توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

تحية إلى عاصم سلام وحلمه: بيروت عاصمة للوطن وأهله

  مصر اليوم -

تحية إلى عاصم سلام وحلمه بيروت عاصمة للوطن وأهله

طلال سلمان
لم تعوضنا زيارة العبور الخاطفة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بكل ما دار فيها وحولها من لغط وتساؤلات، عميق إحساسنا بالفقد مع رحيل مهندس الوطن الجميل لأهله وبدولته: عاصم سلام. قيل إن الزيارة المباغتة، والتي اقتصرت على لقاء رئيس الجمهورية، تهدف إلى تنبيه اللبنانيين إلى ما يتهدد بلادهم ودولتهم الصغيرة من مخاطر داهمة في هذه المرحلة الحرجة، حيث تتوه الانتفاضات العربية في غياهب الأصوليات والسلفيات وافتقاد قوى التغيير الفعلية للوحدة، وحيث تكاد سوريا تغرق في دماء أبنائها وتتواطأ عليها «الدول» مستفيدة من تحجر نظامها واختياره العنف للرد على مطلب الإصلاح الذي بشّر به طويلاً ولم يحققه فضاعت فرصة إنقاذ البلاد أو تكاد. ولكن دولتنا بنظامها الطوائفي الذي فُرض عليها من خارجها، وبالطبقة السياسية الحاكمة، سواء أكانت في السلطة أم في المعارضة، هي التي تلغي «الوطن» وتجعل أبناءه «رعايا»، وتغتال أحلام المبدعين وقدرات المؤهلين بالعلم والكفاءة على بناء «وطن لشعبه». ولقد توهم عاصم سلام ونخبة من أقرانه المؤمنين بأرضهم بأنهم سيتمكنون، في ظل مشروع إعادة بناء ما هدمه دهر الحرب الأهلية ـ الكونية، من استيلاد عاصمة يستحقها هذا الشعب من رحم المدينة المحزّبة، فتكون دار حياة واحدة، تتميز بجمال عمارتها وميادينها وحدائقها، مع الحفاظ على روحها، باعتبارها أرض اللقاء اليومي بين اللبنانيين جميعاً، في مؤسساتها الرسمية والأهلية وأسواقها الأنيقة والشعبية ومراكز الإدارة والإنتاج والفنادق والنوادي ودور الصحف والمقاهي وصالات السينما إلخ.. قدر عاصم سلام وتلك النخبة من رفاقه الحالمين بوطن أنهم سيبنون مدينة لها قلب.. وناضلوا من أجل هذا الهدف الشرعي والطبيعي. وضع معهم التصاميم المميزة لهذا القلب بحيث تتأكد فيه وعبره وحدتهم. لكنهم سرعان ما تنبهوا إلى أن مشروع إعادة البناء قد تحول بعيداً عن أحلامهم، فغُيبت «الدولة» لتحل محلها «الشركة»، وغُيّب حلم الوحدة بساحة الفراغ المدوي، وطُرد أهالي المدينة إلى خارجها القريب فالبعيد والأبعد، فإذا بها تتحول إلى أرخبيل من الأحياء ـ الجزر، لا اتصال بينها، ولا دار لقاء بين أهلها في مختلف أنشطتهم، وسواء أكانوا داخل أجهزة الدولة أم في مختلف مجالات الإنتاج الخاص. ولقد كتب المهندس الحالم الآخر هنري إده، عشية استقالته من الفريق المهني المسؤول عن المخطط التوجيهي إلى عاصم سلام يقول: «كنت أيضاً ضمانة لنا بألا يبنى لبنان إلا بأبنائه المحصنين». كان بين أحلام عاصم سلام تحويل نقابة المهندسين من «جزيرة» إلى دار لقاء بين المؤمنين بالقدرة على بناء الوطن الجميل. وإضافة إلى المعمار كان عاصم سلام مناضلاً انحاز مبكراً إلى الخيارات الوطنية والعربية، فهو «ابن الشرق من بيروت إلى بغداد والشام وعمان مروراً بفلسطين، حيث تتولد لغة العمارة ومفردات الزينة». وهو قد ساهم في مختلف الجهود التي هدفت إلى ردع المشاريع الصهيونية والرامية إلى تهويد القدس وإزالة معالمها التاريخية.. ولا عجب فالدماء الفلسطينية خالطت دماء أهل «أبو علي سلام» في المصيطبة. ولأنه على هذا القدر من الوعي السياسي فقد انحاز إلى اليسار، وكان أبرز أبطاله جمال عبد الناصر، أما عدوه الثابت فهو إسرائيل.. وبالمقابل أنكر القيادات المصطنعة التي استولدها اتفاق سايكس ـ بيكو الشهير! ولقد كتب عاصم سلام، الذي يعرف جيداً مشكلات التنظيم المدني، عن «إشكالات الإنماء الشامل والمتوازن والمتكامل» مع جان تابت ونبيل بيهم وسواهما، و«عمار بيروت ـ الفرصة الضائعة» ثم «الإعمار والمصلحة العامة». وبين البصمات المعمارية التي تركها عاصم سلام مبنى وزارة الإعلام والسياحة ودار الإذاعة، وترميم مبنى وزارة الداخلية. أما انخراطه في العمل السياسي فقد بدأ مع ثورة 1958 ضد الرئيس كميل شمعون إلى جانب الرئيس صائب سلام.. والطريف أنه كان، وهو يدعم هذه الثورة، يخطط تصاميم قصر شمعون في السعديات. بين المفارقات المحزنة أن عاصم سلام سيصلى عليه ظهر اليوم في المسجد الذي وضع تصاميمه الجميلة والمعروف باسم «مسجد الخاشقجي»، ومنه سيشيع ليدفن إلى جانب أهله في مقام الإمام الأوزاعي. ونعود إلى زيارة الرئيس الفرنسي الذي أعطى لبنان من وقته ساعتين، اتخذ خلالهما موقف المنبه إلى المخاطر والناصح بالحوار وتلاقي الأطراف السياسية المختلفة، من دون أن يغفل عن تأثيرات الوضع المتفجر في سوريا، ثم أكمل رحلته إلى مقصده المذهّب في السعودية. سيقال كلام كثير، وستطلق تفسيرات وتحليلات عديدة في محاولة فهم هذه الزيارة والغرض منها. لكن هذا النظام الذي لا يعيش إلا بحراسة من أقامه من «الدول» لا يهتم كثيراً بوحدة شعبه، بل لا يعنيه أن يكون هذا الحشد البشري الموجود فوق الأرض اللبنانية شعباً واحداً موحداً له حق التطلع إلى مستقبل أفضل. وهذه التحية لعاصم سلام الرائد بين مجموعة من المهندسين الرواد الذين حاولوا عبر الدولة و«الأقطاب» الذين رفعتهم الأقدار إلى سدة السلطة فيها، أن يعيدوا بناء ما هدمته الحرب الأهلية، بما يؤكد ويمتن الأواصر بين «الرعايا» الذين لا يقبلهم النظام كمواطنين.. وفي حين يعيش هؤلاء «الرعايا» في قلب القلق على وطنهم الصغير، يتخوفون من رياح الفتنة، طائفية ومذهبية، بينما تجتاح مناخات الحروب الأهلية العربية المنطقة جميعاً، فإن السؤال يبقى: إلى متى سنبقى رهائن هذه الطبقة السياسية التي ترى «الخارج» مسؤولاً عن «الداخل»، وتلجأ إليه فتستدعيه أو تستدرجه لكي يقرر «لنا» ما يراه. نقلاً عن جريدة "السفير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية إلى عاصم سلام وحلمه بيروت عاصمة للوطن وأهله تحية إلى عاصم سلام وحلمه بيروت عاصمة للوطن وأهله



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt