توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا ضمانات دون إرادة سياسية

  مصر اليوم -

لا ضمانات دون إرادة سياسية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

حتى كتابة هذه السطور نحن فى انتظار انعقاد القمة. تلك القمة التى تحاول أن تؤسس لشبكة ضمانات متشابكة تمنع انهيار الاتفاق، تشمل رعاية أمريكية مباشرة، ودورًا ميدانيًا لمصر وقطر وتركيا فى مراقبة التنفيذ، إلى جانب مسعى أممى لنشر قوة مراقبة دولية.. غير أن التجارب السابقة أثبتت أن الضمانات وحدها لا تكفى إن غابت الإرادة السياسية. فالإدارة الأمريكية، رغم وعودها المتكررة، فشلت فى إلزام إسرائيل باتفاقات سابقة، لكن الظروف الحالية قد تكون مختلفة: واشنطن تبحث عن مخرج دبلوماسى يرمم صورتها بعد عامين من دعمها الأعمى لتل أبيب، ومصر تملك أوراق ضغط فعلية فى الميدان، والمجتمع الدولى أصبح أكثر ميلاً لمحاسبة إسرائيل بعد تصاعد الاعترافات بالدولة الفلسطينية.

وفى خلفية المشهد، تتحرك حسابات داخلية معقدة: ترامب يريد نصرًا سياسيًا وإعلاميًا سريعًا.. ونتنياهو يسعى لإنقاذ ما تبقى من شعبيته بعد حرب مكلفة بلا إنجاز حقيقى.. وحماس تأمل فى هدنة تمنحها فرصة لإعادة ترتيب صفوفها دون التفريط فى موقعها كمكوّن رئيسى فى المعادلة الفلسطينية. ولهذا، فإن ما سيُعلن فى شرم الشيخ قد يكون بداية مسارٍ طويل من المساومات أكثر منه نهاية حربٍ طاحنة.

ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن لاتفاقٍ وُلد من رحم الضرورة أن يتحول إلى فرصة سلام؟ فالمؤشرات الميدانية تُظهر التزامًا نسبيًا بالهدنة، لكن التاريخ القريب يجعل الفلسطينيين أكثر حذرًا من الوعود الأمريكية والإسرائيلية.. فنتنياهو لوّح صراحة بإمكانية استئناف الهجوم إن لم تتخلّ حماس عن سلاحها، بينما يدرك الفلسطينيون أن أى تنازل فى هذه المرحلة قد يُترجم لاحقاً إلى فقدانٍ للنفوذ والسيادة.

وفى ضوء ذلك، يُنظر إلى مؤتمر شرم الشيخ بوصفه اختبارًا للإرادات لا للاتفاق فقط. فإذا تمكنت القاهرة وواشنطن والوسطاء من فرض التزامات فعلية وضمانات واضحة، فقد يتحول الاتفاق إلى نواة لمسار سياسى جديد يقود فى النهاية إلى تسوية شاملة.. أما إذا بقيت البنود حبيسة الغموض والتأجيل، فستظل الهدنة مجرد «فسحة زمنية» قبل انفجارٍ جديد.

اليوم، يقف اتفاق شرم الشيخ عند مفترق حاسم بين واقعية الضرورة وحلم السلام، بين إرادة إنهاء الحرب ومخاوف تكرار التاريخ. فغزة، التى أنهكها الحصار والدمار، لا تبحث عن هدنة مؤقتة، بل عن حقٍ فى الحياة والكرامة. وما سينتج عن شرم الشيخ لن يحدد فقط مصير الاتفاق بل ربما يرسم ملامح الشرق الأوسط فى مرحلة ما بعد الحرب، بين مدينةٍ تحلم بالسلام وأطرافٍ لا تزال أسيرة حسابات القوة والانتخابات والطموحات الشخصية.

.. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تكون شرم الشيخ بداية الطريق نحو إنهاء الحرب، أم محطة جديدة فى دائرةٍ لا تزال تدور بلا نهاية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ضمانات دون إرادة سياسية لا ضمانات دون إرادة سياسية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt