توقيت القاهرة المحلي 19:07:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الخسوف تخويف إلهي؟

  مصر اليوم -

هل الخسوف تخويف إلهي

بقلم:خالد منتصر

صدرت الأوامر من وزارة الأوقاف بأن تصلى كل المساجد المصرية صلاة الخسوف يوم الأحد الماضى، وليست لدى مشكلة أن يصلى الفرد إذا كان مقتنعًا أو تمنحه الصلاة أى صلاة راحة نفسية، أو ما زال إدراكه العقلى أن ما يحدث للقمر من لون وردى دموى هو نذير رعب وشؤم... إلخ، كل فرد حر فى اعتقاده، لكن أن يصدر قرار من وزارة فى الحكومة المصرية المدنية فى القرن الحادى والعشرين بإلزام جماعى للمساجد بصلاة الخسوف، هنا نقطة النقاش، فالدولة العلمانية الحديثة لا تتدخل فى اعتقادك الفردى، لكن أن تحول هذا الاعتقاد من الفضاء الخاص للفضاء العام وتجعله إلزامًا جماعيًا بقرار وزارى، هنا المسألة تصيب نواة الدولة المدنية، عندما ترفع فى وجهى «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده»، وتقول إن هذا مقدس لا يناقش وتغلق الباب أمام مناقشته العلمية وتحوله لقرار وزارى، فأنت قد قتلت التفكير العلمى فى مهده، إنه ليس إلحادًا ولا كفرًا ولا هرطقة أن يقول لك عالم الفلك إن الخسوف ظاهرة فلكية تحدث علميًا عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم، بحيث تلقى الأرض بظلها على القمر، فتحجب ضوء الشمس عنه.

يؤدى هذا إلى تغيّر فى لون القمر، فيظهر باللون الأحمر أو البرتقالى لأن ضوء الشمس المار عبر الغلاف الجوى للأرض يتشتت فيه اللون الأزرق، بينما يمر اللون الأحمر بشكل مستقيم نحو القمر، هذه الظاهرة فسرت بعد زمن النبى، فأهل تلك الفترة فى تلك البقعة البدوية التى ليست فيها تلسكوبات ولا تعرف الحسابات الفلكية الدقيقة، هم معذورون فى أن يعتبروها تخويفًا من الله، لأن هذه كانت الثقافة السائدة وقتها ولا تعيبهم، لكن العيب أن نظل نتبنى نحن هذا الفهم فى القرن الحادى والعشرين فى زمن التلسكوبات التى تخترق المجرات وليست الكواكب والأقمار والنجوم فحسب، نحن لسنا معذورين فى أن نروج لهذا الكلام، وعندما يقول لك المجتهد إن هذه الأفكار هى بنت زمانها ومكانها وبيئتها كنوع من إيجاد حل للمتدين لكى لا يشعر بالتناقض، تنطلق عليه اللعنات من كل صوب وحدب، يكفرونه ويرفعون عليه القضايا ويقدمون البلاغات، كل هذه الكراهية والغل لأنه سأل أو لأنه حاول التوفيق!!، هم يريدون أن يظل الرعد ملكا يسرق السحاب، والبرق سوطا من نور... إلخ، الشعوب عبرت تلك الفجوة الفكرية على جسر العلم وبمساعدة التفكير العلمى، والتبريرات التى تطرح غير مقنعة حتى لطفل، فأن يخرج شيخ ويقول إننا نصلى شكرًا لهذه الظاهرة، فأسأله وهل نصلى نحن شكرًا مع المذنبات والشهب والثقب الأسود والتفاعلات الشمسية؟!، إشمعنى الخسوف والكسوف هما فقط الظاهرتان الفلكيتان اللتان تستدعيان صلاة الشكر؟، الأسئلة المنطقية الهادئة تحتاج إلى إجابات منطقية هادئة بعيدًا عن السباب والاتهامات... إلخ، المصريون القدماء ربطوا حركة الشمس بالإله «رع»، وصنعوا طقوسًا يومية مع شروق الشمس وغروبها، المايا والإنكا اعتبروا الكسوف والخسوف أحداثًا انتقامية نتيجة الغضب الإلهى، فقاموا بتقديم قرابين (أحيانًا بشرية). لإرضاء الآلهة، فى بلاد الرافدين كان ظهور المذنبات والخسوف يُفسر كعلامة على غضب الآلهة أو موت ملك، وغيرهم من الشعوب والمجتمعات مارست تلك الطقوس والأفكار، لكن أوروبا عقلنتها ومررتها من خلال غربال المنطق والعقل، وما زلنا نحن مترددين حتى تلك اللحظة فى اتخاذ تلك الخطوة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الخسوف تخويف إلهي هل الخسوف تخويف إلهي



GMT 14:15 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نهاية حزينة لشارع الحمرا…

GMT 14:03 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو… إيران أولاً ودائماً… لماذا؟

GMT 13:48 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

القلعة الجوفاء: بعدما هدأ غبار الهجوم على إيران

GMT 09:00 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

«الست» أيضاً

GMT 08:59 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

تغيير الحدود ومواعيد نتنياهو

GMT 08:58 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

هل «الموديل» الغربي مُقدّس؟

GMT 08:57 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعقيدات الهُويَّة وأنثروبولوجيا إسلام الخارج

GMT 08:55 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

لبنان وغزة... إدارة النزاع بدل إنهائه

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 03:13 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء
  مصر اليوم - النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء

GMT 10:26 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

إيمي سمير غانم تكشف سر ابتعادها عن التمثيل
  مصر اليوم - إيمي سمير غانم تكشف سر ابتعادها عن التمثيل
  مصر اليوم - تسلا تواجه انتقادات بعد وفيات ناجمة عن أعطال أبواب السيارات

GMT 17:26 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية
  مصر اليوم - نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية

GMT 16:37 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
  مصر اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 16:37 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

صندوق النقد يحث الصين على إصلاحات هيكلية عاجلة لتعزيز النمو

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 10:52 2020 الخميس ,19 آذار/ مارس

منة عرفة تكشف حقيقة ارتباطها بـ علي غزلان

GMT 22:21 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

مصر تشارك في قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا

GMT 20:12 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مجسم "الهنتيكة" في أسيوط لغز محيِّر لم يعلم سره أحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt