توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طب الفاتيكان كمان وكمان

  مصر اليوم -

طب الفاتيكان كمان وكمان

بقلم:خالد منتصر

أرسل الدكتور المحترم محمد بسيونى ردًّا على مقالى «طب الفاتيكان» الذى انتقدت فيه وجود كليات طب وهندسة.. إلخ أساسًا فى جامعة الأزهر، وذكرت فيه أن هذا يُعَدُّ تمييزًا مرفوضًا؛ فهذه الكليات محروم من دخولها المسيحى، لا لسبب إلا أن اسمه «جرجس» وليس «محمود»! وهذا غير موجود فى أى دولة مدنية فى الكرة الأرضية أن يقتصر دخول كلية طب أو هندسة أو صيدلة على صاحب دين واحد كشرط للالتحاق!.

قرأت الرد، وأنا أنتظر إفحامًا، فوجدته للأسف ردًّا أقل ما يُقال عنه إنه ملىء بالمغالطات المنطقية، لكن احترامًا لحق القارئ فى المعرفة، واحترامًا لإلحاح أصدقائى، واحترامًا لوقت القراء الأعزاء، سأتجشم عناء مناقشة بديهيات مرة أخرى، وهذا ردى باختصار:

١- يقول الدكتور المحترم إن الأزهر طوال عمره جامعة تدرس الفيزياء والكيمياء والطب.. إلخ. وهذه معلومة مدهشة، معناها أن الرئيس عبد الناصر فى بداية الستينيات عندما أصدر قراره إنشاء تلك الكليات فى الأزهر كان جاهلًا بتلك المعلومة الرهيبة التى اكتشفها الدكتور المحيط علمًا بالأسرار اللدنية!! فلماذا يا عبد الناصر لم تستمع وقتها لكلام د. بسيونى، وكنت بخطوات بسيطة زرت الأزهر وتفقدت كليات الطب والهندسة والعلوم التى كانت لابسة طاقية الإخفا وقتها! يا عزيزى د. بسيونى، أرجوك لا تستهن بعقول الناس، وأرجوك لا تنسَ أن هؤلاء العلماء الأزهريين الذين قلت عنهم إنهم كانوا رواد العلوم الطبيعية، لم يجدوا إلا الاعتصام بالبخارى فى مواجهة مدافع الفرنسيس، وظلوا يرددون: «يا خفىّ الألطاف نجنا مما نخاف».

٢- يقول د. بسيونى إن إنشاء كلية الطب وغيرها من الكليات العلمية فى الأزهر هو لتخريج ذوى الضمير الحى والقيم الراسخة عن طريق خلط العلم بالدين. والسؤال يا سيادة الدكتور المبجل: وهل خريجو الطب مثلًا من طب قصر العينى، الذى تخرج فيه الآلاف قبل أن تولد فكرة طب الأزهر أصلًا، كانوا بدون ضمير حى وقيم راسخة؟! هل على إبراهيم والكاتب ومورو مرورًا بمجدى يعقوب وغيره وحتى الآن كلهم بدون ضمير ولا قيم، لأنهم لم يدرسوا ابن تيمية ولم يحسبوا مقدار الجزية ولم يحفظوا عنعنة حديث بول الإبل وجناح الذبابة؟!.

٣- يقول كاتب المقال معترضًا ويتَّهمنى بالافتراء حين قلت إن هناك إرهابيين تخرجوا من الأزهر! وأقولها لك ثانية يا د. بسيونى: نعم تخرج إرهابيون. هل عمر عبدالرحمن خريج مدرسة الباليه؟! هل خلية اغتيال النائب العام، التى ٩٩٪ منهم أزهريون، هم خريجو معهد الموسيقى العربية؟! سبب اعتراضى يا دكتور، هو أن تلك الكليات المدنية العلمية الأزهرية أُنشئت أساسًا لكى ترشدنا كيف نحارب التطرف، وليست لكى يتخرج منها متطرفون حتى ولو متطرف واحد مثل الطبيب الإرهابى زعيم خلية «حسم»، ونصرف عليها عشرين مليارًا من ضرائبنا وجيوبنا من أجل هذا الهدف الذى ذكرته أنت شخصيًا: القيم والأخلاق ومنع الإرهاب. ولو انتفى هذا الهدف وتبخر، يبقى كما يقولون «نفضها سيرة»، والحل سهل: تحويل تلك الكليات لوزارة التعليم العالى.

٤- نأتى لبيت القصيد وعنوان المقال. حضرتك وبثقة تُحسد عليها ويقين يدعو للرثاء، تقول إن الأزهر لا يقبل مسيحيًا مثل جامعة الفاتيكان التى لا تقبل مسلمًا!! وفات عليك يا سيادة الدكتور أن الفاتيكان لا يدرس إلا مواد لاهوت متعلقة بالدين، ولا يدرس طبًّا أو هندسة. والمفاجأة الأكبر، والتى قرأتها أنت فى مقالى وتغاضيت عنها، هى أن الجامعة تقبل مسلمين فى كلياتها التى تدرس اللاهوت!!! ولو حضرتك تقول إن كلية أصول الدين لا يدخلها إلا المسلم ليست لدىّ أى مشكلة وسأقول لك: من حقك. لكن أنا أتكلم وأكرر للمرة الألف أننى أتحدث عن كليات علمية مدنية فى الأزهر، وكل الردود تلف وتدور وتناور وتراوغ ولا تستطيع الرد على تلك النقطة.

أما كلامك عن أننى أتعمد التشويه والسطحية فلن أرد عليه، وأترك الرد لمن سيقرأنى ويقرأ ردك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طب الفاتيكان كمان وكمان طب الفاتيكان كمان وكمان



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt