توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على مرسي أن يتجرع هذا السُّم

  مصر اليوم -

على مرسي أن يتجرع هذا السُّم

سليمان جودة

يعرف المتابعون للشأن التركى أن رجب طيب أردوجان، رئيس الحكومة التركية يخوض، منذ فترة، مفاوضات صعبة مع عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردى، ولم يصل الطرفان إلى شىء محدد، حتى اليوم. أما «أوجلان» فهو محبوس فى إحدى الجزر التركية منذ سنوات، وكان قبل أن يذهب إلى محبسه، يعمل من خلال الحزب على إقامة دولة للأكراد فى جنوب تركيا، وهو ما ترفضه الدولة التركية رفضاً مطلقاً، وتحاول فى المقابل أن تستوعب الرجل، وتستوعب حزبه معه، وتستوعب أكرادها كذلك! وقد كان الأكراد هناك، ولايزالون، شوكة فى خصر الدولة، وهى لا تجد مناسبة لكسر هذه الشوكة، أو إبطال مفعولها إلا وتنتهزها كاملة، لعلها تستريح من صداع مزمن لا يفارقها، بسبب هذه المشكلة الكردية المتوارثة! ومؤخراً، ذهب وفد إلى أوجلان، ودار بينهما حديث، ثم عاد الوفد ليضع ما توصل إليه أمام أردوجان، الذى يطالب طول الوقت، بحل الجناح العسكرى للحزب، تمهيداً للوصول إلى حل. من جانبه، قال أوجلان للوفد الذى لم يكن الأول من نوعه على كل حال، إنه ـ أى أوجلان ـ يطلب حكماً ذاتياً من نوع ما، للأكراد، ويطلب أيضاً أن يكون مبدأ المواطنة مطبقاً كما يجب، بين الأتراك جميعاً، بمن فيهم الأكراد الترك طبعاً، بحيث يتساوى الجميع، دون استثناء فى الحقوق، وفى الواجبات. وعندما أطلعوا أردوجان، على هذين المطلبين، وربما على غيرهما مما لم يتم الإعلان عنه، وكان ذلك فى الأسبوع الماضى، فإن رئيس حكومة تركيا قال عبارة تدل على أنه رئيس حكومة مسؤول، أولاً، ثم تدل ثانياً على أنه جاد فيما يفعل ويقول! قال الرجل: إننى على استعداد لتجرع السم، إذا كان ذلك سوف يؤدى إلى وقف العنف فى بلدى. وبطبيعة الحال، فإن عبارة كهذه ليست جديدة فى مجال السياسة عموماً، فقد قالها الخمينى فى إيران من قبل، عندما كان عليه أن يوقع على اتفاق مع صدام حسين، من أجل وقف إطلاق النار بين البلدين، وهى عبارة تقال فى العادة حين يكون على هذا الزعيم أو ذاك فى أى بلد أن يتخذ ما لا مفر منه من قرارات، تكون فى حد ذاتها بمثابة مسألة حياة أو موت فعلاً بالنسبة لصاحبها! وعندما تأخذ هذا كله، ثم تسقطه على حالنا، يتبين لك منذ الوهلة الأولى، أن الدكتور محمد مرسى فى حاجة إلى أن يتجرع سماً مماثلاً لما أظهر «أردوجان» استعداده التام لأن يتجرعه، لا لشىء إلا لأن الرجل أدرك أن البديل هو استمرار العنف هناك على الأرض التركية! وليس سراً أن هناك أكثر من سم، سوف يكون على «مرسى» أن يتجرعه، إذا أراد حقاً لجماعته بقاء فى الحكم، وإذا أراد لمصر أن تنجو مما تتدحرج إليه، ثم إذا أراد لنفسه أن يبقى فى منصبه! ولكن السُّم الأهم، فى تقديرى، هو أن يخرج مرسى على المصريين ثم يعلن أن جماعة الإخوان منذ اليوم قد انفصلت عنه تماماً، وأنه قد انفصل عنها، وأن من أراد العمل فى مجال الدعوة، فأمامه «الجماعة».. ومن أراد السياسة، فأمامه حزب «الحرية والعدالة» الذى لن تكون له أدنى صلة بعد اليوم بجماعة الإخوان. هذا هو السم الذى على مرسى أن يتجرعه كلاماً فى البداية، ثم من خلال الفعل على الأرض بعد ذلك، ولا أظن أنه يملك الاختيار فيه، فإما أن يتجرعه فيحيا، أو يرفض فيموت سياسياً فى مكانه، وتموت معه جماعته، وليس أمامهما، الرئيس والجماعة، اختيار ثالث! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مرسي أن يتجرع هذا السُّم على مرسي أن يتجرع هذا السُّم



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon