توقيت القاهرة المحلي 00:19:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (الإرهاب يهدد الغرب)

  مصر اليوم -

عيون وآذان الإرهاب يهدد الغرب

جهاد الخازن

هناك عبارة بالإنكليزية أترجمها للقارئ بتصرف حتى تكون مفهومة هي: ما يسير في دائرة يعود إلى حيث بدأ.
عندما أراد أبو عمّار في السبعينات تنظيم عملية يمكن أن تسمى انتحارية رداً على قتل إسرائيل قادة فلسطينيين، لم يجد قائد الثورة فلسطينياً واحداً أو عربياً أو مسلماً يقبل الذهاب في عملية انتحارية، فتوجه إلى الجيش الأحمر الذي نفذ عملية مطار اللد.
اليوم يقف الانتحاريون في طابور لتنفيذ عمليات أصفها بأنها عمليات انتحارية إرهابية. الغرب، والولايات المتحدة تحديداً، مسؤول عن الإرهاب قبل الإرهابيين من الجماعات الإسلامية التي دانها كل من مفتي مصر ومفتي السعودية وغالبية الحكومات العربية. الغرب صدَّر الإرهاب الإسرائيلي إلى بلادنا والإرهاب المضاد يهدِّد الآن المصدِّرين. الغرب أيَّد الاحتلال الإسرائيلي والقتل والتدمير، والولايات المتحدة زادت عليه غزو العراق بعد أفغانستان ما أدى إلى موت مليون عربي ومسلم، إما مباشرة في الحروب أو لأسبابها.
والنتيجة أن داعش الإرهابية المجرمة تحتل جزءاً من العراق وسورية تسميه الدولة الإسلامية وتهدد دول الغرب وتخيفها.
الولايات المتحدة تقول إن «الدولة الإسلامية» تعمل «لإنشاء خلايا خارج الشرق الأوسط». هذا ما سمع عدد من الصحافيين الأميركيين في اجتماع مع قادة في الاستخبارات الأميركية قالوا إنهم رصدوا طموحاً للإرهابيين يشمل توسيع نشاطهم في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا.
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي مارتن ديمبسي قال إن الولايات المتحدة ستتصرف إذا هددت الجماعة الإرهابية في العراق الأمن الأميركي. ووزير خارجية العراق السابق هوشيار زيباري كتب في «واشنطن بوست» محرضاً الأميركيين ورأيه أن «العراق والولايات المتحدة يواجهان عدواً مشتركاً في الدولة الإسلامية». ولعل من أسباب قلق الأميركيين أن قادة الإرهابيين هددوا رداً على الغارات الأميركية وقالوا لإدارة أوباما «سنغرقكم بالدم».
في أوروبا، بريطانيا صاحبة أعلى صوت وأضعف موقف. ويبدو أن حكومة ديفيد كامرون تخشى رد فعل الدولة الإسلامية إذا لبَّت طلب الولايات المتحدة شن غارات على الإرهابيين في شمال وشرق سورية، لذلك فهي تكتفي بطائرات مراقبة لمساعدة الغارات الجوية الأميركية.
الصحف البريطانية لا تخلو يوماً من قصص بريطانيين ذهبوا إلى العراق للمشاركة في الإرهاب، فواحد طالب، وآخر خريج جامعة، وغيره مغني «راب»، الجامع بينهم قطع الرؤوس والمفاخرة بذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقرأت أن الجهاديين من بريطانيا يمثلون ربع الجهاديين الأجانب في الدولة الإسلامية، أو حوالى 500 جهادي من أصل ألفين. ولا يكاد يمضي يوم أو يومين من دون صورة جهادي بريطاني مزعوم يرفع رأساً، أو خبر عن موت بريطاني آخر في صفوف الإرهابيين. وثمة معلومات عن أن بعض هؤلاء الجهاديين عاد إلى بريطانيا. حتى أن وزيرة الداخلية تيريزا ماي حذرت من أن خطر الإرهاب العائد إلى بريطانيا أكبر من أي شيء عرفته البلاد من قبل.
الوضع هو نفسه في فرنسا وألمانيا، فهناك مواطنون من البلدين ذهبوا إلى العراق وسورية لممارسة «الجهاد» بقتل المسلمين، والتهديد بالعودة إلى أوروبا لممارسة الإرهاب فيها. فرنسا اعتقلت عدداً من الشبان كانوا يحاولون الالتحاق بالجهاديين في العراق وسورية، ووزير مساعدات التنمية الألماني غيرد مولر اتهم قطر بتمويل الجماعات الإرهابية في الدولة الإسلامية. ورد الحكومة الألمانية حتى الآن تعهدها بإرسال سلاح إلى الأكراد في شمال العراق.
لا أدري إذا كانت عند الوزير الألماني معلومات، أو أنه أبدى رأياً شخصياً، إلا أنني وجدت موقفه من نوع مقال كتبه سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسر في «نيويورك تايمز» وكان عنوانه «قرى سياحية (Club Med) للإرهابيين» في قطر، وهم في رأيه حماس والإخوان المسلمون وغيرهم.
نعل أي عضو في حماس أو الإخوان المسلمين أشرف من حكومة إسرائيل كلها ومن جيش الاحتلال. وفي حين أن لي ألف اعتراض على حماس والإخوان، فإنني لا أنكر أن للإسلاميين شعبية في فلسطين ومصر وكل بلد، ويجب عليهم وقف العنف لدخول العملية السياسية والتأثير فيها.
في غضون ذلك، الكاتب الليكودي الهوى ماكس بوت (واسم عائلته بمعنى جزمة بالعربية) يكتب في مطبوعة ليكودية أن «حان الوقت لاستئصال الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وهو كلام كرره بعده السياسي الأميركي السابق الإسرائيلي الهوى جون بولتون. أقول حان الوقت أيضاً لاستئصال الحكومة النازية الجديدة في إسرائيل وجيش الاحتلال الإرهابي، استئصال هؤلاء فقط لا اليهود أو الإسرائيليين، فالجرائم واحدة من إسرائيل إلى دولة داعش وإن اختلفت أماكن ارتكابها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الإرهاب يهدد الغرب عيون وآذان الإرهاب يهدد الغرب



GMT 00:14 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

واقعية سياسية بأثر رجعي

GMT 00:11 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

الذكاء الاصطناعي والجانب القاتم

GMT 21:20 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

لبنان وثمن حرب غزّة

GMT 21:17 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

العيش!

GMT 21:16 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

درس غزة!

GMT 21:15 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

حكاية عن الحكيم

GMT 19:45 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

مطلوب تدريس هذا الكتاب في الثانوية

GMT 19:44 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

الأيام «النحسات»

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر

GMT 14:58 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن
  مصر اليوم - الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن

GMT 22:12 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

ضبط 186 قطعة أثرية بحوزة عاطل في بني سويف

GMT 03:40 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يؤكّدون أنّ تغيّر المناخ قد يسمّم أنهار الأرض

GMT 10:46 2015 الخميس ,09 إبريل / نيسان

صبري فواز ينشر صورة تجمعه بالفنانة منة شلبي

GMT 22:23 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حمادة طلبة غاضب من جاهل تكريمه بعد التأهل إلى المونديال

GMT 10:35 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

وفاة والدة السيدة الأولى الأميركية السابقة ميلانيا ترامب

GMT 15:20 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

"Miss Dior Eau de Parfum" عطر تفوح منه رائحة الحبّ

GMT 07:42 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

التفاصيل الكاملة لحفل حسن شاكوش القادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon