توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان... على توقيت الدولة وسيادتها

  مصر اليوم -

لبنان على توقيت الدولة وسيادتها

بقلم : مصطفى فحص

 

كانت آخر الأسئلة ولم تكن أولوية، ومورست بحقها جرائم سياسية وقضائية وعسكرية أسهمت في إفراغها وإضعافها، وتراجعت لدرجة أنها غابت أو غُيّبت. ولكنها، رغم ما أصابها من وهن واستقواء، كانت عصيّة على التفكك. ففي لحظة أصبحت أول الأسئلة وأكثرها إلحاحاً وطلباً، هي الدولة المغيَّبة عمداً من السلطة الحاكمة والمُقيّدة من سلطة موازية فشلت في القيام بمقامها وبمهامها الكبرى.

الدولة، الحاجة إلى كل اللبنانيين والجنوبيين بخاصة، تعيد التشكل عند كل منعطف خطير في تاريخ هذا البلد، خصوصاً عند أحداثه الجسام. لذلك، يتطلع اللبنانيون إلى أن تتحول مأساتهم الأخيرة إلى فرصة استثنائية لإعادة بناء دولتهم؛ دولة تحت سقفها أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وتحت شرعيتها ستطبَّق بنود الاتفاق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التي يعود إليها منفردةً واجب حماية التراب اللبناني من أي اعتداء خارجي. بعدما أثبتت التجربة الأخيرة أن الدولة، بمؤسساتها السياسية والعسكرية، قادرة على حماية اللبنانيين، وأن مَن ادَّعى أنه بديل عنها عاد والتجأ لحمايتها.

الحديث عن استعادة الدولة في هذه الفترة يعكس وعياً جماعياً لبنانياً بضرورة تجنب وقوع البلد في أزمة سياسية تتسبب في فوضى خطيرة. فالانقسام السياسي على أشدّه، والتمترس الحزبي والطائفي الذي غاب في وقت الحرب جاهزٌ لإعادة إنتاج خطاب مواجهة داخلية تداعياتها أقسى من تداعيات الحرب الإسرائيلية على الاجتماع والدولة معاً. وهذا فحوى خطاب الرئيس بري، الذي نبه إلى أن اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة. لكن الأبرز في خطابه الواقعي، الذي يمكن أن يُعنون بأنه خطاب انتهاء الحرب وليس إعلان الانتصار، اعتباره أن المرحلة «امتحان لكل لبناني: كيف ننقذ وطننا؟ وكيف نبنيه؟ وكيف نعيد الحياة لمؤسساته الدستورية، وفي الطليعة انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟».

إذن، اللبنانيون أمام امتحان إعادة الحياة لمؤسساتهم الدستورية، وبعبارة أخرى، ملء الفراغ الدستوري. وهذا يعني انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحية. والمفارقة أن الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين هو نتيجة أسباب سياسية كثيرة، من ضمنها اشتراط بري وحليفه «حزب الله» التوافق على الرئيس العتيد أو الحوار المشروط شرطاً للدعوة إلى جلسة تشريعية يدعو إليها رئيس المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية.

لذلك، تتجه الأنظار نحو المجلس النيابي ورئيسه. فهل سيذلل العقبات أمام عملية اختيار الرئيس العتيد؟ وهل سيجري تحرير الموقع المسيحي الأول في هذا الشرق من التجاذبات الداخلية وتراجع البعض عن محاولات فرض إرادتهم على عملية الاختيار؟ هذه الأسئلة الصعبة وصعوبة الإجابة ستبقيان مرهونتين بمسارَي الهدنة والتسوية. فالأولى سلكت طريقها رغم الألغام التي زرعها العدو، ورغم المخاطر الداخلية التي قد تُزرع في طريقها وطريق الجيش اللبناني المتجه إلى جنوب الجنوب. أما الثانية، فمسارها يرتبط أيضاً بالمسار الأول وكيفية تطبيقه. والرئاسة هنا لا تعني مشروع غلبة جديدة ولا اختباراً لما تبقى من فائض قوة، بقدر ما هي امتحان مفصليّ لكل الطبقة السياسية، في الموالاة أو في المعارضة، حول إقرارها أو قرارها بالعودة إلى الدولة.

من جنوب نهر الليطاني إلى ساحة النجمة في بيروت، حيث مقر مجلس النواب اللبناني، مسار وفرصة كي تستعيد مؤسسات الدولة دورها وسيادتها، وكي يستعيد اللبنانيون استقرارهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان على توقيت الدولة وسيادتها لبنان على توقيت الدولة وسيادتها



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt