توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة ياسين

  مصر اليوم -

قصة ياسين

بقلم: كريمة كمال

انفجرت فى الأيام السابقة قصة الطفل ياسين... كان انفجارًا حقيقيًا حيث اشتعلت كل مواقع السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعى بهذه القصة، وكأنه قد حدثت أخيرًا رغم أنه تبين أن بداية القصة تعود إلى شهر يناير، لكن الاشتعال حدث الآن بالكثير من الأقاويل والشائعات، بحيث بات الناس يتساءلون: أين الحقيقة؟ وأين الشائعة؟ بل أين ما حدث فعلًا وأين ما تم اختلاقه من العدم؟ خرجت إحدى السيدات لتدّعى أنها صديقة لأم الطفل ياسين، لتذكر الكثير من المعلومات، مما أشعل الموقع أكثر وأكثر، لكنها عادت بعد أيام لتعترف أن كل ما ذكرته لم يكن حقيقيًا، وأنها لا تعرف أم الطفل، وأن كل ما ذكرته قد ألّفته هى من العدم، وبات الناس حائرين: أين الحقيقة؟ وأين ما تم تأليفه، واختلاقه؟ ولماذا فعلت هذه السيدة ما فعلت؟ لماذا اختلقت قصة من خيالها؟ ولماذا عادت لتعترف بما فعلت؟ هل كل ذلك سعيًا من أجل الترند، رغم أن الناس قد رأت أن هذه السيدة يجب أن تُعاقب قانونيًا على ما فعلت، فقد تسببت فى تضليل الرأى العام.. هل السعى إلى الترند يأخذنا إلى هذا المنحى الذى يلعب فى الرؤوس ويأخذها لناحية معينة؟ وهل هذه بطولة أم جريمة يجب بالفعل أن تُعاقب عليها؟.

الأسوأ فى هذه القصة أنها لم تعد قصة اعتداء على طفل صغير، بل صارت قصة طائفية بامتياز، لأن الرجل المتهم مسيحى، والمدرسة تتبع الكنيسة، والمديرة مسيحية، وهنا انقلبت القصة بقدرة قادر إلى قصة طائفية، فهناك بعض المسلمين يهاجمون المسيحيين كلهم، وكأنهم كلهم هذا الرجل المتهم، وفى المقابل خرج بعض المسيحيين ليدافعون عن الرجل ومحاولة تبرئته.. لم تدخل الطائفية طرفًا فى هذه القصة وحدها، بل دخلت السياسة أيضًا فى القصة، حيث أشيع أنه أثناء جلسة المحاكمة تجمهر السلفيون فى الخارج، بل والإخوان الذين رفعوا صور الرئيس مرسى.. هل هذا ما حدث فعلًا؟ أم أن كل هذه مجرد شائعات أشعلتها مواقع التواصل، التى هللت لحكم المؤبد الذى صدر ضد الرجل، رغم أنها الجلسة الأولى للمحاكمة؟ فهل كان التجمهر سببًا فى الحكم؟ أم أن هذا مساس بالقضاء لم يكن يجب أن يتم؟ خاصةً وأن بعض المحامين والقضاة قد أعلنوا على السوشيال ميديا أنه لم يكن يجب أن يصدر حكم المؤبد من الجلسة الأولى حتى يستوفى المتهم حقه فى الدفاع.

كل ما يمكن أن أقوله إن الأمر يتميز بالبلبلة، خصوصًا أن المدرسات فى المدرسة منهن الكثيرات مسلمات، وشهدن بالعكس، فمن نكذب؟ ومن نصدق؟ ومن قال إن هذه قضية طائفية، وليست مجرد قضية جنائية؟ لقد تساءل الكثيرون عن الحقيقة التى غابت تمامًا، والتى قيل إن وراءها مؤامرة ما ضد المدرسة.. من نصدق؟ ومن نكذب؟ ولن أقول: أين الإعلام فى هذه القصة؟ لقد غاب الإعلام تمامًا، وبقيت مواقع التواصل الاجتماعى هى المنفردة بالساحة وحدها، وللأسف، رغم أن هناك مواقع جادة جدًا كان يمكنها أن تشير للحقائق وترشد الناس لمعرفة الحقيقة، إلا أن هذه المواقع هى الأخرى غابت تمامًا عن القصة، وترك المجال مفتوحًا للأقاويل والشائعات واختلاق القصص: مرة المديرة توفيت، ومرة أخرى هربت إلى أمريكا.. إثارة الناس واستفزازهم بقى وحده هو المهيمن على الساحة، بينما التعاطف مع الطفل وأسرته قائم، والاتهام موجّه ليس للرجل المتهم وحده، بل للمدرسة كلها.. غابت الحقائق وبقيت الاختلاقات والشائعات، والأسوأ أن بعض المسلمين يهاجمون الكنيسة، وبعض المسيحيين يدافعون عن الرجل، والمدرسة.. لم تعد قضية جنائية، بل قضية طائفية للأسف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة ياسين قصة ياسين



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt