توقيت القاهرة المحلي 07:02:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما هاشم فؤاد

  مصر اليوم -

دراما هاشم فؤاد

بقلم - د. محمود خليل

شخصية غنية درامياً كان الدكتور هاشم فؤاد، درامية إلى حد أن البعض يذهب إلى أن الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس استدعاها فى روايته «أنف وثلاث عيون»، التى تحولت إلى فيلم سينمائى، ولا يوجد دليل على ذلك اللهم إلا فى اختيار اسم البطل «هاشم»، وبعض الإشارات إلى ما تمتع به الدكتور هاشم من وسامة وتأثير خاص على بنات حواء، وهى أمور لا علاقة لأحد بها، لأنها تتصل بالحياة الشخصية لرجل ناجح، كان من الطبيعى أن يكون محط إعجاب الكثيرين، خصوصاً من الجنس الآخر.

فى كل الأحوال لم يكن الدكتور هاشم فؤاد تركيبة عادية، وما تمتع به من جاذبية وهيبة لم يكن منبعهما اعتسافاً أو اصطناعاً، بل كانت سمات أصيلة فيه ترتكن إلى منظومة قدرات امتاز بها الرجل على المستويات العلمية والمهنية والإدارية، ورغم ما تمتعت به شخصيته من هيبة وحضور، إلا أنه فى المقابل عرف كيف يكون إنساناً مع طلابه ومع من يعملون معه، من أصغرهم إلى أكبرهم.

يحكى بعض الطلاب الذين تتلمذوا على يد المرحوم هاشم فؤاد بكلية الطب، خلال فترتى السبعينات والثمانينات، أنه لم يبِع مؤلفه المهم فى الأنف والأذن والحنجرة لطالب طب، سواء بكلية طب قصر العينى أو غيرها من كليات الطب، فبمجرد أن يقدم الطالب كارنيه «طب» للمكتبة كان يحصل على الكتاب بالمجان، وفى عيادته لم يكن طالب من طلابه أو أى من أقربائه من الدرجة الأولى (خصوصاً الوالد والوالدة) ثمن الكشف، وذلك فى وقت كان هاشم فؤاد يأتيه المرضى من كل أنحاء الدول العربية.

يحكى بعض طلبته أيضاً أنه كان يجازى العمال بقصر العينى على أى إهمال فى العمل بالخصم من المرتب، ثم يعطيهم ما خصمه منهم من جيبه بعد ذلك.بدا هاشم فؤاد، فى هذا الأداء الإنسانى مع تلامذته ومن يعملون معه وكذلك مرضاه، متأثراً بتجربة الحكيم الثانى الذى حكيت لك حكايته، وهو الدكتور أنور المفتى، فالحس الإنسانى عند هذه الأجيال كان عالياً، ويمثل ملمحاً أساسياً من ملامح ناجحيهم، خلافاً لأجيال أخرى من الأطباء، لم تكن واعية أو مكترثة بالقدر الكافى بهذا الجانب الإنسانى، وركبت قطار الطب من محطة «الاستثمار»، مثله فى ذلك مثل العديد من المهن الأخرى بالطبع.

الكل يعترف لهاشم فؤاد بالإنسانية رغم ما اشتهر به من صرامة وحسم ناتجين عن شعوره بذاته.

وشعور هاشم فؤاد بذاته كان كبيراً، وجانب العظمة فى هذا الشعور تجلى فى ثباته وقوته أمام الكبار ذوى القدرة والنفوذ، لأنه لم يكن يطمح إلى أى منصب -مثلاً- يستمد منه حيثيته وكينونته، فهو يستمدهما من ذاته، وفى المقابل كان الرجل ودوداً أشد الود هيناً ليناً أمام الأضعف منه، يحيطه بعطفه ودعمه قدر ما تيسر له الظروف.. هذه التركيبة هى التى جعلت «هاشم فؤاد» يزهد فى منصب وزير الصحة، الذى كان يمثل فى السبعينات والثمانينات حلماً لكبار أساتذة الطب فى مصر، فقد كان يرى أن موقعه كأستاذ جامعى مرموق، وكمهنى ناجح لا ينافسه أحد فى تخصصه، يمثل بالنسبة له قيمة أهم بكثير من الموقع الوزارى.إنها دراما حياة يمكن وصفها بـ«دراما هاشم فؤاد»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما هاشم فؤاد دراما هاشم فؤاد



GMT 02:10 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

GMT 02:05 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ماذا بعد «نورة»؟

GMT 01:35 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

دولة لا غنى عنها

GMT 09:58 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

فينعِق!

GMT 09:51 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

اصطدمت بجبل

GMT 09:49 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (١١)

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:59 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

12 طريقة لعلاج الحموضة بدون أدوية أغربها الليمون والقرنفل

GMT 01:36 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

سيرغيو راموس الأكثر مشاركة مع ريال مدريد في دوري الأبطال

GMT 00:35 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يسحل رجلا مسنا من ملابسه في الشارع أمام المارة في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon