توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرقة اللوفر.. وسرقة «الأسورة»

  مصر اليوم -

سرقة اللوفر وسرقة «الأسورة»

بقلم : عبد اللطيف المناوي

حين اقتحم لصوص محترفون متحف (اللوفر) فى باريس، واستولوا فى دقائق معدودة على مجوهرات التاج الفرنسى، والتى تحتوى على 4000 قطعة من الماس، صار العالم أمام حادث سرقة غير عادى، لكن فرنسا بمؤسساتها أصبحت أمام اختبار حقيقى لطريقة إدارة الأزمة، لاسيما أن (اللوفر) هو واحد من أكبر المتاحف على وجه الأرض.

الحدث كان صادمًا فى رمزيته، فـ«قاعة أبولون» الشهيرة، التى تُعد قلب المتحف، انتُهكت من اللصوص بسهولة شديدة. ومع ذلك، جاء رد الفعل الفرنسى سريعًا. جهات التحقيق باشرت أعمالها خلال ساعات، ووزارة الثقافة الفرنسية عقدت مؤتمرًا صحفيًا، ووصفت ما حدث بأنه جريمة لسرقة قطع لا تُقدر بثمن، أما المتحف نفسه فأصدر بيانًا مفصلًا للزوار والإعلام.

ورغم أن الحادث هو حادث سطو مكتمل الأركان، وهناك تقاعس وأخطاء من مسؤولين، إلا أن مؤسسات الثقافة فى فرنسا أرادت فى هذه اللحظة أن تواجه الأمر بجديّة كاملة، معترفة بالتقصير، وبضرورة محاسبة المخطئين، وبمساعدة المحققين على ضبط المسروقات. لقد تعاملت باريس مع الحادث كما تتعامل مع تهديد وطنى، لأنها ببساطة رأت فى المسّ بالتراث مسًّا بالهوية والتاريخ.

على الجانب الآخر، عندما تشهد مؤسساتنا الثقافية والأثرية أو متاحفنا أحداثًا مشابهة، نجد اختلافًا فى زاوية المعالجة أكثر من الاختلاف فى مواجهة الحدث ذاته.

فنحن، غالبًا، نحاول أولًا ضبط الإيقاع الإعلامى قبل ضبط الحقيقة نفسها. نحرص على السيطرة على الرواية قبل الكشف عما حدث بالفعل. وذلك لإخضاع المعلومة- أحيانًا- لحسابات أخرى. النتيجة أن الحدث يصبح فى الوعى العام قصة ناقصة، تمتلئ بالتأويلات بدلًا من الحقائق.

بالتأكيد هنا أقصد حادث سرقة «أسورة» من معمل ترميم المتحف المصرى، والتى تم صهرها وبيعها بثمن (مُضحك).

أبدًا، لا أقارن بين حدثين، فكلاهما سرقة، وكلاهما من المفترض أن يكون ناتجًا عن تقصير وأخطاء، وهذا أمر طبيعى.

أبدًا، لا أحبذ منهج «هذا يحدث فى كل بلاد العالم»، فحوادث السرقة موجودة فى أكثر البلاد تقدمًا فعلًا، لكن ما أريد التأكيد عليه هو إدارة الصورة العامة وقت الأزمة.

فرنسا قدمت نموذجًا فى كيف يمكن تحويل حادث مُحرج مثل هذا إلى مناسبة للتأكيد على الاحترافية والشفافية، حتى لو كان هناك تقصير أو أخطاء.

هذا ما نحتاجه، حيث إن الاعتراف بالخلل هو أول خطوة نحو تصحيحه، وأن الشفافية ليست ضعفًا بل دليل نضج.

حادث سرقة «الأسورة» هنا، وهو منظور أمام جهات قضائية لها كل الاحترام والشكر والتقدير، ربما شغل المسؤولين فى وزارة السياحة الآثار لفترة، لكن أظن أنهم انشغلوا أكثر بكيفية نقل الرواية إلى الرأى العام، وهذا ما جعلهم ينشغلون أكثر بتقديم بلاغات ضد من قام بصناعة فيديو (بسيط) للدعاية لافتتاح المتحف الكبير، وضد صحفى كتب عن واقعة حقيقية ومعترف بها، حتى وإن خانه التعبير.

إن التعامل الذكى مع الأزمات هو أحد أشكال إدارة الصورة العامة، وهو أمر للأسف نفتقده كثيرًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرقة اللوفر وسرقة «الأسورة» سرقة اللوفر وسرقة «الأسورة»



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt