توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصراع على السيسى

  مصر اليوم -

الصراع على السيسى

محمود مسلم
خلال أيام قليلة سيعلن المشير عبدالفتاح السيسى استقالته من منصبه كوزير للدفاع وترشحه لرئاسة الجمهورية.. وسينتقل بعدها إلى أخطر مرحلة فى حياته، حيث سيضطر أن يعلن بوضوح عن كافة اختياراته وقناعاته وآرائه، ومعها يبدأ مشوار الخسارة، فكل سياسى سيضمه إلى فريقه سيخسر أمامه الكثيرين ممن يحبون السيسى لكنهم يكرهون من حوله، خاصة أن المجتمع ممزق.. وكل انحياز سيطرحه السيسى لفصيل أو فكرة ستقابله خسارة أخرى للمختلفين أو الرافضين. سيعيش السيسى أياماً صعبة وهو يرى الإخوان وعملاءهم ينتهكون مصر، وهو بعيد عن صناعة القرار.. وسيضطر للدخول فى صراعات سياسية والتعامل مع كثيرين من المدّعين الذين يعرف هو شخصياً معلومات سلبية عنهم ويعلم أهدافهم وأغراضهم، وسيبتعد عن الجيش الذى من المؤكد أن ثقافة أفراده بعيدة تماماً عن الصراع السياسى واللعب بالكلمات ودغدغة مشاعر الجماهير بعبارات رنانة، كما أن السيسى سيواجه من يغير أولوياته ويدفعه إلى معارك «تافهة» وقضايا «فرعية» بينما اعتاد الرجل على التخطيط الاستراتيجى والعمل فى القضايا الجادة، وأن يحدد «أجندته» بعيداً عن أصحاب الصوت العالى، كما أن كثرة التجاوزات سترغم «السيسى» على الاشتباك بعد أن ظل طوال حياته يتحدث وقتما يشاء وفيما يريد ويتجنب تلك الموضوعات التى تثير اللغط. سيضطر السيسى للحديث فى الإعلام عن كل شىء، ما يحبه وما يكرهه، وسيُستَخدم كلامه للهجوم عليه مثلما حدث مؤخراً فى دعوته للناس بشد الحزام والذهاب للجامعات سيراً على الأقدام.. كما سيضطر المشير وحملته للرد على كل الشائعات التى ستطوله، سواء من الإخوان أو «نحانيح النخبة» أو المرشحين الآخرين، والتى ستصل إلى مدى غير مسبوق، فإذا كان البعض يتحرج الآن من التطاول على قائد الجيش ومنقذ مصر من الاستعمار الإخوانى، فالوضع الجديد سيكون مختلفاً، ومهما كان اسم متحدث حملته الإعلامى فلن يكون فى مصداقية وقدسية العقيد أحمد على بصفته متحدثاً رسمياً للجيش بما له من مساحة كبيرة فى وجدان الإعلاميين والشعب المصرى. السيسى هو خيار شعب، وبالتالى فإن الكثيرين يراهنون عليه كمشروع للشعب المصرى وتتويج لثورة 30 يونيو، وكمرشح ضرورة لإنقاذ البلاد من الإخوان وحمايتها من المؤامرات الخارجية فى توقيت صعب.. وهناك كثيرون يوجهون نصائحهم وتجاربهم ويشعرون بأنه جزء منهم.. وبالتالى فطموحات الناس كبيرة ومطالبهم كثيرة، وبما أن البشر ليسوا ملائكة، فقط، فهناك من يبحث عن مصالحه ويسعى لتحقيقها عبر التودد إلى الرئيس المقبل المضمون، بدلاً من بعض رجال الأعمال الذين وزعوا تأييدهم فى الانتخابات الماضية بين أكثر من مرشح بل إن بعض الأسر قسموا أنفسهم بحيث يكون كل فرد مع مرشح له فرص فى الفوز، أما الآن فالوضع مختلف والكل ألقى بكل ثقله على السيسى.. وإذا كان المشير ليس بحاجة لدعم مادى من رجال الأعمال، خاصة أنه يمثل حالة فى المجتمع المصرى، فلا يجب أيضاً أن يخسرهم سواء هم أو غيرهم، ليظل مرشحاً لكل المصريين. يحتل «السيسى» الآن مرتبة رفيعة فى قلوب المصريين وشعبية وصلت إلى درجة كبيرة، وما أخشاه أن تصرفاته وكلماته أثناء الحملة تنهل من هذه الشعبية، لذا يجب أن يركز جيداً، ويبذل جهداً فى البحث عن الكفاءات من غير السياسيين، خاصة أن حملته ستكون الأقل وقتاً بين المرشحين، وعملية الاندماج فى الحياة السياسية ليست سهلة فى مجتمع ممزق ومفتت، خاصة أنه بلا ظهير سياسى حتى الآن.. وإذا كانت المرحلة الماضية «سيمفونية فى حب السيسى» فإن الفترة المقبلة ستكون سمتها «الصراع على السيسى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على السيسى الصراع على السيسى



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt