توقيت القاهرة المحلي 10:04:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا لحبس الأطباء

  مصر اليوم -

لا لحبس الأطباء

بقلم: كريمة كمال

لا أعرف ما إذا كانت هناك نية مبيتة لدفع بقية الأطباء للهجرة من مصر...

شهدنا فى الأعوام الأخيرة هجرة كبيرة لشباب الأطباء، والواقع أننى يجب أن أطلق عليها نزيف الأطباء، فقد رحل العديد منهم إلى بريطانيا والبعض إلى ألمانيا، بل إن البعض الآخر قد رحل إلى عدد من دول إفريقيا وأصبحنا نعانى من شح فى عدد الأطباء فهل من المنطقى أو المعقول أن يتم التفكير، مجرد التفكير، فى قانون للمسؤولية الطبية يوقع الحبس الاحتياطى على الطبيب المتهم بالإهمال أو الخطأ، بل وأن يوقع حكم الحبس كعقوبة على الطبيب وكأننا نخترع العجلة، فكبرى دول العالم ذات الخبرة الكبيرة والقديمة فى القوانين تطبق فقط عقوبة الغرامة إذا ما ثبت الخطأ أو الإهمال، لكننا نحن وكأننا نبدأ طريقًا لم يكن مطروقًا من قبل نريد أن ننص على الحبس الاحتياطى والحبس كعقوبة، والغريب أن القانون الذى يرفضه الأطباء كافة، وترفضه نقابة الأطباء، وتضامنت معها نقابة الصحفيين ونقابة المهندسين، هذا المشروع الذى تمت الموافقة المبدئية عليه فى مجلس الشورى.. فهل تم الاستماع للأطباء؟ هل تم تشكيل لجنة من كبار الأطباء مثل الدكتور مجدى يعقوب والدكتور محمد أبوالغار والدكتور صلاح الغزالى حرب والدكتور محمد غنيم، وغيرهم من القامات الطبية الكبيرة التى تفخر بها مصر لكى يدلوا برأيهم فى مثل هذا المشروع الذى يضع سيف الحبس الاحتياطى والحبس على رقبة الأطباء الصغار منهم والكبار؟.

لا يمكن الموافقة على قانون كهذا دون الاستماع لهذه العقول وأصحاب الخبرة الكبيرة.

اللافت أن هذا القانون لا يمس الأطباء فقط بل إنه يمس قبلهم المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومجرد علاجهم أو إجراء جراحة لهم يعنى إمكانية أن يفقد هؤلاء المرضى حياتهم نتيجة لمضاعفات معروفة ومحفوظة لدى الأطباء، فهل نريد من الطبيب أن يبتعد عن أن يمد يده لمساعدة مريض فى حالة خطرة خوفًا من الحساب والعقاب الذى يريدون أن يفرضوه عليه؟.. حكى أحد الأطباء على الفيس بوك ما جرى معه، حيث اضطر لإجراء جراحة لمريض مصاب بنزيف فى المخ، وكان معلومًا أن هناك مخاطرة أن ينفجر الشريان النازف أثناء العملية، وأن من الممكن أن يفقد المريض حياته، وقد أخبر الطبيب أهل المريض بذلك فوافقوا على إجراء الجراحة، وبالفعل انفجر الشريان أثناء الجراحة لكن تم إنقاذ المريض.. ماذا إذا لم يتم إنقاذه، هل نريد أن نحاسب الطبيب على القضاء والقدر؟

هناك كثير من الأصوات ترتفع الآن ضد هذا المشروع، رجاء الاستماع لها قبل أن يتم تحويله إلى البرلمان ويوافق عليه، وهذه النداءات ترتفع ليس من أجل الأطباء وحدهم بل من أجل المرضى قبلهم، لا تدفعوا يد الطبيب إلى الارتعاش وهو يعالج مريضًا خوفًا من عقوبة.. هناك من يخرج ليدعى أن الأطباء يرفضون مسألة الحبس الاحتياطى وحدها، وهذا عارٍ تمامًا عن الصحة، فالأطباء يرفضون الحبس الاحتياطى والحبس بحكم محكمة.

أنا هنا أؤكد ما جاء فى بيان نقيب الصحفيين تضامنًا مع نقابة الأطباء من مناشدة أعضاء البرلمان دراسة القانون بعناية والاستماع لمطالب نقابة الأطباء والنقابات المهنية الأخرى ضمن عملية حوار مجتمعى تضم كل الأطراف، وهى العملية التى رأت المحكمة الدستورية وجوب حدوثها قبل سن أى قواعد قانونية- لاسيما الخطيرة منها- وفقًا لتعريف المحكمة الدستورية العليا للقانون كأداة توازن داخل الجماعة الواحدة بين خبراتها السابقة وتطلعاتها مستقبلًا، ليكون كافلًا توافق أفرادها على القبول بالنصوص التى يتضمنها.. ومن هنا أضم صوتى لصوت الدكتورة منى مينا: «لا للحبس الجائر للأطباء، سواء كان حبسًا احتياطيًا أو حبسًا لتنفيذ عقوبة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا لحبس الأطباء لا لحبس الأطباء



GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt