توقيت القاهرة المحلي 10:04:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواطنة

  مصر اليوم -

المواطنة

بقلم: كريمة كمال

(لما يخرج الدكتور حسام موافى فى برنامجه «زدنى علمًا» ويعلن أنه لكى يفطر المريض لابد أن يكون على نصيحة طبيب مسلم.. يعنى لو مجدى يعقوب نصح مريضًا بالإفطار لا يُعتد بكلامه، طب لو اسم الدكتور لا يُظهر ديانته، هل مطلوب من المريض أن يستفسر عن ديانة الطبيب، وماذا عمن يعيش فى أمريكا أو ألمانيا ولم يجد طبيبًا مسلمًا، ماذا يفعل؟، رفقًا هل وصلنا إلى هذا الحد؟).

قرأت هذا «البوست» على «الفيس بوك» وتساءلت أنا الأخرى: هل فعلًا وصلنا إلى هذا الحد؟، إننا لم ننسَ بعد ما أثير قريبًا فى أعياد الأقباط من تساؤلات حول هل يجوز تهنئة الأقباط أم لا يجوز، الآن وصلنا إلى حد تشخيص الطبيب لمريضه بأن تتدخل ديانة الطبيب فى هذا التشخيص، والعمل بنصائح هذا الطبيب أم لا؟.. المشكلة الأكثر تأثيرًا أن هذا الكلام لا يقوله شيخ فى جامع أو زاوية بل يقوله طبيب فى برنامجه التليفزيونى الذى يخلط العلم بالدين، ومن المفترض أن هناك الكثيرين يتابعونه بحكم أنه عالم وطبيب وعليم بأمور الدين، فهل يصح أن يروج هذا العالم والطبيب للطائفية وطريقة التعامل مع شريك الوطن؟هل يجوز أن يروج للتعصب ضد الطبيب المسيحى بعدم الاستماع لنصائحه الطبية لمجرد أنه مسيحى أو غير مسلم.. ما الذى يمكن أن يستقر فى أذهان العامة هنا عن التعامل مع الأطباء المسيحيين أو غير المسلمين، وماذا فعلًا إذا ما كان المسلم يعيش فى إحدى الدول الغربية ولم يجد طبيبًا مسلمًا هل يصوم ويتعرض للموت، لأنه لا يستطيع أن يعمل بنصيحة طبيب غير مسلم؟

مثل هذا الخطاب شديد الخطورة على المجتمع المصرى الذى تنتشر فيه السلفية والتشدد بشكل كبير، فهل نريد نحن عن طريق برامج التليفزيون أن نزيد من هذا التشدد والتعصب، أم أننا يجب أن نعمل على أن يعلو خطاب المواطنة بدلًا من خطاب الطائفية؟.. الخطورة تتمثل هنا أن مثل هذا الكلام يأتى من طبيب وعالم، وينتشر لعموم الناس عبر شاشة التلفاز ليرسخ مزيد من الطائفية والتشدد فى دقائق معدودة.. نحن هكذا نقسم المجتمع إلى مسلم وغير مسلم عبر شاشة التليفزيون، بل إننا نرسخ فى ذهن المشاهد المسلم أنه لا يجب أن يتعامل مع طبيب مسيحى أو غير مسلم، وليس فقط فى مسألة الصيام والإفطار بل يمتد هذا ليشمل التعامل أصلًا، والمشكلة هنا أن هذا يمر مرور الكرام، وغيره ومثله يمر مرور الكرام، ولا نعرف إذا كان هذا ما يتم الترويج له عبر شاشة التليفزيون، فما الذى يتم الترويج له فى الجوامع والزوايا، مما يحض على الطائفية ويقضى على المواطنة؟.

هنا يجب أن أتساءل: هل خرجت علينا أى جهة مسؤولة لتقول إنها رفضت هذا الخطاب أو حتى وجهت ملاحظة لصاحب البرنامج أن يراعى المواطنة ولا يحض على الطائفية؟ المسألة لا يمكن أن تُترك هكذا بدون أى رقابة أو محاسبة، فهذه الخطورة على المجتمع تزداد اتساعًا كل يوم، وعلينا أن ندرك هذه الخطورة ونواجهها.. وعلينا أن ندرك أن كثيرًا من جموع الناس يتلقون ما يأتى عن طريق برامج التليفزيون على أنه الحقيقة الوحيدة التى يجب اتباعها، فهل نسعى لتقسيم المجتمع وبذر بذور الطائفية فيه؟ المسألة ليست مجرد حلقة من برنامج وكلمتين قيلتا فى دقائق، المسألة تكمن فى تأثير هذا الكلام على العامة.. يجب أن نعى خطورة هذا الكلام وتأثيره، ولا نتركه ليستقر فى العقول ويعمل مفعوله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطنة المواطنة



GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt