توقيت القاهرة المحلي 12:07:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

سلاماً عليكِ يا غزة

  مصر اليوم -

سلاماً عليكِ يا غزة

بقلم - جيهان فوزى

طوال السنوات الماضية التى كان فيها قطاع غزة محاصراً معزولاً لا يلتفت إليه أحد، لم نفكر أنه سيأتى اليوم الذى تصبح فيه هذه البقعة الصغيرة المنزوية فى أحضان البؤس والفقر والحصار والاحتلال الغاشم، لتكون من أشهر بقاع الأرض. ويتردد اسمها فى كل مكان شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، فقد أصبحت غزة «أيقونة» وذات شهرة عالمية يتظاهر من أجلها طلاب الجامعات والنشطاء والسياسيون والمواطنون العاديون فى معظم دول العالم، تقديراً وإعجاباً بصمود أبنائها الأسطورى فى وجه آلة الحرب الوحشية التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ نحو سبعة أشهر قتل فيها البشر والشجر والحجر لم يُبق على شىء، ومع ذلك سجل أهلها قصصاً بطولية مذهلة فى الصمود والصبر والتحمل والاستبسال، وذاقوا العذاب ألواناً بالمعنى الحرفى للكلمة، حتى إن الحجر نطق، وانحنى إجلالاً لصمود أهلها الأسطورى، أمام بطش وفاشية الاحتلال.

«شكراً نتنياهو» فقد عرفّت العالم دون أن تقصد مَن هم الفلسطينيون؟ وكيف يضحى الفلسطينى ويدفع ثمن الحرية التى ينشدها منذ 75 عاماً، فى وقت بائس ظل العالم فيه مضللاً، متجاهلاً أطول قضية احتلال عرفها التاريخ، دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن حل لشعبها المشرد، الذى ذاق كل أنواع اللجوء والشتات.

هذا ليس حظ غزة، بل ربما هو قدرها الذى لا فكاك لها منه منذ نشوء القضية الفلسطينية وبعد الحرب والتقسيم، ووسط شبه الضياع الذى ساد الهوية والقضية، بدأت غزة قبل أى تجمع سكانى فلسطينى آخر، تتلمس الطريق نحو استعادة الهوية والتقاط زمام المبادرة والكفاح من أجل الحرية وتقرير المصير، وعلى هذا لم يكن من المستغرب أن تكون بدايات الحركة الكفاحية الفلسطينية، قد نشأت فى غزة أولاً، ونلاحظ أن حركة فتح قد نشأت من بين أبناء غزة ومن بين طلابها تحديداً، إضافة إلى معلميها الذين انتشروا بحثاً عن العمل فى بعض البلدان العربية، وفى الكويت على وجه التحديد. وينطبق الأمر نفسه على حركة حماس والجهاد الإسلامى، كما يجب أن نلاحظ أن الانتفاضة الأولى قد اندلعت شرارتها من غزة ومن جباليا تحديداً، كذلك كانت الانتفاضة الثانية التى أشعلتها غزة وانتشر لهيبها فى كل الأراضى الفلسطينية.

إذن، فإن هذه الرقعة الجغرافية المحدودة والضيقة والمحاصرة، كانت هى مَن حمل شعلة التحرر الوطنى وكانت السباقة إلى المقاومة بكل أشكالها، وكان لها الفضل فى تأصيل الهوية الفلسطينية وحمايتها من التماهى مع أى هوية أخرى أيديولوجية أو قومية أو دينية، ولهذا بالتأكيد أسبابه التى يمكن تلخيصها بخصوصية مجتمع غزة المشكل فى أغلبيته من لاجئى عام 1948 ونازحى عام 1967، وما اتصفت به حياتهم من فقر مدقع وحرمان وملاحقة بالسلاح والاعتقال من جانب قوات الاحتلال، خاصة فى الأعوام ما بين (48- 67).

أولئك الهاربون إلى غزة كانوا يرون بأم أعينهم أراضيهم وبيوتهم التى فروا منها، تُحتل وتُغتصب من مستوطنين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها. لقد صهرت غزة كل الدوافع الوطنية والإنسانية والدينية فى أفئدة الغزيين لتحولهم من تجمع بشرى إلى كتلة مقاتلة، دقت أول مسمار فى نعش الاحتلال، وتحقق أول انتصار لها عام 2005، بإرغام أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلى حينها، على تفكيك المستوطنات اللقيطة فيها والانسحاب بلا شروط من غزة، فقدمت بذلك المثل والنموذج لكامل أبناء الشعب الفلسطينى وقواه الحية. وها هى الآن تقدم المثل والنموذج للعالم كله الذى بدأ بصحوة غير مسبوقة تحت وطأة صورة شديدة التناقض، فيها من الإجرام والبطش، بقدر ما فيها من الصمود والعزيمة والصبر، فكان وقع تلك الصورة على العالم بمثابة هزة عنيفة حركت مشاعر البشر، ودفعت بهم إلى الميادين وساحات الجامعات ومواقع التواصل الاجتماعى والصراخ بأعلى الصوت لإدانة الحرب والمطالبة بوقفها فوراً.

ذلك هو قدر غزة، أن يبدأ من أزقتها ومخيماتها الضيقة رسم مسار آخر للتاريخ على هذه الأرض، لا يقرره الطغاة ولا يحدده المستعمرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاماً عليكِ يا غزة سلاماً عليكِ يا غزة



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt