توقيت القاهرة المحلي 02:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن المصالح

  مصر اليوم -

البحث عن المصالح

عماد الدين أديب

علينا أن نفهم قواعد التوازنات والتحالفات السياسية كما يفهمها العالم وليس كما نفهمها نحن. فى العالم كله استقر الرأى على أنه فى علم السياسة، وفى تجربتها الإنسانية لا توجد تحالفات دائمة ولا توجد عداوات دائمة ولكن توجد -فقط- حركة مصالح. وأكثر من يفهم هذه اللغة فى منطقتنا العربية بحكم التجارب التاريخية هو لبنان. فى لبنان توجد 21 طائفة تمثل 3 ديانات وأكثر من 60 حزباً سياسياً، ورغم الحروب الأهلية والتوترات المستمرة والمال السياسى الذى لم ينقطع عن البلاد منذ عام 1943، فإن الجميع فى النهاية وجد صيغة للتعايش المشترك. ومنذ ساعات تم تسريب معلومات عن كتلة «المستقبل» التى يتزعمها سعد الحريرى بأن الأخير لا يمانع ترشيح خصمه التقليدى ميشيل عون. وكان الجنرال ميشيل عون هو الخصم السياسى الدائم العداء لكتلة الحريرى الأب ثم الحريرى الابن، بحكم قرب علاقاته مع سوريا وإيران وتحالفه التقليدى مع حزب الله اللبنانى. وبهذا الدعم السياسى ينفتح الباب على مصراعيه أمام «الجنرال» كى يحقق حلمه فى الترشح رسمياً للرئاسة هذا العام ودخول قصر «بعبدا». ما الذى تغير فى المعادلة السياسية حتى يأخذ سعد الحريرى هذا الموقف؟ هل تغيرت تحالفات خصمه السياسى؟ الإجابة لا، لكنها لعبة السياسة اللبنانية التى لا تعترف بصدامات دائمة أو مصالح دائمة. وبناءً عليه شرب الاثنان الدواء المر وتقابلا منذ شهر فى باريس واتفقا على خطوط الاتفاق وخطوط الاختلاف، وبحثا عن المصلحة المشتركة لهما فى هذا الظرف التاريخى وهذا التوقيت الذى يأتى فيه الاستحقاق الرئاسى لاختيار رئيس جديد للبنان. فى مصر الحالة مختلفة تماماً، يصبح الجميع ويمسون كل يوم على اجترار العداء التقليدى والتحالفات التقليدية بصرف النظر عن البحث فى إيجابيات المصالح المشتركة. ولم يخطئ «تشرشل» حينما قال «إنى على استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة بلادى!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن المصالح البحث عن المصالح



GMT 02:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 02:20 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

متى تغيِّر احتجاجات الطلاب معادلات السياسة؟

GMT 02:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 02:15 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اليوم التالي... منظمة التحرير

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

القطعية والنسبية في التفكير

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 20:41 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

دراما هاشم فؤاد

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon