ تحاول فيه الأطراف تثبيت الهدوء الهشّ وتجنب انهيار الاتفاق الذى أنهى عامين من الحرب الدامية. وإلى أن السلاح فى غزة لم يعد حكراً على المقاومة، بل بات منتشراً بين مجموعات غير منضبطة، بعضها يتعاون مع إسرائيل أو يسعى إلى فرض سيطرته محلياً. القاهرة، التى تحمل عبء الوسيط وضامن الاستقرار، تدرك أن أى انزلاق جديد سيقوّض جهودها لإعادة الإعمار وتهيئة القطاع لـ«اليوم التالى».

ما تركته الحرب فى غزة لا يمكن وصفه إلا بالمأساة الكبرى. أكثر من ٦٧ ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، وملايين النازحين، ودمار يطول نصف الأبنية والبنى التحتية. تحوّل القطاع إلى أرض رماد، بلا مستشفيات عاملة ولا مدارس ولا مصادر غذاء كافية. ورغم أن وقف النار أوقف القتل، فإنه كشف حجم الفراغ الأمنى والسياسى، حيث تسعى حماس لإعادة فرض نفوذها الضائع وسط مقاومة من عشائر وميليشيات محلية، بعضها مدعوم إسرائيليا، ما ينذر بانفجار داخلى جديد، خاصة مع عدم تكون فكرة أو ملامح لكيان فلسطينى يملأ الفراغ الذى ستحتله حماس فى غياب بديل مقنع.

إن أخطر ما يهدد غزة اليوم ليس فقط ما خلفته الطائرات من دمار، بل ما زرعته الحرب من شكّ وانقسام. فحماس، التى تراجعت عسكرياً لم تُهزم سياسياً، وتحاول الحفاظ على مكانها فى معادلة الحكم، بينما تسعى إسرائيل لفرض واقع أمنى دائم يضمن استمرار هيمنتها دون مسؤولية مباشرة.

وقف إطلاق النار الأخير جاء ثمرة خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ذات العشرين بنداً، والتى رُوّج لها باعتبارها «الفجر الجديد للشرق الأوسط».. غير أن هذا الفجر يبدو حتى الآن مشوشاً، فبينما نجحت الخطة فى إطلاق سراح آخر الرهائن وتأمين هدنة، فإنها تركت مصير غزة غامضاً، وجعلت إدارتها مرهونة بلجنة فلسطينية تكنوقراطية تحت إشراف دولى يترأسه ترامب نفسه، ويدعمه تونى بلير.

بهذا الشكل، تُحوّل الخطة غزة إلى وصاية دولية، وتُبقى الفلسطينيين فى موقع المتلقى لا الشريك. والأسوأ أنها لم تلتزم بوضوح بمسار نحو إقامة دولة فلسطينية، بل اكتفت باعتبارها «طموحاً مشروعاً» مؤجلاً إلى إشعار آخر. ولا يساعد الواقع الفلسطينى على غير ذلك حتى الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يكون فجرًا كاذبًا حتى لا يكون فجرًا كاذبًا



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt