توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يونيو عن يونيو يفرق

  مصر اليوم -

يونيو عن يونيو يفرق

بقلم:جمعة بوكليب

انتفت الحاجة إلى متابعة ما يقوله خبراء الأحوال الجوية عن حالة الطقس هذا الصيف. إسرائيل قررت أن يكون الصيف ساخناً جداً، بالهجوم المباغت على إيران يوم 13 يونيو (حزيران) الحالي.

68 عاماً تفصل بين حربَي يونيو 1967 ويونيو 2025. في الحرب الأولى تمكنت إسرائيل من هزيمة 3 جيوش عربية. دهاقنة الساسة العرب؛ لتخفيف طعم مرارة الهزيمة في حلوق الشعوب العربية، ابتدعوا كلمة «نكسة»، وأضافوها إلى القاموس السياسي العربي، فترسّخت منذ ذلك الوقت بمرارتها. وكلما ذُكر عام 1967 ينبثق طعمها مجدداً في الحلق العربي.

الحرب الثانية بدأت يوم 13 يونيو الحالي في إيران، وأشعلت النيران في المنطقة. تراجعت أخبار الإبادة الجماعية في غزة، وتقارير الحرب على الجبهات الأوكرانية - الروسية، وفي عناوين نشرات الأخبار والصحف. الضربة الإسرائيلية المباغتة ضد إيران أعادت إلى الأذهان ما حدث في صيف 1967. لجأت إسرائيل إلى التكتيك نفسه الذي استخدمته، بشن هجوم جوي مباغت على الدفاعات الجوية الإيرانية والمنشآت النووية، وتمكنت في ساعات من السيطرة الكاملة على الأجواء.

الحرب الأولى ضد 3 دول عربية انتهت في 6 أيام، ولذلك السبب صارت تُدعى «حرب الأيام الستة». ولا أحد يعرف إن كانت الحرب الحالية بين طهران وتل أبيب ستكون قصيرة أم ستستغرق وقتاً أطول. لكن بالتأكيد عقب توقفها سنكون نحن جميعاً شهود عيان على مولد خريطة شرق أوسطية جديدة. هذا أولاً. وثانياً أن إسرائيل في هذه الحرب تواجه عدوّاً مختلفاً، يمتلك ترسانة صاروخية متنوعة، أحالت، خلال الأيام الماضية، سماء ليلها نهاراً، بما أضرمته من حرائق في ضواحي تل أبيب، وفي حيفا. لكن في الحرب، كما في الحياة عموماً، فإن العبرة بالخواتيم. وفي الحرب الحالية، فإن الطرف الأقدر على الصبر وتحمّل أوجاع الألم، سيكون الفوز من نصيبه.

هل يقف الغرب على الحياد في الحرب الحالية؟

حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 كانت أول حرب تفقد فيها إسرائيل عنصر المبادرة والمباغتة. القوات المصرية كانت هي المباغتة بالهجوم. وتمكنت من عبور القناة، وتخطي «خط بارليف» والتقدم في سيناء. وكادت تهزم جيش الدفاع الإسرائيلي، لولا مسارعة إدارة الرئيس الأميركي حينها ريتشارد نيكسون إلى مد جسر جوي لإسرائيل لتزويدها بالسلاح، وكذلك مساعدتها بتقديم المعلومات الاستخباراتية، التي أفضت إلى «ثغرة الدفرسوار»، التي غيّرت مجرى الحرب. في الحرب الدائرة الآن ضد إيران، واستناداً إلى تقارير إعلامية غربية، أكدت الإدارة الأميركية مشاركتها فعلياً في اعتراض الصواريخ الإيرانية الموجّهة نحو إسرائيل.

وفي فرنسا، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده ستشارك في الدفاع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران. وفي بريطانيا، نشرت صحيفة «ذا صنداي تايمز»، في صفحتها الأولى يوم الأحد الماضي، تقريراً يؤكد إرسال حكومة لندن طائرات إلى المنطقة بعد ساعات من نشوب الحرب لحماية قواعدها. وحرص رئيس الحكومة في تصريحاته لوسائل الإعلام على دعوة البلدين المتحاربين إلى وقف التصعيد. إلا إنّه، وفقاً للصحيفة، رفض الإجابة عن سؤال عما إذا كانت بريطانيا ستساعد إسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية!

في أميركا، يجري نقاش حاد بين الداعين إلى عدم تدخل أميركا في الحرب ضد إيران وتعريض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر، وبين المطالبين بضرورة التدخل إلى جانب إسرائيل والقضاء على الخطر النووي الإيراني نهائياً. الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، شدد على إيران بضرورة العودة إلى طاولة التفاوض، ورفضت إيران الدعوة.

لماذا اختار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذا التوقيت لبدء الحرب ضد إيران؟

يرى معلقون غربيون أن عوامل موضوعية وأخرى شخصية تقف وراء الاختيار... تأتي في مقدمتها الحرب في غزة، التي أدت إلى إنهاك «حماس»، وإضعاف «حزب الله» في لبنان؛ أكبر حليفين لإيران والأقرب إلى إسرائيل جغرافياً، والقضاء على كبار قيادات الاثنين؛ الأمر الذي شجع نتنياهو وقادة ائتلافه اليميني المتطرف على شنّ الحرب ضد إيران. يضاف إلى ذلك ضعف إيران عسكرياً، خصوصاً بعد ضرب إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في شهر أكتوبر الماضي، وكذلك ضربها مصانع الصواريخ. العامل الآخر يتمثل في آخر تقرير أصدرته «الوكالة الدولية للطاقة النووية» قبل أيام قليلة من بدء الحرب، الذي أكدت فيه على انتهاك إيران تعهداتها وفقاً لـ«معاهدة عدم نشر الأسلحة النووية»، عبر زيادة طهران المطردة تخصيب اليورانيوم.

العوامل الشخصية لا تقل أهمية عن العوامل الموضوعية، وتتمثل في إشكالات عدة تواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية وائتلافه الحاكم، لعل أبرزها الصراع مع الأحزاب الدينية في الائتلاف مؤخراً، التي ترفض تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بتجنيد أبنائها في الجيش. قادة تلك الأحزاب يهددون بإجراء تصويت على الحكومة في الكنيست؛ ما سيفضي إلى سقوطها. المسارعة بالحرب ألزمت تلك الأحزاب السكوت، وبذلك تلاشى التهديد. سقوط الحكومة يفضي إلى رفع الحصانة عن نتنياهو، وعودته إلى المثول أمام القضاء لمواجهة تهم ضده في قضايا فساد. لكن احتمال الانتصار في الحرب قد يلعب دور المنقذ، ويؤجج ارتفاع شعبيته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يونيو عن يونيو يفرق يونيو عن يونيو يفرق



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt