توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يكبح قبول الخطة عنف المستوطنين؟

  مصر اليوم -

هل يكبح قبول الخطة عنف المستوطنين

بقلم : جمعة بوكليب

قد تكون الخطة الأميركية الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة بداية النهاية لمرحلة في مسيرة القضية الفلسطينية أو الصراع العربي - الإسرائيلي، وقرب بدء مرحلة أخرى ما زالت غير واضحة التفاصيل، باستثناء احتمال خروج «حماس» من المشهد، وهو احتمال قوي. واحتمال عودة السلطة الفلسطينية إلى المشهد ثانية، وهو احتمال ضعيف.

في الصيف المنصرم، أصدرت 22 دولة عربية بياناً أدانت فيه هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. طالبت فيه بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ونزع سلاح «حماس» ومنعها من لعب دور في مستقبل غزة، وبدلاً منها وجود هيئة دولية تتولى إعادة الاستقرار للقطاع بدعوة من السلطة الفلسطينية.

وفي الأيام القليلة الماضية، ألقى عبر الإنترنت رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خطاباً أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أعاد فيه التأكيد على نقاط البيان العربي أعلاه، وأبدى استعداد السلطة للتعاون من أجل تحقيق السلام.

دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، وعدد 17 دولة أخرى، تبنّوا البيان العربي أعلاه. خطة الرئيس الأميركي ترمب لوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع التزمت بالنقاط الواردة في البيان. الاختلاف يتمحور حول رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منح السلطة الفلسطينية لعب أي دور في مستقبل القطاع؛ رفضه مشاركة السلطة الفلسطينية مشروط بقبولها إحداث تغييرات كثيرة لتقبل.

إضافة إلى أن خطة الرئيس ترمب أشارت بشكل ما إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني مستقبلاً، ولم تشر إلى قيام سلطة فلسطينية.

وسائل الإعلام العربية والغربية ذكرت أن الخطة تنص على هيئة يترأسها الرئيس ترمب ويقودها على الأرض لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، وبإشراف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مع عدد من الشخصيات، لإدارة المرحلة الانتقالية، واشترط بلير دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية لتولي المهمة. وتتولى دول عربية وإسلامية وغيرها تمويل صندوق إعمار لإعادة إعمار غزة.

الدول العربية والإسلامية تؤكد على نقطتين: الأولى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بالكامل. والثانية إقامة دولة فلسطينية.

التقارير الإعلامية الغربية تشير إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية قد حقق ما يريده من الحرب، وبالتالي جاءت موافقته سريعة على الخطة الأميركية، وفي الوقت ذاته حرص على إبقاء الباب موارباً للعودة إلى الحرب، مع تأكيده على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، وليس من كامل القطاع.

وفي الواقع، فإن نتنياهو لم يحقق كل أهدافه من الحرب، كما زعمت التقارير الإعلامية. الخطة الأميركية الحالية، وكما تبيّن، تحثُّ على عدم احتلال إسرائيل الضفة الغربية، وعدم إجبار سكان غزة على مغادرتها، وتضمن لمن شاء حقّ المغادرة وحقّ العودة.

الأمر الذي يضع نتنياهو في مواجهة مباشرة مع قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومته، الذين يطالبون بطرد سكان غزة، وتعميرها بالمستوطنين اليهود.

نأمل أن تكون الخطة الأميركية كابحاً لأعمال العنف ونهب الأراضي في الضفة الغربية من قبل المستوطنين اليهود.

نتنياهو، في تعارض مع الخطة الأميركية، أكد أنه لن يقبل مطلقاً بدولة فلسطينية، ويرفض الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة! أحد المعلقين الإعلاميين الإسرائيليين قال إن عدم موافقة «حماس» على الخطة سيكون مناسباً جداً لنتنياهو، لأنّه سيظهره بأنّه شخص يسعى إلى إنهاء الحرب، ويحتفظ في الوقت ذاته بدعم أميركا الكامل.

المهم الآن أننا نرى بارقة أمل في نهاية مأساة أهل غزة ومعاناتهم ولملمة الجراح بعد موافقة حماس المبدئية على الخطة.

الرهائن الإسرائيليون الأحياء سيعودون إلى ذويهم، والأموات سيمضون إلى المقابر، ويعود أغلب الجنود إلى ثكناتهم، لكن غزة المدينة أُبيدتْ، وتحوّلت إلى ركام وأنقاض وخرائب ومواجع وآلام وأحزان. سؤال الحرب والسلام في المنطقة سيبقى كما كان على حاله ما لم يحصل الغزّيون على ضمانات أكيدة بالشروع في تنفيذ الخطة، وإعادة الإعمار من دون تأخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكبح قبول الخطة عنف المستوطنين هل يكبح قبول الخطة عنف المستوطنين



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt