توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر و"حماس" .. منطق الدعوة ومنطق الدولة؟

  مصر اليوم -

مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة

حسن البطل

كتب زميلي غسان زقطان ("دفاتر الأيام" ـ الأحد 20 أيار) مقالة عنوانها: "في مصر يخلطون بين "حماس" وفلسطين" وعلى أربع حلقات ـ صفحات نشرت "الأيام" 12- 15 أيار نقلاً عن "الحياة" شهادة أحمد شفيق عن ثورة يناير في مصر. ذكّرتني مقالة غسان بخلط مصري، في الأقل في صحف مصر، بين م.ت.ف والفلسطينيين إبّان حكم السادات، وبالذات بعد تنديد المنظمة باتفاقية الفصل الثانية في سيناء. اللهمَّ نجِّ فلسطين والفلسطينيين وقضيتهم من هذا "الردح" المصري، كما تجلّى، في النصف الثاني من سبعينيّات القرن المنصرم، في مقالات أنيس منصور ـ رحمه الله وسواه ـ. مثلاً، فعندما زارنا في مكاتب "فلسطين الثورة" الشاعران محمود درويش ومعين بسيسو، واطّلعا على نماذج من المقالات الردّاحة، لم ينبس محمود بكلمة، سوى تحريك ذراعه نحو معين بمعنى "لا حول ولا قوة" وردّ معين دون كلام.. سوى بمطّ شفتيه استهجاناً وحسرة، كأنه يقول "بئس الأمر"! الآن، تحكم حركة الإخوان المسلمين قطاع غزة، بالانتخاب ثم الانقلاب الدموي، كما تحكم الحركة مصر بالانتخاب وبالانقلاب التدريجي. وفي غزة ومصر يتحدثون محذّرين من "أخونة" الحياة الفلسطينية في غزة، ومن "أخونة" الدولة في مصر. بالوقائع والبيّنات تحدّث أحمد شفيق عن دور "حماس" في دعم مرسي الإخوان بمصر، كأنه يُذكّرنا بالحديث عن علاقة إسرائيل بأميركا وهذا السؤال: "هل الذيل يُحرّك الرأس"؟ ليست هذه أول مرّة يحكم فيها حزب واحد قومي بلدين عربيين، فقد سبق ذلك حكم حزب البعث الفاشي لسورية ثم العراق، وكيف انتهى الأمر إلى علاقة خصومة وتناحر وحرب. لن أتطرّق إلى الخلاف الشهير بين الحزبين الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفياتي، بل إلى تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة المنظمة، وصداماتها وحروبها الأهلية في الأردن ثم لبنان، وخلافها المرير مع سورية، مهد انطلاقة كفاح حركة "فتح". هل تتذكّرون؟ غادروا الشعار الأثير عن "التناقض الرئيسي" و"التناقض الثانوي" إلى أرض الواقع، حيث تحدثوا في الأردن ولبنان وسورية عن "منطق الدولة" و"منطق الثورة"! تعرفون أن أمرّ الخلاف والعداوة يطرأ من أقرب العلاقات الأخوية، أو خلاف فخاذ القبيلة، أو خلاف أولاد العمومة.. فكيف بالخلاف بين الأشقاء؟ مصر أمة ـ دولة كما ليست هكذا أية دولة عربية، ومن ثم فإن معضلة حركة الإخوان المسلمين في مصر هي "منطق الدعوة" و"منطق الدولة" ومصر الدولة عمادها: الجيش الوطني والقضاء المستقل. منطق الجيش هو أمن مصر، وأمنها التاريخي يبدأ من سيناء، ومنطق القضاء هو القانون. وهذا وذاك المنطق في صدام مع منطق الدعوة والحركة الحاكمة و"الأخونة". لكن، فيما يخص العلاقة بين إخوان غزة وإخوان مصر، فهناك بداية نزاع وشقاق بين "منطق الدعوة الإسلامية" و"منطق الدولة المصرية". الرئاسة المصرية تميل إلى منطق الدعوة، والجيش يميل إلى منطق أمن الدولة. خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك، بعد فوز "حماس" وسيطرتها على غزة، فإن مصر غلّبت منطق الدولة وكانت مصر في خصام مع حركة الإخوان المسلمين في مصر. نجحت مؤسسة الجيش المصري في النأي بنفسها عن الانحياز إلى "حماية النظام" أو "حماية الثورة".. ولكن ليس عن حماية أمن مصر كما يبدأ من سيناء، التي صارت أرضاً سائبة، أولاً بحكم معاهدة السلام مع إسرائيل، ثم تفاعلات وتداعيات العلاقة بين إخوان غزة وإخوان مصر "منطق الدعوة" الذي رآه الجيش، وقسم متزايد من شعب مصر يهدّد "منطق الدولة" وأمن مصر. هذا يعني أن دور مصر في المصالحة الفلسطينية لن يكون نشيطاً كما كان في عهد مبارك، مع أنه كان غير مثمر، لأن مؤسسة الجيش والمخابرات.. وعمر سليمان ـ رحمه الله ـ لم تُقدِّم ولم تُؤخِّر. إن منطق الدولة المصرية هو مع دعم السلطة الفلسطينية، ومنطق "الدعوة" الإخوانية هو العلاقة مع إخوان غزة، والجيش يميل إلى منطق أمن مصر الدولة، حتى لو كانت إجراءات تأمين سيناء قاسية على أهل غزة دون تمييز، بعد إغلاق المعابر من جانب "تمرُّد" رجال الشرطة والجيش بعد حادث خطف بعض المجندين المصريين. سيناء سائبة بعد الثورة المصرية وسيطرة إخوان مصر، والجولان سائبة بعد الثورة السورية وانسحاب الجيش منها إلى قتال أهلي. هذه قد تكون مشكلة إسرائيل، راهناً ومستقبلاً، لكن أولاً هي مشكلة فلسطين، والفلسطينيين الذين يعانون في سورية لسبب، وفي غزة لسبب آخر.. وفي كل مكان لمختلف الأسباب؟!  نقلاً عن جريدة " الآيام " الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon