توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الخسوف تخويف إلهي؟

  مصر اليوم -

هل الخسوف تخويف إلهي

بقلم:خالد منتصر

صدرت الأوامر من وزارة الأوقاف بأن تصلى كل المساجد المصرية صلاة الخسوف يوم الأحد الماضى، وليست لدى مشكلة أن يصلى الفرد إذا كان مقتنعًا أو تمنحه الصلاة أى صلاة راحة نفسية، أو ما زال إدراكه العقلى أن ما يحدث للقمر من لون وردى دموى هو نذير رعب وشؤم... إلخ، كل فرد حر فى اعتقاده، لكن أن يصدر قرار من وزارة فى الحكومة المصرية المدنية فى القرن الحادى والعشرين بإلزام جماعى للمساجد بصلاة الخسوف، هنا نقطة النقاش، فالدولة العلمانية الحديثة لا تتدخل فى اعتقادك الفردى، لكن أن تحول هذا الاعتقاد من الفضاء الخاص للفضاء العام وتجعله إلزامًا جماعيًا بقرار وزارى، هنا المسألة تصيب نواة الدولة المدنية، عندما ترفع فى وجهى «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده»، وتقول إن هذا مقدس لا يناقش وتغلق الباب أمام مناقشته العلمية وتحوله لقرار وزارى، فأنت قد قتلت التفكير العلمى فى مهده، إنه ليس إلحادًا ولا كفرًا ولا هرطقة أن يقول لك عالم الفلك إن الخسوف ظاهرة فلكية تحدث علميًا عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم، بحيث تلقى الأرض بظلها على القمر، فتحجب ضوء الشمس عنه.

يؤدى هذا إلى تغيّر فى لون القمر، فيظهر باللون الأحمر أو البرتقالى لأن ضوء الشمس المار عبر الغلاف الجوى للأرض يتشتت فيه اللون الأزرق، بينما يمر اللون الأحمر بشكل مستقيم نحو القمر، هذه الظاهرة فسرت بعد زمن النبى، فأهل تلك الفترة فى تلك البقعة البدوية التى ليست فيها تلسكوبات ولا تعرف الحسابات الفلكية الدقيقة، هم معذورون فى أن يعتبروها تخويفًا من الله، لأن هذه كانت الثقافة السائدة وقتها ولا تعيبهم، لكن العيب أن نظل نتبنى نحن هذا الفهم فى القرن الحادى والعشرين فى زمن التلسكوبات التى تخترق المجرات وليست الكواكب والأقمار والنجوم فحسب، نحن لسنا معذورين فى أن نروج لهذا الكلام، وعندما يقول لك المجتهد إن هذه الأفكار هى بنت زمانها ومكانها وبيئتها كنوع من إيجاد حل للمتدين لكى لا يشعر بالتناقض، تنطلق عليه اللعنات من كل صوب وحدب، يكفرونه ويرفعون عليه القضايا ويقدمون البلاغات، كل هذه الكراهية والغل لأنه سأل أو لأنه حاول التوفيق!!، هم يريدون أن يظل الرعد ملكا يسرق السحاب، والبرق سوطا من نور... إلخ، الشعوب عبرت تلك الفجوة الفكرية على جسر العلم وبمساعدة التفكير العلمى، والتبريرات التى تطرح غير مقنعة حتى لطفل، فأن يخرج شيخ ويقول إننا نصلى شكرًا لهذه الظاهرة، فأسأله وهل نصلى نحن شكرًا مع المذنبات والشهب والثقب الأسود والتفاعلات الشمسية؟!، إشمعنى الخسوف والكسوف هما فقط الظاهرتان الفلكيتان اللتان تستدعيان صلاة الشكر؟، الأسئلة المنطقية الهادئة تحتاج إلى إجابات منطقية هادئة بعيدًا عن السباب والاتهامات... إلخ، المصريون القدماء ربطوا حركة الشمس بالإله «رع»، وصنعوا طقوسًا يومية مع شروق الشمس وغروبها، المايا والإنكا اعتبروا الكسوف والخسوف أحداثًا انتقامية نتيجة الغضب الإلهى، فقاموا بتقديم قرابين (أحيانًا بشرية). لإرضاء الآلهة، فى بلاد الرافدين كان ظهور المذنبات والخسوف يُفسر كعلامة على غضب الآلهة أو موت ملك، وغيرهم من الشعوب والمجتمعات مارست تلك الطقوس والأفكار، لكن أوروبا عقلنتها ومررتها من خلال غربال المنطق والعقل، وما زلنا نحن مترددين حتى تلك اللحظة فى اتخاذ تلك الخطوة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الخسوف تخويف إلهي هل الخسوف تخويف إلهي



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt