توقيت القاهرة المحلي 00:23:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا ما يقدمه «مرسى» للفقراء

  مصر اليوم -

هذا ما يقدمه «مرسى» للفقراء

سليمان جودة

قبل أن أكون فى الفلبين، الأسبوع الماضى، كنت قد قرأت أن الرئيس الفلبينى بنينيو أكينو، قد اعتمد ميزانية 2013 التى وصلت إلى 49 مليار دولار، فى بلد يصل عدد سكانه إلى 92 مليون مواطن، بما يعنى أنهم قريبون منا، من حيث العدد، إلى حد كبير. غير أن الأهم من اعتماد ميزانية تقترب هى الأخرى، من ميزانية بلدنا، أن نعرف من أين جاءوا هناك بفلوسها، وفى أى اتجاه سوف يكون إنفاقها. فما هو منشور أن «أكينو» رفع الضرائب على السجائر، وعلى كماليات أخرى، لا يستهلكها المواطن الفقير فى العادة، وقرر الرئيس أن يأخذ من عائد الضرائب على الدخان، وعلى هذه الكماليات، وأن يضيف بلا تردد إلى ما يجب إنفاقه لصالح الفقراء، ولذلك، فإن أهم ما يميز ميزانيتهم شيئان رئيسيان، نظل نحن أحوج الناس إليهما، الآن، وسريعاً. أما الشىء الأول، فهو أن بنود الميزانية المخصصة للإنفاق على الفقراء قد زادت مبالغها 10.5٪ هذا العام، عنها فى العام الماضى، بما يشير إلى انحياز واضح من الدولة، بشكل عام، ومن الرئيس، بشكل خاص، نحو المواطن الفقير، ونحو ما يتعين أن يحصل عليه هذا المواطن، من دخل، أو من خدمات. وربما يكون مفيداً هنا، أن نذكر، أن الاقتصادى الكبير حازم الببلاوى، كان عندما تولى وزارة المالية، بعد الثورة، قد تبين له أن بنود ميزانيتنا المتوارثة فى حاجة شديدة إلى تعديل جذرى، وأن هناك بنوداً فيها يجب أن يؤخذ منها ليضاف إلى بنود أخرى، هى بطبيعتها مخصصة للإنفاق على المواطن محدود الدخل، الذى هو أولى الناس برعاية الدولة، ولهذا فإننا إذا كنا جادين حقاً فى أن نزيد المبالغ المخصصة للإنفاق على المواطنين المحتاجين، فلا سبيل إلى ذلك إلا بأن نقتطع من بنود ترفيهية فى الميزانية، وبنود متضخمة بلا مبرر، لنرفع من قيمة ما هو مخصص فعلاً، لصالح الطبقات الأقل دخلاً، والأدنى مستوى، فى مجتمعنا. فإذا عدنا إلى الشىء الثانى، الذى ميز ميزانيتهم فى العاصمة الفلبينية مانيلا، فسوف يتضح لنا أنهم قرروا عن قصد توجيه عناية خاصة، وكبيرة، نحو الصرف على التعليم والصحة، خصوصاً أنهما خدمتان معروف أن كل قرش زيادة يذهب إليهما، إنما تجرى ترجمته على الفور فى صورة خدمة أفضل فى كل مدرسة حكومية، وفى كل مستشفى قطاع عام، ومن جانبنا، فإننا كسلطة، كنا، ولانزال نتكلم عن دعم المواطن الفقير، قبل الثورة، ثم بعدها بالقدر نفسه، دون أن يحس هذا المواطن بأن حاله قد تحسن، أو أنه طرأ عليه تطور للأفضل، من أى نوع، بل إن المحزن أن يزداد وضعه سوءاً بعد الثورة، وأن يشعر مواطنونا البسطاء بأن ثورة 25 يناير قد جنت عليهم، حتى هذه اللحظة، وأن الخدمات التى كانوا يحصلون عليها، قبل الثورة، وبالذات فى مجال الصحة، وفى التعليم، قد تدهورت أكثر وأكثر، بدلاً من أن يتقدم مستواها، ولو خطوة واحدة إلى الأمام. فى مانيلا، يتكلم الرئيس عن الفقراء، ثم يقرن كلامه بفعل حقيقى من أجلهم، وفى القاهرة وقف الدكتور مرسى يخاطب فقراءه يوماً بالآية الكريمة التى تقول: «وفى السماء رزقكم وما توعدون».. مع أنه يعلم تماماً، ويعلم الجميع، أن السماء لا تمطر على أحد ذهباً ولا فضة! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ما يقدمه «مرسى» للفقراء هذا ما يقدمه «مرسى» للفقراء



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon