توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عامان على زلزال الشرق الأوسط

  مصر اليوم -

عامان على زلزال الشرق الأوسط

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يمر اليوم عامان على ذكرى السابع من أكتوبر 2023، الزلزال الذى ضرب الشرق الأوسط بقوة، ووضعه فى مربع جديد للصراع العربى الإسرائيلى. اليوم الذى أشعل حربًا لم تخمد نيرانها حتى وقت كتابة هذه السطور، رغم قبول الأطراف بخطة ترامب لإنهائها.

بعد عامين من تلك اللحظة المفصلية، يبدو المشهد كأن المنطقة دفعت أثمانا تفوق قدرة أى طرف على تحمّلها. غزة تحولت إلى ركام، بنحو ستين ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى، وبنية تحتية تكاد تكون مدمرة تماما.

العملية التى وصفتها حماس بأنها «مغامرة محسوبة» تحوّلت إلى حرب لا ميزان لها. نعم أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولى، وأثبتت أن الاحتلال لا يمكن التطبيع معه إلى الأبد، لكن فى المقابل فقدت حماس معظم صفوفها الأولى، وتآكلت قدراتها التنظيمية، بسبب القصف والحصار الإسرائيلى المستمر، والذى بلغ حد حرب الإبادة فى نظر الكثيرين.

نهاية العام الثانى من الحرب حملت تحولا لافتا بقبول حماس لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى تتضمن نزع السلاح، وتسليم ما تبقى من الأسرى، وتشكيل إدارة انتقالية لغزة، فى خطوة توحى بأن الحركة باتت تبحث عن مخرج آمن من المأزق، أكثر مما تبحث عن نصر حتى ولو على ساحات الفضائيات. فالقطاع المنهك يحتاج إلى إعادة إعمار، وإلى حياة تُعاد إليه، قبل أن تُعاد السلطة لأى طرف.

لكن الأثر الأعمق لهذا اليوم لم يقتصر على غزة وحدها. إذ تمدد اللهيب إلى لبنان وسوريا واليمن، كما تعرضت إيران لضربات إسرائيلية مباشرة، بينما اهتزت قواعد النفوذ الإقليمى، فى مواجهة مفتوحة بلا حدود. وهكذا، بدت مغامرة حماس كأنها فتحت الباب أمام فصل جديد فى التاريخ.

بعد عامين، يمكن القول إن ما جرى كان مأساة سياسية وإنسانية مشتركة. المغامرة التى قيل إنها محسوبة، انتهت إلى إعادة رسم الخريطة بالعنف والقصف.

أما السؤال الحقيقى الذى يطل من بين الركام فهو، هل كان الثمن يستحق إعادة اكتشاف ما يعرفه الجميع سلفاً أن الصراع لا يُدار بالسلاح وحده، وأن القوة بلا أفق سياسى وتنظيمى توافقى، تتحول إلى عبء على من يستخدمها قبل من تُستخدم ضده؟

يوم ٧ أكتوبر جعلنا نقف أمام مشهد دال، ودرس بالغ الأهمية يجب أن تستخلصه حماس، هو أن الوجود الحقيقى لأى حركة سياسية يُقاس بقدرتها على بناء الدولة وخدمة الناس.

فالقوة غير المتزنة، التى لا تتحول إلى مشروع وطنى، تُستهلك فى دورة صراع لا تنتهى. لم يعد المطلوب رفع الشعارات أو استرضاء الحلفاء فى الخارج، بل أن تتحول الحركة إلى قوة مدنية تُدير الحياة لا تُغامر بها، وتضع مصلحة الفلسطينى فوق كل حساب تنظيمى أو أيديولوجى. فحين تصبح «غزة للمواطنين لا للفصائل»، يمكن حينها أن تبدأ قصة التحرر الحقيقية.

أما الدرس الذى يجب أن تستوعبه إسرائيل فهو أن حرب الإبادة لن تُنهى الأفكار، ولن تمحو الإيمان بحق المواطن الفلسطينى فى أرضه، مهما طال الزمن، ولهم فى ٦ أكتوبر عبرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامان على زلزال الشرق الأوسط عامان على زلزال الشرق الأوسط



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt