توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفرق بين المسلمين والمتأسلمين

  مصر اليوم -

الفرق بين المسلمين والمتأسلمين

بقلم:ممدوح المهيني

كثيراً ما يحدث خلط بين المسلم والمتأسلم. الفروق تحتاج إلى توضيح لأن من يدفع الثمن هم الغالبية العظمى من المسلمين المسالمين حول العالم وليس القلة من المتأسلمين المتطرفين.

ما هي هذه الفروق؟

المسلمون هم الذين يمارسون دينهم من أجل التقرب إلى الله ويرون فيه وسيلة للروحانية والاتزان النفسي. المتأسلمون يرون في الدين وسيلة للتقرب من السلطة ويرون في الدين سلماً للوصول إلى الكرسي. المسلمون يرون في الدين وسيلة للارتقاء الروحي والمتأسلمون يرون في الدين وسيلة للارتقاء السياسي.

المسلمون يرون في الدين قيماً ومبادئ أخلاقية تطور من شخصياتهم، والمتأسلمون يرون في الدين مبرراً لسوء سلوكهم والهجوم والتحريض على شخصيات ودول لا تتفق معهم.

المسلمون يرون في الدين معاني للتسامح والتعايش خصوصاً في عالمنا هذا المختلط والمتنوع، وهذا ما نراه في المسلمين الذين يعيشون بالملايين في أوروبا وأميركا، والمتأسلمون يستخدمونه لبث الفرقة والفتنة والكراهية ويكفي أن تطوف بسرعة على حساباتهم لترى كمّ الأحقاد التي يضمرونها.

المسلمون يريدون الحياة والمتأسلمون يريدون الموت (غالباً ليس لهم أو لأولادهم، ولكن للمسلمين الآخرين). المظاهرات في غزة الآن المطالبة بنهاية الحرب والعودة لحياتهم بعد ما يقارب من عام ونصف العام من فظائع القتل الإسرائيلية الرهيبة، ولكنّ المتأسلمين يصفون أهل غزة المسلمين المسالمين بالخونة ويدعونهم للقتال بلحم ودماء أطفالهم!

المسلمون ينظرون إلى المستقبل والمتأسلمون ينظرون إلى الماضي. المسلمون يريدون أن يبنوا أوطانهم والمتأسلمون يريدون هدمها. انظر مثلاً كيف مزق «حزب الله» التنظيم المتأسلم لبنان، على الرغم أن غالبية المسلمين فيه من سنة وشيعة يسعون لبنائه إلى جانب أبناء بلدهم من طوائف أخرى (لنتذكر كيف قتل الكاتب الشجاع لقمان سليم لأنه طالب بعودة الدولة اللبنانية وخروجها من قبضة الحزب).

المسلمون يتعاملون مع الدين بصفته قيمة عليا بحد ذاتها والمتأسلمون يرون في الدين حزباً وآيديولوجية ومؤسسة مغلقة. وهكذا نرى في جماعة «الإخوان المسلمين» الذين حولوا الدين إلى جماعتهم الخاصة وساعدتهم على ذلك عقود حكومات زايدت عليهم وتحالفت معهم إما جبناً وإما انتهازية. المسلمون مؤمنون بفكرة الدولة والمتأسلمون بفكرة الميليشيا. المسلمون يريدون أن يعيشوا بسلام في ظل دول متحضرة تندمج في الاقتصاد العالمي؛ ولهذا يسعون للهجرة ويخاطرون بحياتهم، والمتأسلمون يريدون أن يعيشوا في صراعات وحروب مستمرة تحت شعارات المقاومة والصمود. المسلمون يصدّرون العلماء والمبدعين مثل أحمد زويل وزها حديد والمتأسلمون يصدّرون الإرهابيين مثل البغدادي وسليماني. المسلمون يرون في القرآن الرحمة والمودة والمتأسلمون يرون فيه العنف والدم.

من المهم التفريق بين المسلم والمتأسلم لأنه خلال العقود الأخيرة اختطف المتأسلمون، بكل أسف، صورة الإسلام وشوّهوها من خلال العمليات الإرهابية أو الدعاوى التحريضية أو الجماعات والتنظيمات المتطرفة من «القاعدة» إلى «حزب الله» إلى «داعش» و«الإخوان». ومن الصحيح أن هناك جماعات وتيارات متطرفة تكره الإسلام ديناً، ولكنها استغلت ما فعلته هذه الجماعات لكسب الأنصار، وهذا ما نراه في أوروبا بشكل مستمر، حيث يزيدون من الكراهية عبر استخدام ما يقوله المتأسلمون. وهذه لعبة معروفة، حيث يستفيد المتطرفون من كل دين من بعضهم لزيادة الانقسام والعزلة، والشيء ذاته الذي نراه بين متطرفي السنّة والشيعة عندنا يقتات كل طرف منهم على الآخر.

التفريق مهم أيضاً لأن بعض المسلمين يعتقدون أن المسلم الجيد والصالح هو المتأسلم الجيد والصالح، وهذا على العكس تماماً. هناك فرق كبير، المسلم فرد متصل مع الله والمتأسلم متصل مع المرشد. وذلك يعود إلى سيطرة المتأسلمين على التعليم والثقافة فترات طويلة وخلقوا هذا الانطباع الخاطئ. فرق كبير بين الإسلام بكونه ديناً عظيماً يدعو للنجاح الفردي والجماعي والحياة والحرية الشخصية والعلم والتطور والتسامح والسعادة (وهكذا الحال في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، وما نراه خليجياً مشابهاً له) والتأسلم الذي يدعو إلى الموت وتمجيد ثقافته، والعزلة والكراهية والانقسام والفشل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين المسلمين والمتأسلمين الفرق بين المسلمين والمتأسلمين



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt