توقيت القاهرة المحلي 01:00:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ (56)

  مصر اليوم -

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56

بقلم : تركي الدخيل

152) - لَا يُدْرِكُ المَجْدَ إِلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
يُدرِكُ: أي يَحصُل عليهِ وَيَحُوزُهُ وَيَنَالُهُ.
المَجْدُ: مرتبةٌ عاليةٌ مِنْ مَرَاتِبِ العِزِّ وَالسُؤْدَدِ والرِفعَةِ.
م ج د مَجْد [مفرد]: جمعه أمجاد: 1 - مصدر مجَدَ. 2 - نُبل وعزّ ورفعة وشرف، عظمة، مكانة مرموقة «امتطى صهوةَ المجدِ- المجدُ أصعب المراقي- لا تحسب المجدَ تمراً أنت آكِلُه * لن تبلغ المجدَ حتَّى تلعقَ الصَّبرا»، ذُرْوَة المَجْد/ ذؤابةُ المَجْد: قمّته وأوجه- نامَ على أمجَاده: اكتفَى بنجاحٍ سابق، لم يعد يعمل شيئاً بعد نجاحِه الأوّل- هو مستدبر المجد مستقبله: هو دائماً في شرف وعزّ.
سَيِّدٌ: السَيِّدُ هُوَ الزَّعِيمُ القَائِدُ الذِي سَادَ وَتَفَوَّقَ بِمَا لَدَيهِ مِنْ خِصَالِ الزَعَامَةِ والسِّيَادَةِ.
س ود سيِّد [مفرد]: جمعه أسْياد وسادَة، مؤنثه سيِّدة: 1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سادَ/ سادَ على/ سادَ في. 2 - كُلّ مَنْ افترضت طاعته كالملك والمتولِّي للجماعة الكثيرة، والمولى ذي الخدم والعبيد «فلان سيِّد قومه- عادات السَّادات سادات العادات- ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ﴾»، سيِّد القوم خادمهم- سيِّد قراره: صاحبه. 3 - لقب تشريفيّ، أُطْلِق على الأشراف من نسل الرَّسول ﷺ. 4 - لقب يطلق حديثاً على كلّ فرد تعبيراً عن الاحترام وتأكيداً للمساواة «السَّيِّد فلان المحترم»، سيِّدي: خطاب لمن هو أعلى رتبة- فلانٌ سيِّد نفسه: حرّ التَّصرُّف بأموره. 6 - زَوْج؛ صاحب السِّيادة في البيت «﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾».  سيِّد كلّ شيء: أرفعه، أشرفه «القرآن سيِّد الكلام»،  سيِّد البشر: الرسولُ محمد ﷺ.  السَّيِّد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المالِك، الشَّريف، الكريم، الحليم، الرِّئيس، المعين، وسُمّي الله بذلك لأنّه ساد الخلق أجمعين، ولأنّه المُحتاج إليه بالإطلاق. (معجم اللغة العربية المعاصرة)، الدكتور أحمد مختار عمر. بتصرف.
فَطِنٌ: الفِطْنَةُ: كَالْفَهْمِ. والفِطْنَةُ: ضِدُّ الغَبَاوَةِ. وَرَجُلٌ فَطِنٌ: مُتَوَقِّدُ الذِّهْنِ، وَاعٍ مُنتَبِهٍ.
يقولُ المُتَنَّبِّي: لَمَّا كَانَت رُتبَةُ المَجْدِ رَاقِيةً عَاليةً، فَإِنَّ إِدْرَاكَهَا وَالحُصُولَ عَليهَا  لَا يَتَأَتَّى سِوَى لِسَيِّدٍ فَطِنٍ. وَلَا يَكُونُ المَرءُ سَيِّداً إِلَّا إِذَا حَقَّقَ فِي ذَاتِهِ صِفَات السِّيَادَةِ بِمُنتَهَى الجِدِّ وَغَايَةِ الحِرْصِ، وكَانَ ذَا فَطَانَةٍ وذَكَاءٍ ونَبَاهَةٍ، مِمَّا يَصْعُبُ عَلَى الآَخَرِيْنَ بُلُوْغهُ وتَحْقِيْقهُ وإِدْرَاكهُ وَالحُصُوْل عَلَيْهِ.
قال أبو حيَّان التوحيدي: «إِنَّ السُّؤْدَدَ لَا يَكُوْنُ إِلَّا بِاحْتِمَالِ خِصَالٍ مِن الصَّبْرِ والحِلْمِ والتَكَرُّمِ والبَذْلِ والعَطَاءِ والتَفَقُّدِ». والسُّؤْدَدُ هُوَ السِّيَادَةُ.
«أَيُّ مَطْلُوبٍ نِيْلَ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ، وَأَيُّ مَرْغُوبٍ لَمْ تَبْعُدْ عَلَى طَالِبِهِ الشُّقَّةُ؟ الْمَالُ لا يُحَصَّلُ إِلا بِالتَّعَبِ، وَالْعِلْمُ لا يُدْرَكُ إِلا بِالنَّصَبِ، وَاسْمُ الْجَوَادِ لا يَنَالُهُ بَخِيلٌ، وَلَقَبُ الشُّجَاعِ، لا يَحْصُلُ إِلا بَعْدَ تَعَبٍ طَوِيلٍ»، كما يقول ابن الجوزي في كتابه (التبصرة).
وَفِي البَابِ لِأَبِي فِرَاسٍ الحَمْدَانِيُّ:
وَكَيْفَ يُنَالُ الْمَجْدُ وَالْجِسْمُ وَادِعٌ * وَكَيْفَ يُحَازُ الْحَمْدُ وَالْوَفْرُ وَافِرُ؟
فَلَنْ يَحْصُلَ عَلَى المَجْدِ مَنْ لَمْ يَقتَحِمْ الصِعَابَ، وَمَنْ رَكَنَ إِلَى الخُمُوْلِ وَالدَّعَةِ وَآَثَرَ الرَّاحَةَ عَلَى التَّعَبِ وَالمَشَقَّةِ!
******
(153) وَمَـنِ الـرَّدِيْـفُ وَقَـدْ رَكِـبْـتَ غَـضَنْـفَـرَا
الرَّدِيْفُ: الراكِبُ خَلفَ القائد على ظهر الدابة. والدابة قد تكون بهيمةً أو جماداً كدَرَّاجَةٍ هَوائيةٍ (سيكل) أو كهربائية.
الغَضَنْفَرُ: الأَسَدُ. ويُقَال: رَجُلٌ غَضَنفَرٌ، إِذَا كَانَ غَلِيظَ الجُثَّةِ.
فَمَنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ رَدِيفاً لَكَ، وَقَد قَرَّرَتَ رُكُوبَ الأَسَدِ الغَضَنفَرِ؟
فَلِأَنَّكَ تَختَارُ سُلُوكَ الطَرِيْق الصَعْبَة الشَّاقَّة العَالِيَة يَصعُبُ أَن يُتَابِعَكَ عَلَيْهَا أَحَدٌ، فَمَنِ الرَدِيْفُ لَكَ فِي هَذَا الدَّرْبِ؟!
والمقصودُ أَنَّكَ بِتَمَيُزِكَ وَفَرَادَتِكَ، فَإِنَّ اخْتِيَارَاتِكَ وَمَسَالِكَكَ فَرِيدَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ نَادِرَةٌ، وَهِيَ لِذَلِكَ صَعْبَةٌ، لَا يستطيعُ كُلُّ أَحَدٍ اختِيَارَها وَسُلُوكَها، وَلَوْ تَبَعَـاً لَكََ، فَمَنْ يَقدِرُ أَنْ يَكُوْنَ رَدِيْفاً لَكَ وَالمَطِيَّةُ الأَسَدُ الغَضَنفَرُ الغَلِيظُ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56 مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56



GMT 22:28 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

24 ساعة بين اللعب وبين الحرب!

GMT 22:27 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

سيناريوهات الحرب الإسرائيلية الإيرانية

GMT 22:25 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

المواطنة والأقليات العددية

GMT 14:59 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

أفكار على هامش "المنازلة الكبرى"

GMT 09:29 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

لماذا لم تتعلم إيران من درس حزب الله؟!

GMT 09:26 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

الهجوم الإسرائيلى على إيران.. الخيار شمشون!

GMT 09:22 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

تعادل الأهلي خسارة!

GMT 09:20 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

ريبييرو.. والتشكيل وإدارة النجوم!

ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

ارتفاع سعر برميل نفط خام "برنت" بنسبة 1.75 %

GMT 13:07 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 26 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon