توقيت القاهرة المحلي 06:38:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يمكن قوله للإجابة عن سؤال «إلى أين؟»

  مصر اليوم -

ما يمكن قوله للإجابة عن سؤال «إلى أين»

وائل عبد الفتاح

1- هى حرب بين القديم والجديد. 2- الثورة فتحت باب الأمل لمن يحلم بدولة حديثة، والإخوان والعسكر أرادوا إغلاق الباب بكل ما يملكون من قوة وقدرات على تحمل «التعايش تحت أطلال نظام متهالك». 3- والمطلوب الآن ليس تغيير الأب أو العودة إلى أحضان الأب القديم بحنانه بعد قسوة ورعونة وإجرام الأب الجديد. المطلوب: إنهاء الدولة الأبوية من جذورها. 4- «الشارع» يعمل بشكل يبدو تلقائيا، لكنه يغير المواقع وترتيبات الغرف المغلقة، وهو ما يمثل قوة ضغط (بالعنف والعصيان) تدفع كل الأطراف إلى الحركة. 5- الجيش يتحرك للخروج من خندق «يسقط حكم العسكر»، لكنه يعى أن لا مستقبل لحكم العسكر فى ظل رفض «القوة الحية» لا جمهور الخائفين.. وأيضا فى ظل ظرف عالمى لن يسمح بتقبل نظام عسكرى فى دولة مهمة مثل مصر. 6- ومن قبيل البحث عن ممر نجاة تحاول جماعة الإخوان مد الجسور مع «جبهة الإنقاذ» لتبدأ عملية الانتخابات التى لن تنعقد من دون الجبهة، بمعنى أدق لن تحقق المطلوب منها إلا فى ظل مشاركة فعالة من الجبهة. 7- الانتخابات بالوضع الحالى دورها الوحيد وضع كلمة «نهاية» على الثورة فى الشارع، و«بداية» اكتمال بناء النظام الإخوانى. 8- المجتمع تغير والدولة ما زالت بنيتها تنتمى إلى ديكتاتوريات محلية تحت سيطرة أمريكية. 9- تغير المجتمع لا يعنى أن الثورة استقرت.. أو أن كل الشعب أصبح ثوريا.. لكنها تعنى أن «قوة حية» ما زالت قادرة على التفاعل رغم إحباطها. 10- الإحباط منبعه من عدم تحقق الإنجازات، أو الصدمة فى عدم وصول الثورة إلى السلطة. 11- لكن الثورة ليست إنجاز الوصول إلى السلطة.. ولكن بقاء المجتمع وقواه الحية فى معادلة السلطة.. أى سلطة.. وإنهاء فكرة خطف السلطة للدولة.. وإعادتها المجتمع/ الشارع إلى البقاء فى مقعد المتفرج على استعراضات السلطة. 12- واللعبة الكبيرة للإخوان هى محاولة إيقاظ روح المعارضة المدجنة، الباحثة عن هامش السلطة. 13- واللعبة الكبيرة للعسكر.. أو لما تمثله المؤسسة العسكرية من قوى السلطة القديمة، هى تدهور أحوال العيش إلى حد القبول بأى شىء، إلى لعنة الثورة.. ونشر مزاج نفسى يقبل بفكرة (الاستبداد أو الفوضى). 14- والثورة المصرية خذلت كل محلليها، وما زالت قادرة على إثارة الدهشة بعدم استقرارها داخل نموذج معد سابقا أو علبة من علب الثورات السابقة، إنها تصنع مسارها.. وهذا هو الخطر والرعب والأمل فى حزمة واحدة. 15- ورغم مشاعر الخوف المنتشرة فى الشوارع من الغد، فإن الوعى الذى ولد بعد الثورة بأنه لا يمكن العودة إلى دولة الاستبداد التى تذل شعبها وترمى له فتات التسول لتعيش العصابة، هذا الوعى ما زال حيا.. وفاعلا إلى درجة يتوازن بها مع مشاعر الخوف. 16- المهم أنه كلما استراح أبناء الغرف المغلقة إلى سيطرتهم يكتشفون أن الحركة ما زالت فاعلة، ويحاولون السيطرة عليها بتسميتها: «بلطجة».. «شغبا».. «خروج عن الحاكم»، «عصيان ولى الأمر»، وهى كلها تسميات من التراث البليد للاستبداد، انتهت صلاحيته. 17- وهذا طبعا يضطرهم إلى التورط فى الكذب والجريمة يفضحون أنفسهم، ويقتلون لتستمر سلطويتهم. 18- وهذا يعنى أنه إذا غابت حركة الوعى الجديد فإننا أمام مستبد مهزوم فاشل، ينتصر على الثورة. 19- وهذه هى الكارثة، لأن الثورة وانتصار مبادئها هما الاستقرار الحقيقى، لا المزيف.. الذى يقدم الخضوع والاستسلام للديناصورات البائسة من دعاة دولة التسلط والوصاية (عسكرى.. إخوانى لا فرق كبير) على أنه المستقبل السعيد. 20- الخضوع لهذا الاستبداد الرث.. يبدأ من إيقاظ روح المعارضة المستأنسة لتأكل الروح الشابة للثورة. 21- الثورة لا تهتم بمن فى السلطة.. تهتم بتصميم العلاقة بين السلطة والمجتمع.. بهندسة المجال السياسى ليصبح ديمقراطيا.. بالمعنى الذى يحمى الكرامة والحرية… لا بالمعنى الذى يبرر القتل، لأن القاتل جاء بالصندوق. نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يمكن قوله للإجابة عن سؤال «إلى أين» ما يمكن قوله للإجابة عن سؤال «إلى أين»



GMT 02:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خبز وكعك وإشاعة

GMT 02:20 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

متى تغيِّر احتجاجات الطلاب معادلات السياسة؟

GMT 02:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ابحث عن العقيدة في موسكو

GMT 02:15 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اليوم التالي... منظمة التحرير

GMT 01:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

القطعية والنسبية في التفكير

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ملف الهجرة بين ترامب وبايدن؟

GMT 20:41 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

دراما هاشم فؤاد

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - توسع مدى القصف المتبادل بين إسرائيل وجنوب لبنان

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon