توقيت القاهرة المحلي 11:50:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مرسى» سيرحل لأسباب أخرى

  مصر اليوم -

«مرسى» سيرحل لأسباب أخرى

سليمان جودة

اليوم.. سوف يحتشد كثيرون فى التحرير، وفى غير التحرير، احتفالاً بمرور عامين كاملين على تخلى الرئيس السابق عن الحكم، وسوف يطالبون من جديد، بتخلى الرئيس «مرسى» عن الحكم أيضاً، لأنه فشل فى إدارة البلد، وفى حل مشاكله. وإذا كان هناك شىء يجب أن ننتبه إليه، فى هذا السياق، فهذا الشىء هو أن «مبارك» لم يرحل لأنه فشل فى إدارة البلد، وفى حل مشاكله، ولا هو رحل لأن الحشود كانت كبيرة فى الميدان، وكانت فى طريقها إلى تطويق القصر الرئاسى.. لا.. لم يرحل لهذه الأسباب، التى قد تكون بالطبع ساعدت على رحيله، وتخليه عن الكرسى، ولكنها أبداً لم تكن السبب الأساسى. رحل «مبارك»، فى 11 فبراير 2011، لأن الغطاء الأمريكى بشكل خاص، والأوروبى بشكل عام، كان قد ارتفع عنه، ولذلك، أدرك هو سريعاً، أن تمسكه بالبقاء، لن يكون مجدياً مهما فعل، فلملم أوراقه، وقرر الرحيل، ولم يكن أمامه أى بديل آخر. اليوم.. علينا أن ندرك شيئين رئيسيين، أولهما أن رحيل «مرسى»، إذا كان له أن يرحل، ليس من الضرورى أن يكون مماثلاً لما تم مع «مبارك»، من حيث أسباب الرحيل، ولا من حيث طريقته، وإلا فأين رصيد التجربة فى حياة الشعوب، وما فائدتها كتجربة، إذا كان الشعب سوف يكرر هذا العام ما قام به مع الحاكم فى العام قبل الماضى؟! وأما الشىء الرئيسى الثانى، الذى علينا أن نلتفت إليه جيداً، فهو أن واشنطن لاتزال إلى هذه اللحظة متمسكة بـ«مرسى» وداعمة له.. قد يكون تمسكها به، الآن، ليس هو نفسه، الذى كان يوم مجيئه، وقد يكون دعمها، فى لحظتنا هذه، ليس هو ذاته الدعم الذى راحت تقدمه له، منذ انتخابه، وفى أيامه وأسابيعه الأولى، ولكنها، بالإجمال، تدعم، وتتمسك، لأسباب من الواضح أنها تخصها هى فى المقام الأول، وتخص مصلحتها مع إسرائيل بشكل مباشر، ولا علاقة لهذه الأسباب بمصلحتنا نحن، ولا بشؤوننا نحن، وكذلك الحال مع أوروبا، وليس أدل على ذلك من أن وزير خارجية ألمانيا كان قد صرح فى أعقاب زيارة «مرسى» لألمانيا، قبل أيام، بأن الرئيس لاتزال أمامه فرصة! إن ما يجرى فى مصر، هذه الأيام، كان إذا جرى نصفه، أو حتى ربعه، أيام «مبارك» فإن الدنيا كانت تقوم فى الولايات المتحدة، ولا تقعد، ومع ذلك فإن المتابع لردود فعل الإدارة الأمريكية إزاء ما يحدث على أرضنا، يلاحظ أنه رد فعل هادئ للغاية، وأنها إذا علقت على أى حدث، مهما كانت ضخامته، فإنما تفعل ذلك من باب «تسديد الخانة» كما يقال، وذراً للرماد فى العيون، ليس أكثر، وفى أحيان كثيرة، فإنها، كإدارة حاكمة فى العاصمة الأمريكية، تُغمض عينيها تماماً، عما هو حاصل، وكأنها لا ترى ولا تسمع! فما معنى هذا؟!.. معناه أن «أوباما» حين يستمر فى دعم وجود «مرسى» على كرسيه، فإنه يفعل ذلك، لأسباب تخصه هو، كرئيس أمريكى، تظل عيناه على مصلحة بلده، ولا يعنيه فى قليل أو كثير، مصلحة أى مواطن مصرى، إلا بقدر ارتباط هذه الأخيرة بالمصلحة الأولى هناك عندهم.. ومعناه أيضاً أن الدكتور «مرسى» يتعامل مع ما يدور على أرض الوطن بعينين، إحداهما فى القاهرة، والثانية فى واشنطن، ليرى بها بوصلة التأييد والدعم هناك، أين هى، وإلى أين تتجه، وهل هى فى صعود، أم فى هبوط، أم أنها ثابتة فى مكانها واتجاهها! هذا كله مهم، ليبقى الأهم منه، أن «الإخوان» كجماعة حاكمة، سوف لا تستطيع البقاء فى الحكم طويلاً، لأسباب أخرى هى أن مشاكل البلد أكبر منها، وأكبر من قدرتها على تصور أى حل، وعلى طرحه، فضلاً عن أنها لا تملك هذا الحل أصلاً! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مرسى» سيرحل لأسباب أخرى «مرسى» سيرحل لأسباب أخرى



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon