توقيت القاهرة المحلي 08:38:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحليل المخدرات

  مصر اليوم -

تحليل المخدرات

بقلم: كريمة كمال

هل من الممكن أن نعلق حياة مواطن ورزقه على تحليل للمخدرات؟ كان هناك قرار قد صدر بإخضاع كل العاملين فى الدولة لتحليل المخدرات للإبقاء عليهم فى وظائفهم، فهل هذا القرار صحيح أم أنه نوع من المطاردة للمواطن المصرى والتفتيش فى حياته؟ وقد عرفنا من أحد الأطباء الذى خرج فى فيديو ليعلن أن أدوية البرد والمسكنات قد تشوش نتيجة تحليل المخدرات وتظهره بأنه إيجابى، أى أن المواطن أو الموظف يتعاطى المخدرات فتنزل المقصلة على رقبته ويتم فصله، وهو ما حدث لعدد من الموظفات فى إحدى الإدارات بالإسكندرية.

حيث جاءت نتيجة تحليلهن إيجابية فتم فصلهن وخرجن فى فيديو يصرخن من أنهن قد أصبحن فى الشارع هن وأسرهن بعد نتيجة التحليل الخاطئة التى ترتب عليها فصلهن من عملهن.. فهل توخينا الحذر قبل أن نصدر مثل هذا القرار وسألنا ما إذا كانت هناك عقاقير أو أدوية يمكن أن تغير من نتيجة التحليل وتظهرها إيجابية على غير الحقيقة، هذا غير أنه لا مكان فى العالم كله يطارد مواطنيه بمثل هذا الشكل وتلك الطريقة، ويفتش فى حياتهم عن طريق إخضاعهم للتحاليل للإبقاء عليهم فى وظائفهم، هذا نوع من المطاردة غير المفهومة حقًا؟.

الأسوأ من هذا أنه قد صدر قرار أخير بإخضاع أساتذة الجامعات لتحليل المخدرات قبل ترقيتهم، وهو ما يضع أساتذة الجامعات الذين يُخرجون لنا أجيالًا من الأطباء والقضاة والمهندسين والمبدعين وغيرهم تحت شبهة الاتهام أو أنهم متهمون حتى تثبت براءتهم، فهل هذا يليق بأساتذة الجامعات؟ وماذا إذا ما كان أحدهم قد تناول دواء برد أو مسكنًا كما نفعل جميعًا وتغيرت نتيجة التحليل لذلك، فهل نتهمه بتعاطى المخدرات ونطيح بسمعته بين زملائه وطلبته؟ هذا طبعًا غير أننا سنطيح به من وظيفته بعد أن نكون قد لوثنا سمعته.

لقد شاهدت الموظفات المفصولات وهن يبكين فى هذا الفيديو على ضياع حقوقهن وإفساد حياتهن، وكن يشكون من عدم قدرتهن على توفير الطعام لأسرهن، كل ذلك بسبب تحليل قد يكون خاطئًا أو متأثرًا بعقاقير أو أدوية تغير من نتيجته؟ حياة الناس لا يجب أن تخضع لمثل هذا التفتيش فى النوايا والمعرض للخطأ.. حياة الناس وحقوقهم يجب أن تحترم ولا يجب إخضاعها للمطاردة والتفتيش وكأننا نعامل مجرمين.

هؤلاء مواطنون لهم حقوق فى الدستور ويجب احترامها وعدم العصف بها.. المواطنون مواطنون ولا يجب أن نطاردهم بمثل هذه الطريقة المشينة، فما بالك إذا ما كانوا أساتذة جامعات؟ نحن نهين أستاذ الجامعة عندما نعامله بمثل هذه الطريقة وكأنه مجرم.. لا يجب الموافقة على هذا القرار ليس لأساتذة الجامعات فقط بل لأى مواطن، ولا يجب أن نفعل هذا بهؤلاء الموظفات اللائى وجدن أنفسهن فجأة فى الشارع بلا وظيفة أو مورد.. مرة أخرى.

هل راجعتم مثل هذا القرار قبل إقراره؟ وهل سألتم إذا ما كانت نتيجة التحاليل مؤكدة مائة فى المائة؟ لا نستطيع أن نطيح بالناس بمثل هذا الشكل، لقد خرجت الموظفات المفصولات فى الفيديو ليطالبن بإعادة إجراء التحليل مرة أخرى، وهن سيدات فضليات متأكدات من أن نتيجة التحليل خاطئة، وإذا كان العلم يؤكد إمكانية الخطأ فى نتيجة التحليل نتيجة للأدوية والعقاقير فلا يمكننا أبدًا أن نعتمد عليه، هذا غير أنه كأننا نتتبع مجرمًا أو نفتش فى تاريخه أو نُخضعه للكشف ليثبت أنه برىء دون أى مسوغ لذلك.. عاملوا المواطنين على أنهم مواطنون وليسوا مجرمين بالفطرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحليل المخدرات تحليل المخدرات



GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt