توقيت القاهرة المحلي 08:30:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولة لفهم هيوارد كارتر!

  مصر اليوم -

محاولة لفهم هيوارد كارتر

بقلم : زاهي حواس

مما لا شك فيه أن اسم المستكشف الإنجليزي هيوارد كارتر سيظل خالداً في تاريخ الاكتشافات الأثرية العظيمة بعد أن نجح في الكشف عن كنوز مقبرة الملك توت عنخ أمون في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1922؛ هذا الاكتشاف الذي لا يزال إلى يومنا هذا يعد الأعظم في تاريخ الاكتشافات الأثرية التي حققها الإنسان في مختلف العصور وليس فقط في القرن العشرين. وعلى الرغم مما يمكن أن يتخيله أي إنسان عن حياة المكتشف بعد نجاحه في العثور على المقبرة الملكية الوحيدة السليمة في وادي الملوك التي تعود إلى العصر الذهبي للحضارة المصرية القديمة وهو عصر الأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292) قبل الميلاد؛ فإن الحقيقة على عكس التوقعات تماماً.

لم تكن حياة كارتر بالسهلة المريحة بعد الكشف، بل كانت مليئة بالمشكلات مع الحكومة المصرية التي كانت تحاول حماية كنوز بلدها من أن تُنهب وتستقر في المتحف البريطاني أو في المجموعات الخاصة التي تزين قصور اللوردات الإنجليز! وصلت المشكلات إلى حد المنازعات القضائية، بل ومنع دخول كارتر المقبرة واستكمال عمله في إخراج الكنوز المكدسة داخل المقبرة التي ضاقت بما تحويه. وعلى الرغم من الوصول إلى تسويات قانونية والسماح بعودة كارتر بالعمل داخل المقبرة الذي استمر عشر سنوات لم تكن الأمور هينة وسلسة! ونعرف ذلك من خلال السطور الأخيرة التي وصف فيها كارتر رحلته مع الكشف عن كنوز توت عنخ أمون والتي صاغها في عبارة بليغة قائلاً: «لقد اكتشفت ما دفن مع توت عنخ أمون لكن فهم توت عنخ أمون استعصى علي».

عبارة مليئة بالحسرة والألم، وقد لا يفهم مغزاها الكثيرون، ولكن الحقيقة هي أن كل الذهب الذي صنعت منه كنوز توت عنخ أمون، والأحجار الكريمة التي رصعت بها تلك الكنوز والتي زادت عن 5300 أثر فريد، لم يكن كافياً لهيوارد كارتر لكي يعرف من هو توت عنخ أمون؟ كان كارتر في الحقيقة يمني نفسه بالعثور على كتب من البردي المكتوب، التي تحكي عن حياة الملك توت عنخ أمون، بمعنى آخر كان كارتر يأمل في العثور على دفتر يوميات الملك الذي يبدو أنه لم يكن يهوى تدوين اليوميات!

لقد كان كارتر يبتهل في فتح صندوق من عشرات الصناديق المكدسة بالمقبرة فيجد لفائف البردي المكتوبة تحفظ تاريخ توت عنخ أمون، ولهذا السبب كان العثور على الحلي والمجوهرات داخل تلك الصناديق أمراً جيداً ومهماً، ولكنه لم يكن ما يريده كارتر الذي أصابه الهوس بمن هو توت عنخ أمون؟ ومن هي أمه ومن هو أبوه؟ وما الذي حدث خلال عصره؟ ولماذا دفن داخل هذه المقبرة الضيقة الغريبة الطراز، التي لا تشبه أياً من المقابر الملكية في وادي الملوك؟

أسئلة كثيرة كان كارتر يبحث عن إجاباتها لكنه فشل بعد أن أخرج آخر أثر من المقبرة وأصبحت خاوية تماماً سوى من التابوت الحجري الضخم وبداخله التابوت الخشبي المذهب الكبير الذي احتفظ به كارتر داخل المقبرة لكي يحفظ مومياء الملك توت بداخله، مدعياً أن تلك كانت رغبة الملك توت عنخ أمون، أن يظل جسده داخل المقبرة. لم يعثر ضمن كنوز الملك توت على أي بردية؟ أو حتى «كتاب الموتى»، الذي كان من أهم محتويات الأثاث الجنائزي للملوك والأفراد؟ حدث ما كان كارتر يخشاه بالفعل، وهي أن يكون قد كشف فقط عن الأشياء الجميلة التي دفنت مع الملك توت عنخ أمون، لكن من هو الملك توت؟ فهذا هو ما لم يعرفه كارتر إطلاقاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة لفهم هيوارد كارتر محاولة لفهم هيوارد كارتر



GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt