توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ينجو «مرسى»؟!

  مصر اليوم -

هل ينجو «مرسى»

سليمان جودة

هل قرأت جماعة الإخوان نتائج المرحلة الأولى من الاستفتاء جيداً؟!.. هل وصلتها «رسائل» هذا الاستفتاء كما يجب؟!.. هل أفاقت مما دأبت على ممارسته على مدى شهور مضت؟!.. هل أدركت - من خلال النتائج - أنها تسعى فى طريق سوف يؤدى إلى هلاك مؤكد لها، فى نهايته، لو أنها لم تتوقف مع نفسها فوراً، وتراجع أداءها سريعاً.. والآن؟! هذه التساؤلات، وغيرها، إذا لم تكن تشغل بال الدكتور محمد مرسى، وقيادات «الجماعة» وقادة «الحرية والعدالة» فى اللحظة الراهنة، فمتى تشغلهم؟! إننا أمام 44٪ من الذين صوتوا، قالوا بأعلى صوت «لا»!.. ومن قبل، كما نعرف جميعاً، كان المصريون فى كل استفتاء قد تعودوا أن يقولوا «نعم».. فما هو الشىء الجديد الذى دفعهم، هذه المرة، وبهذه النسبة المرتفعة جداً إلى أن يقولوا «لا»، وأن يتحولوا عما كانوا قد اعتادوا عليه من قبل؟!.. ما هو هذا الشىء، بالضبط؟! وإذا كان 44 مواطناً على الأقل، من بين كل مائة مواطن، قد رفضوا مسودة الدستور، فإن المسألة هنا، ليست فقط أنهم رفضوها، وإنما علينا أن نلتفت إلى أنهم قالوها رغم ظروف حولهم كانت تدفعهم دفعاً إلى أن يقولوا العكس.. ومع ذلك، فقد تمسكوا بما رأوه، واقتنعوا به، وانتهوا إليه، وتغلبوا على كل ما كان يرهبهم! هؤلاء الذين قالوا «لا»، إنما قالوها رغم أنف الترويع الذى كان يلاحقهم فى مساجد مصر، مطالباً إياهم وضاغطاً عليهم فى اتجاه أن يوافقوا، وأن يحولوا «لا» إلى «نعم».. ولكنهم تشبثوا بما قرروه! هؤلاء الذين قالوا «لا»، وبهذه النسبة غير المسبوقة، قالوها رغم أنف الترويع الذى كانت رسائله تأتيهم من جانب السلطة، حين لوَّحت بغرامات عدم التصويت، وكأنها - أى السلطة - كانت تلمح لهم بشكل غير مباشر إلى أن المقصود من وراء التلويح بالغرامات ليس فقط أن يذهبوا، وإنما أن يقولوا: «نعم!».. ومع ذلك ذهبوا وقالوا: «لا!». قارن أنت بين 77٪ قالوا «نعم» فى استفتاء مارس 2011، وبين 56٪ قالوها فى استفتاء ديسمبر 2012، لترى، وليرى كل ذى عينين، أن الذين قالوها اعتياداً فى المرة السابقة، ورغم عوار الاستفتاء وقتها، قد دققوا هذه المرة، وأيقنوا أن الذين انتزعوها منهم فى العام الماضى لا يستحقونها هذا العام، ولا أى عام مقبل، إذا استمروا فيما يمارسونه من سياسات عامة، تفرّق بين المصريين ولا تكاد تجمعهم على شىء! ما معنى هذا كله؟!.. معناه أن جماعة الإخوان عليها أن تراجع حساباتها بأسرع ما يمكن، وأن الدكتور مرسى من قبلها عليه أن يراجع حساباته هو الآخر، وبأقصى سرعة، وأن يدرك الطرفان أن عدم القيام بعملية مراجعة من هذا النوع سوف تكون عواقبه وخيمة، ومعناه أيضاً أن «الجماعة» لو أنصفت، فإن عليها أن تترك «مرسى» ينجو بنفسه، وينجو بالبلد، قبل فوات الأوان! كان الأجدى على «الجماعة»، طوال شهور مضت، أن تنشغل فى كل لحظة بطمأنة القوى السياسية جميعها فى نواياها كـ«جماعة»، بدلاً من إثارة هذا الكم الهائل من الشكوك حولها، وكان الأجدى بها أن تظل تطمئن الثوار، بدلاً من أن تسرق ثورتهم، وكان الأجدى.. وكان الأجدى.. إلى آخر ما فاتها، وهو كثير للغاية، بما أدى إلى تصويت 44٪ من المصريين ضدها! ملحوظة: 44٪ هى الطبقة الواعية فى البلد.. فهل وصلت «الرسالة»؟! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ينجو «مرسى» هل ينجو «مرسى»



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon